الصفحة الإسلامية

مفهوم السباحة في القرآن الكريم


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في معاني القرآن الكريم: سبح السبح: المر السريع في الماء، وفي الهواء، يقال: سبح سبحا وسباحة، واستعير لمر النجوم في الفلك نحو: "وكل في فلك يسبحون" (الأنبياء 33)، ولجري الفرس نحو: "والسابحات سبحا" (النازعات 3)، ولسرعة الذهاب في العمل نحو: "إن لك في النهار سبحا طويلا" (المزمل 7)، والتسبيح: تنزيه الله تعالى. وأصله: المر السريع في عبادة الله تعالى، وجعل ذلك في فعل الخير كما جعل الإبعاد في الشر، فقيل: أبعده الله، وجعل التسبيح عاما في العبادات قولا كان، أو فعلا، أو نية، قال: "فلولا أنه كان من المسبحين" (الصافات 143)، قيل: من المصلين (غريب القرآن لابن قتيبة ص 374)، والأولى أن يحمل على ثلاثتها، قال: "ونحن نسبح بحمدك" (البقرة 30)، "وسبح بحمد ربك بالعشي" (غافر 55)، "فسبحه وأدبار السجود" (ق 40)، "قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون" (القلم 28)، أي: هلا تعبدونه وتشكرونه، وحمل ذلك على الاستثناء، وهو أن يقول: إن شاء الله، ويدل على ذلك قوله: "إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون" (القلم 17)، وقال: "تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" (الإسراء 44)، فذلك نحو قوله: "ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها" (الرعد 15)، "ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض" (النحل 49)، فذلك يقتضي أن يكون تسبيحا على الحقيقة، وسجودا له على وجه لا نفقهه، بدلالة قوله: "ولكن لا تفقهون تسبيحهم" (الإسراء 44)، ودلالة قوله: "ومن فيهن" (الإسراء 44)، بعد ذكر السموات والأرض، ولا يصح أن يكون تقديره: يسبح له من في السموات، ويسجد له من في الأرض، لأن هذا مما نفقهه، ولأنه محال أن يكون ذلك تقديره، ثم يعطف عليه بقوله: "ومن فيهن" والأشياء كلها تسبح له وتسجد، بعضها بالتسخير، وبعضها بالاختيار، ولا خلاف أن السموات والأرض والدواب مسبحات بالتسخير، من حيث إن أحوالها تدل على حكمة الله تعالى.

 

