الدكتور فاضل حسن شريف
الوقف التام هو إن الجملة الموقوف عليها إن تمت ولم تتعلق بما بعدها لا لفظا ولا معنى. و الوقف التام هو ما كان في نهاية قصة، أو في آخر صفة من صفات الناس. بينما النهي عن الوقف يعني وجود متعلقات بالجملة التي حصل الوقف بما قبلها. ويشار لها بعلامة (لا) في أعلى الحرف النهائي من الكلمة التي علي القارئ عدم الوقوف عندها. قال الله تعالى "ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (قلى: الوقف اولى) قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى (قلى: الوقف اولى) وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (لا: النهي عن الوقف) مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" (البقرة 120).
روى أن أحدهم خطب أمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال (من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما) ووقف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قم بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى). كانت معرفة الوقف جزء من تعريف تعريف الترتيل عند علي عليه السلام. قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (لا: النهي عن الوقف) في سورة البقرة: "وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا (لا: النهي عن الوقف) قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 25)، و "ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (قلى: الوقف اولى) قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى (قلى: الوقف اولى) وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (لا: النهي عن الوقف) مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" (البقرة 120)، و "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ (لا: النهي عن الوقف) يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (البقرة 132)، و "وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ (ج: جواز الوقف) وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ (ج: جواز الوقف) وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ (ج: جواز الوقف) وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (لا: النهي عن الوقف) إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة 145).
جاء في الالوكة الشرعية عن علامات الوقف ومصطلحات الضبط بالمصحف الشريف للشيخ اسماعيل الشرقاوي: (مـ): تفيد لزوم الوقف ولزوم البدء بما بعدها وهو ما يسمى بالوقف اللازم، كما في قوله تعالى: "إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ (مـ) وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ" (الأنعام 36). (لا): تفيد النهي عن الوقف في موضعها، والنهي عن البدء بما بعدها، كما في قوله تعالى: "ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى (لا) لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ" (البقرة 262). (صلي): تفيد بأن الوصل أولى مع جواز الوقف، كما في قوله تعالى: "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا (صلي) فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى" (البقرة 38). (قلي): تفيد بأن الوقف أولى مع جواز الوصل، كما في قوله تعالى: "قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ (قلي) فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ" (الكهف: 22). (ج): تفيد جواز الوقف، كما في قوله تعالى: "وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ (ج) لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ" (الحجرات 7). (النقط المثلثة): تفيد جواز الوقف بأحد الموضعين، وليس في كليهما، وهو ما يسمى بوقف المعانقة، نحو قوله تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ * فِيهِ * هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" (البقرة: 2). ( ْ): للدلالة على زيادة الحرف وعدم النُّطق به مُطلقًا، كما في هذه الأمثلة: "وَثَمُودَاْ فَمَا أَبْقَى" (النجم 51)، "سَلَاسِلَاْ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا"(1) (الإنسان: 4)، "أُوْلَئِكَ". (.): للدلالة على زيادة الحرف وعدم النطق به حين الوصل فقط، كما في قوله تعالى: "لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ"(2) (الكهف 38). (•): للدلالة على التسهيل، كما في قوله تعالى:"أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ" (فصلت 44). ( ْ ): للدلالة على سكون الحرف ووجوب النطق به، كما في قوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ" (فصلت 46). (م): للدلالة على وجود الإقلاب، كما في قوله تعالى: "عَلِيمٌ (م) بِذَاتِ الصُّدُورِ". ( ً ٌ ): للدلالة على إظهار التنوين بالفتح أو بالكسر، كما في قوله تعالى: "مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" (الزخرف 20).
الوقف وعدمه والابتداء في تلاوة القرآن الكريم ضرورة في فهم القارئ لكتاب الله تعالى، ويرتبط بعلم التفسير وعلم النحو او الإعراب وعلم القراءات وعلم المعاني وغيرها. قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (لا: النهي عن الوقف) في سورة البقرة: "وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (ج: جواز الوقف) وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (لا: النهي عن الوقف) لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (البقرة 150)، و "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ (لا: النهي عن الوقف) أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" (البقرة 159)، و "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (لا: النهي عن الوقف) أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (البقرة 174)، و "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى (لا: النهي عن الوقف) لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 262).
جاء في الموسوعة الحرة عن علامات الضبط والوقف في المصحف: اصطلاحات الضبط للمصاحف: لكل مصحف اصطلاحات ضبط اتفق عليها طابعوه، وهي تختلف من مصحف لآخر، ويعود سبب الاختلاف إلى الاختلاف في التفسير والإعراب وغير ذلك . مصحف المدينة المنورة: كُتِب هذا المصحفُ وضُبط على ما يوافق روايةَ حَفْصِ بنِ سُلَيْمَانِ بنِ المُغِيرَةَ الأسدي الكوفي لقراءة عَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُودِ الكُوفِيّ التَّابِعِيِّ عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَبِيبِ السُّلَميّ عن عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ وَعَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وأُخِذَ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها الخليفة الراشد عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رضي الله عنه إلى البَصْرَةِ والكُوفَةِ والشَّامِ وَمَكَةَ، والمُصْحَف الذي جعله لأهل المدينة، والمصحف الذي اختص به نفسه، وعن المصاحف المُنْتَسَخَةِ منها. وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أَبُو عَمْرِو الدَّانِي وَأََبُو دَاودَ سُلَيْمَانُ بنُ نَجَاح مع تَرْجِيحِ الثَّانِي عِنْدَ الاخْتِلاَفِ. هذا، وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها. وأُخِذَت طريقةُ ضبطه مما قرره علماء الضَّبْطِ على حسب ما ورد في كتاب (الطَّرَازِ عَلَى ضَبْطِ الخَرَّازِ) للإِمَامِ التَّنَسِىّ مع الأخذ بعلامات الخَلِيلِ بنِ أَحْمَدَ وأَتْبَاعِه من المَشَارِقَةِ، بَدَلاً من عَلاَمَاتِ الأَنْدَلُسِيّينَ وَالمَغَارِبَةِ.
https://telegram.me/buratha