الدكتور فاضل حسن شريف
عن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (عوج) إعوجاج: في الدين ونحوه وقوله: "يبغونها عوجا" (الأعراف 44) (هود 19) (ابراهيم 3) أي يطلبون لها الاعوجاج بالشبه التي يتوهمون انها قادحة فيها، و "الداعي لا عوج له" (طه 108) أي لا تعويج لدعائه من قولهم: عوج الشئ بالكسر فهو عوج، قال ابن السكيت: كل ما كان ينتصب كالحائط والعود قيل فيه عوج بالفتح والعوج بالكسر ما كان في الأرض أي دين أو معاش، يقال: في دينه عوج.
جاء في معاني القرآن الكريم: عوج العوج: العطف عن حال الانتصاب، يقال: عجت البعير بزمامه، وفلان ما يعوج عن شيء يهم به، أي: ما يرجع، والعوج، والعوج يقال فيما يدرك بالبصر سهلا كالخشب المنتصب ونحوه. والعوج يقال فيما يدرك بالفكر والبصيرة كما يكون في أرض بسيط يعرف تفاوته بالبصيرة والدين والمعاش، قال تعالى: "قرآنا عربيا غير ذي عوج" (الزمر 28)، "ولم يجعل له عوجا" (الكهف 1)، "والذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا" (الأعراف 45). والأعوج يكنى به عن سيء الخلق، والأعوجية (أعوج اسم فرس كان لهلال بن عامر، وقيل: هو فرس غني بن أعصر، وقيل: هما فرسان: أعوج الأكبر، وأعوج الأصغر. قال الغندجاني: وليس لهم فحل أشهر في العرب ولا أكثر نسلا، ولا الشعراء والفرسان أكثر ذكرا له وافتخارا به من أعوج. انظر: أسماء خيل العرب ص 36؛ وأنساب الخيل ص 16؛ والعقد الفريد 1/109) : منسوبة إلى أعوج، وهو فحل معروف.
جاء في تفسير الميسر: قوله عز من قائل "لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه 107) عوجا اسم، وَلَا: وَ حرف عطف، لَا حرف نفي، أمتا اسم. عوجا: مكانا مُنخفضا أو انخفاضا، عوجاً: انحرافاً و انعطافاً، أي أن أرض الجنة مستقيمة ليس فيها ميل. الأمت: الرابية، التلال الصغار أو هو ما قام من طين فجف. أَمْتًا: مكانا مرتفعا. فيترك الأرض حينئذ منبسطة مستوية ملساء لا نبات فيها، لا يرى الناظر إليها مِن استوائها مَيْلا ولا ارتفاعًا ولا انخفاضًا. وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز من قائل "لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه 107) "لا ترى فيها عوجا" انخفاضا "ولا أمْتا" ارتفاعا.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل "لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه 107) أي: ليس فيها منخفض ولا مرتفع عن عكرمة عن ابن عباس قال الحسن العوج ما انخفض من الأرض والأمت ما ارتفع من الروابي وقيل لا ترى فيها واديا ولا رابية عن مجاهد. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله عز من قائل "لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه 107) سأل سائل رسول اللَّه ( صلى الله عليه واله وسلم ): كيف تكون الجبال يوم القيامة ؟ فقال سبحانه لنبيه الكريم: قل مجيبا عن هذا السؤال: ان اللَّه يقتلعها من أصولها، ويصيّرها غبارا منتشرا في الفضاء، ويدع أماكنها من الأرض ملساء، لا شيء فيها، ولا ارتفاع، ولا انخفاض.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز من قائل "لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه 107) يل: العوج ما انخفض من الأرض والأمت ما ارتفع منها، والخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمراد كل من له أن يرى والمعنى لا يرى راء فيها منخفضا كالأودية ولا مرتفعا كالروابي والتلال. وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز من قائل "لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه 107) وجملة (لا عوج) أيمكن أن تكون وصفاً لدعوة هذا الداعي، أو وصفاً لاتّباع المدعوين، أو لكليهما. وممّا يلفت النظر أنّه كما أنّ سطح الأرض يصبح صافياً ومستوياً بحيث لا يبقى فيه أي إعوجاج، فإنّ أمر الله والداعي أيضاً كلّ منهما صاف ومستقيم جلي، واتّباعه واضح لا سبيل لأي إنحراف وإعوجاج إليه.
https://telegram.me/buratha