الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين للشيخ علي ربّاني الخلخالي عن موقف القرآن والنبي والأئمة ممن آذى فاطمة عليها السلام: قال الله تبارك وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا" (الاحزاب 57). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله). وقالت فاطمة عليها السلام: فوالله لقد آذيتماني. عن الحسين بن علي عليه السلام قال: لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين عليه السلام سرّاً، وعفا على موضع قبرها، ثم قام فحوّل وجهه إلى قبر رسول صلى الله عليه وآله ثم قال: السلام عليك يا رسول الله عني، والسلام عليك عن ابنتك، وزائرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلّا أنّ في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعزّ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري. بلى، وفي كتاب الله لي أنعم القبول "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (البقرة 156) قد استرجعت لوديعة، وأخذت الرهينة، وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله.
وعن محاولة قتل الامام علي عليه السلام يقول الشيخ رباني الخلخالي: وبعدها ولما أرادوا قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأمروا خالد بن الوليد بتنفيذ ذلك في الصلاة بعثت أسماء بنت عميس جاريتها إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقالت له: "إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ" (القصص 20). فقال أمير المؤمنين للجارية: قولي لها: (إنّ الله يحول بينهم وبين ما يريدون). أو أنّه قال: (فمن يقتل الناكثين والقاسطين والمارقين، وإنّ الله بالغ أمره)؟ فهدأ روعها وسكن قلبها وسلّمت لما قاله أمير المؤمنين عليه السلام، وبالفعل فقد ندم أبو بكر وهو في الصلاة على ما اتفق عليه مع خالد، وخاف من سيوف بني هاشم المسلولة ونفوسهم الأبية، وحال الله بينه وبين ما يريد، فقال قبل تسليم الصلاة: (أي خالد لا تفعل ما أمرتك) ثم سلم إلى آخر الخبر.
وعن أحفاد السيد ام البنين يقول الشيخ الخلخالي في كتابه: الحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس عليه السلام: كما ولعبيد الله الأول بن العباس عليه السلام من ولده الحسن حفيد اسمه الحمزة أيضاً. والحمزة هذا جد والد الحمزة الغربي المكنى بـ (أبي يعلى بن علي بن الحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس عليه السلام)، وهو ثقه جليل القدر، كما في كتاب تحفة العالم للسيد بحر العلوم، وكان مؤلفاً عارفاً نبيلاً، ومن مشايخ الاجازة ورواة الحديث. هكذا كان، بل أكثر كما قال عنه المؤرخون والنسابون وعلماء علم الحديث. وله كتاب (التوحيد) وكتاب (الزيارات والمناسك) وكتاب (الردّ على محمد بن جعفر الأسدي). وقبره في الحلة قرب القرية المزيدية. وللحمزة الغربي هذا كرامات باهرة حياً وميتاً. ولذلك ترى قبره الواقع في القرية المذكورة بين قبائل آل سلطان حافلاً بالزائرين يقصده ذووا الحاجات للتوسل إلى الله بمقامه عنده، عملاً بقوله تعالى "وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ" (المائدة 35).
https://telegram.me/buratha