عن کتاب تاج العروس من جواهر القاموس للمؤلف المرتضى الزبيدي: عوم: العَوْمُ: السِّباحَةُ؛ يقالُ: العَوْمُ لا يُنْسَى، كما في الصِّحاحِ؛ و منه 16- الحَدِيْث : (عَلِّموا صِبْيانَكُم العَوْمَ). و عامَ في الماءِ عَوْماً : إذا سَبَحَ. قالَ شيْخُنا: كَلامُه هنا كالذي سَبَقَ في الحاءِ صَرِيحٌ في اتِّحادِ العَوْمِ و السِّباحَة و قد فَرَّقَ بَيْنهما صاحِبُ الاقْتِطافِ فقالَ: السَّبْحُ: هو الجَرْيُ فوْقَ الماءِ بِلا انْغِماسٍ، و العَوْمُ: الجَرْيُ فيه مع الانْغِماسِ و قيلَ: السِّباحَةُ لمَا لا يَعْقُل، و العَوْمُ لمَنْ يَعْقل؛ لكنْ قالَ البَيْضاوِيُّ في قوْلِهِ تعالَى: "وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (الأنبياء 33)، إنَّ السِّباحَةَ فعلُ العُقلاءِ، و إن بَحَثَ فيه بعضُ أَرْبابِ الحَواشِي، و قد مَرَّ في الحاءِ شي‌ءٌ مِن ذلك. سبح: سَبَحَ بالنَّهْرِ، و فيه، كمَنَع، يَسْبَح سَبْحاً ، بفتح فسكون، و سِباحَةً ، بالكسر: عَامَ، و في الاقتطاف: و يقال: العَوْمُ عِلْمٌ لا يُنْسَى. قال شيخُنا: و فرَّقَ الزَّمَخْشَرِيّ بين العَوْمِ و السِّبَاحَةِ ، فقال: العَوْمُ: الجَرْيُ في الماءِ مع الانغماسِ، و السِّباحَةُ : الجرْيُ فَوْقَه من غير انغماسٍ. قلت: و ظاهرُ كلامِهم التَّرادُف. و جاءَ في المَثَل: (خِفَّ تَعُمْ). قال شيخنا: و ذِكْرُ النَّهْر ليس بقَيْدٍ، بل و كذلك البَحْر و الغَدير، و كل مُسْتَبْحر من الماءِ. و لو قال: سبَحَ بالماءِ، لأَصابَ، و قوله: بالنّهْر، و فيه، إِنّما هو تكرارٌ فإِن الباءَ فيه بمعنَى (في) لأَن المُرَاد الظَّرْفيّة. قُلتُ: العِبارة الّتي ذكرَهَا المُصنِّف بعينِها نصُّ عبارة المُحكم و المخصّص و التّهذيب و غيرِهَا، و لم يأْتِ هو من عندِه بشيْ‌ءٍ، بل هو ناقِلٌ. و هو سابحٌ و سَبُوحٌ ، من سُبحاءَ ، و سبَّاحٌ من‌ قَومٍ‌ سَبّاحِينَ ظاهِرُه أَنّ السُّبَحَاءَ جمعٌ لسابحٍ و سَبُوحٍ ، و أَمّا ابنُ الأَعرابيّ فجعل السُّبحاءَ جَمْعَ سَابحٍ. و من المجاز قولُه تعالى‌ في كتابه العزيز: "وَ اَلسََّابِحََاتِ سَبْحاً * `فَالسََّابِقََاتِ سَبْقا" (النازعات 3-4) قال الأَزهريّ: هنّ، و في نسخة: هي السُّفُن، و السّابقات: الخَيْلُ‌ أَو أَنّها أَرْوَاحُ المؤمنينَ‌ تَخرج بسُهولة. و قيل: الملائكة تَسْبَح بين السّماءِ و الأَرْضِ. أَو السّابحات: النُّجوم‌ تَسْبَح في الفَلَك، أَي تَذهَب فيه بَسْطاً كما يَسْبَح السابحُ في الماءِ سبحاً. و التَّسْبِيحُ: التَّنْزِيهُ. و قولهم: سُبْحانَ اللََّه، بالضَّمّ.

 

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه "إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا" ﴿المزمل 7﴾ معناه أن لك يا محمد في النهار منصرفا ومنقلبا إلى ما تقضي فيه حوائجك عن قتادة والمراد أن مذاهبك في النهار ومشاغلك كثيرة فإنك تحتاج فيه إلى تبليغ الرسالة ودعوة الخلق وتعليم الفرائض والسنن وإصلاح المعيشة لنفسك وعيالك وفي الليل يفرغ القلب للتذكر والقراءة فاجعل ناشئة الليل لعبادتك لتأخذ بحظك من خير الدنيا والآخرة وفي هذا دلالة على أنه لا عذر لأحد في ترك صلاة الليل لأجل التعليم والتعلم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان يحتاج إلى التعليم أكثر مما يحتاج الواحد منا إليه. قوله جل وعلا "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿الأنبياء 33﴾ أي: يجرون وقيل يدورون وأراد الشمس والقمر والنجوم لأن قوله "الليل" يدل على النجوم وقال ابن عباس يسبحون بالخير والشر بالشدة والرخاء وقيل معناه أنه سبحانه جعل لكل واحد منهما فلكا يدور فيه بسرعة كالسباحة وإنما قال "يسبحون" لأنه أضاف إليها فعل العقلاء كما قال والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قوله جل جلاله "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿يس 40﴾ "وكل" من الشمس، والقمر، والنجوم "في فلك يسبحون" يسيرون فيه بانبساط، وكل ما انبسط في شئ، فقد سبح فيه، ومنه السباحة في الماء، وإنما قال "يسبحون" بالواو والنون، لما أضاف إليها ما هو من فعل الآدميين، كما قال: "ما لكم لا تنطقون" لما وصفها بصفة من يعقل. وقال ابن عباس: يسبحون أي: يجري كل واحد منها في فلكه، كما يدور المغزل في الفلكة.

