احمد الركابي
لاشك ان إصلاح النفس وتزكيتها يعتبر الهدف الاول من أهداف الدين القويم، وركيزة من ركائز بناء الشخصية المؤمنة المثالية، فلا نستطيع أن نقيم البناء اذا لم تكن أدوات البناء سليمة، ولأجل إصلاح المجتمع يجب إصلاح الفرد اولا الذي يعتبر الأساس في البناء المحكم للجماعة الصالحة التي تحتضن مشروع اهل البيت عليهم السلام .
وبعضهم يسأل، هل إن إصلاح النفس لوحده ينفع للتمهيد للامام صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف؟
كما قلنا ان إصلاح النفس أمر مهم وجيد واساسي ، لكن لوحده لا ينفع بلا معرفة صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف، فلا يوجد تناقض بين الامرين فكلاهما مطلوب، فمعرفة الامام من أصول الدين، وتزكية النفس من فروع الدين.
فما هي معرفة المطلوبة هنا؟
المعرفة هنا نوعين :
اولا: المعرفة العقائدية وتشمل صفات الأمامة كالعصمة والولاية التكوينية والولاية التشريعية.
وثانيا: معرفة علامات ظهور الامام المهدي عليه السلام وذلك لكي اقوم بواجب النصرة والتمهيد، ولهذه المعرفة طريق وضعه اهل البيت عليهم السلام وهو منهج علامات الظهور الشريف، والدليل على اهميتها ما قاله الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال :
:(( إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين...))(١)
حيث أن حديث الإمام الصادق عليه السلام يشير إلى أن من صفات المؤمن هو ان يترقب العلامات التي توصله إلى معرفة امام زمانه، وهذا هو معنى انتظار الفرج، كما فعل سلمان الفارسي رضوان الله عليه بتتبع علامات بعثة النبي صلى الله عليه وآله وجاء من اقصى بلاد فارس إلى المدينة المنورة، فكيف عرف بظهور نبي في مدينة يثرب!؟، التاريخ يقول ان سلمان قد عرف ذلك من خلال العلامات.
وهنا لا نقصد الانتظار السلبي، بل نقصد الانتظار الايجابي وهو يتمثل بالتحرك الفاعل وليس الجلوس بالمنزل، وذلك بنصرة رايات الهدى، وتهيئة الأرض للدولة المهدوية وطاعة المرجعية، فمن انتظر ضيفا استعد له من كافة النواحي، حيث يستدعي ذلك تهيئة المكان للضيف وغيرها من الأمور.
وكذلك الانتظار يستدعي منا تزكية النفس بالمقام الأول، ومحاولة تقفي أثارهم من خلال علم الأخلاق الذي وضعه لنا النبي محمد صلى الله عليه وآله واهل البيت عليهم السلام، وكذلك الالتزام بالعبادات الواجبة من صلاة وصيام وخمس وغيرها من فروع الدين.
وكذلك النزول إلى المجتمع هو من مظاهر السير على نهج اهل البيت عليهم السلام ، بالسعي إلى استنقاذ إيتام ال محمد صلى الله عليه وآله، من خلال إيصال صوت اهل البيت عليهم السلام إلى كل مسلم ، وإقامة الشعائر الحسينية، وكذلك إيصال قضية الامام المهدي عليه السلام إلى قلب وعقل كل مؤمن.
فيجب نشر القضية المهدوية وتوضيح علامات الظهور الشريف للناس، حيث أن هذه العلامات تحمي الناس من فتن آخر الزمان الخطيرة، لذلك حدد لنا اهل البيت عليهم السلام رايات هدى في عصر الظهور الشريف، وهما راية اليماني وراية الخراساني
فينبغي فهم حركة هذه الرايات والسعي لتعزيز قوة المعسكر المؤمن مما يعزز الاقتدار الشيعي ، وكذلك السعي لإضعاف وتدمير المعسكر المعادي المتمثل بقوى الشيطان والاستكبار، وهذان الأمران(الاقتدار الشيعي وضعف الأعداء) يعتبران من شرائط الظهور الشريف.
المصادر :
١.المصدر: كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الصدوق - ج ١ - الصفحة ٦٧٧
https://telegram.me/buratha