مصطفى الهادي.
لبيوت الناس حرمة ذكر الله تعالى آداب دخولها. فقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتُسلموا على أهلها ذلك خيرٌ لكم لعلكم تذكّرون، فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم).(1)
ولبيوت النبي حرمة خاصة بيّنها تعالى في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُم).(2) فلبيت النبي وكذلك بيت الإمام علي وفاطمة عليهما السلام حرمة خاصة أمر فيها الله تعالى أن يتم (تعظيمها) وذلك لقوله تعالى (أن تُرفع) فعن أنس بن مالك قال : أن رسول الله (ص) قرأ هذه الآية (في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمهُ يُسبّحُ لهُ فيها بالغدو والآصال).(3) فقام إليه رجل، قال: (أيُ بيوت هذهِ يا رسول الله ؟ قال : (بيوت الأنبياء). فقام إليه أبو بكر، وقال : يا رسول الله، وهذا البيت منها مشيرا إلى بيت علي وفاطمة؟ فقال النبي (ص) نعم من أفاضلها).(4)
فأبو بكر أحد من سأل النبي عن بيت علي وفاطمة ، وكان الصحابة كلهم حضور ومنهم عمر وأبو عبيدة وغيرهم. فهل قاموا بتعظيم هذا البيت الذي أمر تعالى (أن تُرفع) والذي عدّه النبي من أفاضل بيوت الأنبياء.
فماذا فعلوا بهذا البيت الذي أمر الله تعالى أن يُرفع.
في العقد الفريد قال : (وبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب وقال لهم: فإن أبوا فقاتلهم. وأقبل عمر بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم).(5) ثم تعال لننظر ماذا قالت الزهراء عن ذلك؟ عندما أضرم عمر النار في بيت الزهراء وحاول عمر ومن معهُ اقتحامها، صرخت الزهراء من وراء الباب باكية : (يا أبتاه يا رسول الله!! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب؛ وابن أبي قحافة!!).(6)
أما كيفية الاستئذان على بيوت النبي فيقول أنس بن مالك (كانت أبواب النبي (ص) تُقرع بالأظافير).(7) وهو دليل على شدة احترام بيوت النبي على عهده صلوات الله عليه وآله. ولكن بمجرد أن توفي (ص) كُسرت هذه الحرمة. مع علمهم أن من يسترق النظر إلى بيوت الآخرين وجب فقئ عينه ولا جناح على من يفعل ذلك.(😎
وأما في القوانين الدولية المتعارف عليها عند البشر فإن (للملكية الخاصة) حرمة تُجيز لصاحب الدار أو الملكية قتل كل من يقتحم عليه المكان، ولا حساب على القاتل لأنهُ ضمن حق الدفاع المشروع. وأبت القوانين الإلهية إلا أن تأخذ حقها من مقتحم البيوت ولو إلى حين، وهذا ما حصل حيث تم بقر بطن عمر بن الخطاب بخنجر ذو حدين.
المصادر:
1- سورة النور آية : 27.
2- سورة الأحزاب آية :53.
3- سورة النور آية : 36.
4- الدر المنثور في التفسير المأثور، السيوطي ج6 ص : 203 طبع دار الفكر.
5- العقد الفريد ج2 ص250 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص156 وأعلام النساء ج3 ص1207.
6- السيد جعفر مرتضى ،مأساة الزهراء عليها السلام. ج2 ص : 96.
7- رواه البخاري في الأدب المفرد رقم الحديث (824)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2092.
8- صحيح البخاري برقم 5924، وصحيح مسلم 2156.
خراب الدار ما واحد عمرها
وعلى بنت النبي تجاسر عمرها
للأسف عشرين ما وصّل عمرها
ابعز الشباب تموت زهرتنه الزجيه
https://telegram.me/buratha