 

وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن السباحة "وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا" ﴿النازعات 3﴾ قيل: المراد بها الملائكة تقبض الأرواح فتسرع بروح المؤمن إلى الجنة وبروح الكافر إلى النار، والسبح الإسراع في الحركة كما يقال للفرس سابح إذا أسرع في جريه، وقيل: المراد بها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها من الأبدان سلا رفيقا ثم يدعونها حتى يستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمي، وقيل: هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين، وقيل: هي النجوم تسبح في فلكها كما قال تعالى: "وكل في فلك يسبحون". وقيل: هي خيل الغزاة تسبح في عدوها وتسرع، وقيل: هي المنايا تسبح في نفوس الحيوان، وقيل: هي السفن تسبح في المياه، وقيل: السحاب، وقيل: دواب البحر. قوله جل وعلا "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿الأنبياء 33﴾ وقوله:"يسبحون" من السبح بمعنى الجري في الماء بخرقه قيل وإنما قال: يسبحون لأنه أضاف إليها فعل العقلاء كما قال:" وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" (يوسف 4). قوله جل جلاله "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿يس 40﴾ قوله: "وكل في فلك يسبحون" أي كل من الشمس والقمر وغيرهما من النجوم والكواكب يجرون في مجرى خاص به كما تسبح السمكة في الماء فالفلك هو المدار الفضائي الذي يتحرك فيه الجرم العلوي، ولا يبعد حينئذ أن يكون المراد بالكل كل من الشمس والقمر والليل والنهار وإن كان لا يوجد في كلامه تعالى ما يشهد على ذلك. والإتيان بضمير الجمع الخاص بالعقلاء في قوله "يسبحون" لعله للإشارة إلى كونها مطاوعة لمشيته مطيعة لأمره تعالى كالعقلاء كما في قوله: "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (فصلت 11). وللمفسرين في جمل الآية آراء أخر مضطربة أضربنا عنها من أراد الوقوف عليها فليراجع المفصلات.

 

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن السباحة "وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا" ﴿النازعات 3﴾ أي ان الكواكب تتحرك في الفضاء "فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً". تتمم دورتها بسرعة حول ما تدور عليه، ومعلوم ان سرعة كل شيء بحسبه من حيث الضخامة وعدمه. قوله سبحانه "إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا" ﴿المزمل 7﴾ الليل للعبادة والتهجد، والنهار للعمل والسعي في طلب العيش، وهو طويل يتسع لكل ما يحتاجه الإنسان من أعمال. قوله جل وعلا "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿الأنبياء 33﴾ كل كوكب يدور على قدر، ويتحرك بحركة تلائمه. وتسأل: ان كان تقدير الكلام كل واحد منهما فينبغي أن يقول يسبح، وان كان التقدير كلاهما فينبغي ان يقول يسبحان، فما هوالوجه في قوله يسبحون بضمير الجمع؟. وأجاب المفسرون بأجوبة أرجحها ان لكل من الشمس والقمر منازل ومطالع، وقد أعاد سبحانه ضمير الجمع على كل منهما باعتبار منازله. قوله جل جلاله "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿يس 40﴾ لكل كوكب فلكه الخاص يدور فيه بنظام، ويجري في منازل مقدرة إلى أن يطويها اللَّه طي السجل للكتاب. وفي نهج البلاغة: وجعل شمسها أي شمس الكواكب آية مبصرة لنهارها، وقمرها آية ممحوة من ليلها أي ان ضوء القمر يطغى على ضوء بقية الكواكب فأجراهما، وقدر سيرهما في مدارج درجهما ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما.

 

جاء في اللباب في علوم الكتاب لابن عادل: "وَهُوَ الذي خَلَقَ الليل والنهار والشمس والقمر كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (الأنبياء 33) أي: كل منهما من الشمس والقمر أو منها أي من اليل والنهار والشمس والقمر. و (يَسْبَحُون) يجوز أن يكون خبر (كُلٌّ) على المعنى، و "في فَلَكٍ" متعلق به. ويجوز أن يكون حالاً والخبر (في فَلَكٍ). وكون المضاف إليه يجوز أن يقدر بالأربعة الأشياء المذكورة ذكره أبو البقاء ولم يذكر غيره، إلا أن المضاف إليه "الشَّمْس والقَمَر" (الأنبياء 33) وهو الظاهر، لأن السباحة من صفتهما دون "اللَّيلِ والنَّهَارِ"، وعلى هذا فيتعذر عن الإتيان بضمير الجمع، وعن كونه جمع من يعقل، أما الأول فقيل: إنما جمع، لأن ثم معطوفاً محذوفاً تقديره: والنجوم كما دلت عليه آيات أخر، فصارت النجوم وإن لم تكن مذكورة يعود هذا الضمير إليها. قال الزمخشري: والتنوين في (كل) عوض عن المضاف إليه أي: كلهم. "فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (الأنبياء 33) وهذه الجملة يجوز أن يكون محلها النصب على الحال من (الشمس والقمر). فإن قلنا: إن السباحة تنسب إلى الليل والنهار كما نقل عن أبي البقاء في أحد الوجهين يكون حالاً من الجميع، وإن كان لا يصح نسبتها إليهما كانت حالاً من (الشمس والقمر) وتأويل الجمع قد تقدم. قال أبو حيان: أو محلها النصب على الحال من (الشمس والقمر) لأن الليل والنهار لا يصفان بأنهما يجريان في فَلَكٍ فهو كقولك: رأيت هنداً وزيداً (متبرجة). انتهى. وسبقه إلى هذا الزمخشري، يعني أنه قد دل على أن الحال من بعض ما تقدم كما في المثال المذكور، قال الزمخشري: فإن قُلْتَ: لكل واحد من القمرين فَلَكٌ على حدة فكيف قال: "فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (الأنبياء 33). قُلْت: هذا كقولهم: كساهم الأمير حلة وقلدهم سيفاً أي: كل واحد منهم. والسباحة العوم في الماء، وثد يعبر عن مطلق الذهاب وقد تقدم اشتقاقه في (سُبْحَانَكَ). ومعنى (يُسَبِّحُونَ) يسيرون بسرعة كالسابح في الماء.

