الجزء الأول
الولاية
الولاية بها أكمل الدين وتمت النعمة ورضا الله ان يكون لنا الإسلام دينا ، وعاشوراء حدثت من أجل دفع الناس الى الولاية ، لأنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الغاية التي خلقنا الله من أجلها ألا وهي العبودية ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ، وأول إعلان صرح به سيد شباب اهل الجنة عليه السلام للانطلاق الى أرض كربلاء كان تحقيق تطبيق الولاية حيث قال عليه السلام في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب الى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية أن الحسين يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق وأن الجنة والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأني لم أخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه واله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي ....) ، أي بيّن عليه السلام أن ثورته العاشورية على الحاكم الظالم والوضع الفاسد طريقها ومنهجها هو ولاية محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فعلينا أن نقتدي به عليه السلام ونسير على منهجه في حياتنا وهو ولايتهم سلام الله عليهم ، وهذا السير يتطلب منا أن نعرف هذه الولاية ونتطلع على أسرارها وحدودها ومقاماتها وعباداتها وأخلاقها ومنهجها التي بينها لنا المعصومون عليهم السلام من خلال أحاديثهم وأدعيتهم وزياراتهم وخصوصاً الزيارة الجامعة المنسوبة للإمام الهادي عليه السلام ، لأن الإمام الحسين عليه السلام أراد دفع المسلمين الى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فمن باب أولى أن يدفعنا عاشوراء للتعرف على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ،فمن أهم المواضع التي يجب أن تطرح بشكل دائم في الليالي الأولى من شهر محرم الحرم هي الولاية ، حتى يعرف الموالون أهمية الهدف الذي ثار من أجله الإمام الحسين عليه السلام وضحى بكل ما يملك من أولاد وأهل وأصحاب ، وأهم موضوع أن يهتم به المنبر الحسيني هو شرح وتوضيح الهدف والغاية التي من أجلها قدم الإمام الحسين عليه السلام التضحيات الجسام ألا وهي الولاية ، وقد اشترط الإمام الصادق عليه السلام لمن زار الحسين عليه السلام ان يعرف حقه حتى ينال الدرجات العليا قال الإمام الصادق عليه السلام ( من زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقه كتب الله له ثواب الف حجة وألف عمرة مقبولة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) وفي روايات أخرى كمن زار الله في عرشه ، فعلى المنبر الحسيني أن يعّرف الموالين حق الإمام عليه السلام حتى ينالوا تلك الدرجات العظيمة ويفوز بالجوائز الفريدة ، فلا يمكن لعاشوراء أن ينفك عن الولاية لأنه الطريق المؤدي لها ولا يمكن لمجالس عاشوراء ان تعقد ولا يذكر فيها الهدف والغاية التي من أجلها حدثت عاشوراء .
خضير العواد
https://telegram.me/buratha