الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله سبحانه وتعالى "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" (البقرة 3) اخرج محمد صالح الترمذي الحنفي في مناقبه انها نزلت في امير المؤمنين علي كرم الله وجهه. قال الله عز وجل "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" (البقرة 61) عن موقع هدى القران: البقل هو الكراث: عن أحمد، عن بعض أصحابه، عن حنان بن سدير قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام على المائدة فملت إلى الهندباء فقال: يا حنان لم لا تأكل الكراث ؟ قلت: لما جاء عنكم من الرواية في الهندباء قال: وما الذي جاء؟ قلت: إنه يقطر عليه قطرات من الجنة في كل يوم قطرة قال: فقال: على الكراث إذا سبع قطرات، قلت: فكيف آكله ؟ قال: اقطع أصوله واقذف برؤوسه. وعن عدة من أصحابنا، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن زياد بن سوقة، عن الحسين بن الحسن، عن آبائه قال: قال لي أمير المؤمنين عليه السلام، وذكر حديثا فيه أنه أكل مع رسول الله صلى الله عليه وآله التمر والكراث.
قال الله جل جلاله "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 274) نزلت في حق الامام علي بن ابي طالب عليه السلام هو الذي ينفق ماله سرا وعلانية. قال الله عز وعلا "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" (البقرة 143) الوسط بين الغلو المتعصب والانحلال الالحادي وهذا ما جاء به رسول البشرية والإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحارب الامام علي عليه السلام الغلو الخارجي وحارب الامام الحسين عليه السلام الانحلال الظالم وكلاهما عليهما السلام استشهدا من قبل هؤلاء البعيدين عن الوسطية. قوله عز وجل "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ" (البقرة 154) عن الشيخ عبد الحافظ البغدادي في صفحة براثا الالكترونية يقول الامام علي عليه السلام (في الموت غبطة اوندامة) ومعنى الغبطة هي السعادة وسرور وفرح، فنقول فلان كان في منتهى الغبطة، هذه الحالة من الصعب ان ينالها الانسان في حياته بشكل دائم، ولكن يمكنه ان يموت وهو في منتهى السعادة والغبطة.. سبب صعوبة الوصول الى السعادة في الدنيا حين يكون المجتمع سبب للتعاسة والتخلف حينها يعيش الانسان الحر مع امته بجسده فقط..
قال الله تبارك وتعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" (البقرة 207) وروي نزولها أيضا في فضائل الصحابة عن عبد الملك العكبري وعن أبي المظفر السمعاني بإسنادهما عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: أول من شرى نفسه لله علي بن أبي طالب الشاب اليافع، كان المشركون يطلبون رسول الله صلى الله عليه وآله، فقام من فراشه وانطلق هو وأبو بكر واضطجع علي على فراش رسول الله، فجاء المشركون فوجدوا عليا ولم يجدوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ورواه الثعلبي في تفسيره وابن عقبة في ملحمته وأبو السعادات في فضائل العشرة والغزالي في إحياء العلوم وفي كيمياء الصعادة أيضا برواياتهم عن أبي اليقظان. عن الشيخ محمد الربيعي في صفحة وكالة براثا الاسلامية الالكترونية العيد مناسبة لاعادة إحياء الارتباط الفعلي بالمفاهيم والتعاليم الاصيلة للاديان السماوية والتي عملت على بناء الانسان وإعداده من كل النواحي، ليبقى في دائرة الفعل والمسؤولية لامجرد الانسان المنفعل والمنقطع، عن أصالة مايحمل من قيم ومفاهيم . وان يبقى على دوام في حالة أعياد وفرح بتواصله الحي والصادق مع ربه ومع محيطه وواقعه ليحول كل الزمن الى عيد حقيقي وكما عبر الامام علي عليه السلام (وكل يوم لايعصى الله فيه فهو يوم عيد)، فعلينا واقعا بأعيادنا ان نراجع انفسنا ماقدمنا وما ادخرنا لاخرتنا، علينا ان نفكر كم فقدنا وكم فارقنا من احبة وعليه يجب نحمد الله على البقاء على نعمة الحياة. النتيجه لايكون توجهنا بيوم العيد بالابتعاد عن الله تعالى، وان نبقى من مصداق الاية "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" (البقرة 257) ولانكون في يوم العيد مصداق الاية "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ" (البقرة 257) لان عندها نتيجتنا تكون "أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 257).
الله تبارك تعالى يبين التعامل بالحسنى "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة 83). والكلام الحسن هو الافضل في الاصلاح بدل العقوبة "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" (فصلت 34)و "قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى" (البقرة 263). والتبرير لا يقلل الم النفس فالمذنب يبقى في نفسه الالم حتى لو برر الذنب بمعاذير وهذه فطرة الله التي فطر بها الناس. وبالعكس فان الاعتراف بالخطأ يعني الرجوع الى الله تعالى كما قال امير المؤمنين عليه السلام (أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس).
https://telegram.me/buratha