 

جاء في التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: قوله تعالى عن السباحة "وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا" ﴿النازعات 3﴾ قسم ثالث بطائفة ثالثة من طوائف الملائكة، التي تسبح في هذا الكون، أى: تنطلق بسرعة لتنفيذ أمر الله تعالى، ولتسبيحه، وتحميده، وتكبيره، وتقديسه. أى: وحق الملائكة الذين يسرعون التنقل في هذا الكون إسراعا شديدا، لتنفيذ ما كلفهم سبحانه به، ولتسبيحه وتنزيهه عن كل نقص. قوله سبحانه "إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا" ﴿المزمل 7﴾ تقرير للأمر بقيام الليل إلا قليلا منه للعبادة والطاعة والتقرب إليه سبحانه. والسبح: مصدر سبح، وأصله الذهاب في الماء والتقلب فيه ثم استعير للتقلب والتصرف المتسع، الذي يشبه حركة السابح في الماء. أى: إنا أمرناك بقيام الليل للعبادة والطاعة، لأن لك في النهار أيها الرسول الكريم تقلبا وتصرفا في مهماتك، واشتغالا بأعباء الرسالة يجعلك لا تستطيع التفرغ لعبادتنا، أما في الليل فتستطيع ذلك لأنه وقت السكون والراحة والنوم. فالمقصود من الآية الكريمة التخفيف والتيسير عليه صلى الله عليه وسلم وبيان الحكمة من أمره بقيام الليل إلا قليلا منه للعبادة، حيث لم يجمع سبحانه عليه الأمر بالتهجد في الليل والنهار، وإنما يسر عليه الأمر، فجعله بالليل فحسب، أما النهار فهو لمطالب الحياة: ولتبليغ رسالته سبحانه إلى الناس.. قوله جل وعلا "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿الأنبياء 33﴾ التنوين في "كل" عوض عن المضاف إليه. قال الآلوسى: والفلك: مجرى الكواكب، سمى بذلك لاستدارته، كفلكة المغزل، وهي الخشبة المستديرة في وسطه، وفلكة الخيمة، وهي الخشبة المستديرة التي توضع على رأس العمود لئلا تتمزق الخيمة. قوله جل جلاله "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿يس 40﴾ بيان لدقة نظامه- سبحانه- في كونه، وأن هذا الكون الهائل يسير بترتيب في أسمى درجات الدقة، وحسن التنظيم. أى: لا يصح ولا يتأتى للشمس أن تدرك القمر في مسيره فتجتمع معه بالليل. وكذلك لا يصح ولا يتأتى الليل أن يسبق النهار، بأنه يزاحمه في محله أو وقته، وإنما كل واحد من الشمس والقمر، والليل والنهار، يسير، في هذا الكون بنظام بديع قدره الله- تعالى- له، بحيث لا يسبق غيره، أو يزاحمه في سيره.

 

عن موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني: السؤال: حثّ الرسول صلّى الله عليه وآله على تعلّم السباحة وركوب الخيل والمبارزة، فهل هذه الرياضة هي المجوّزة فقط؟ الجواب: بل تجوز غيرها أيضاً ممّا لا تكون قمارية على التفصيل المذكور في رسالة المنهاج. السؤال: هل يوجد تأثير بالنسبة للملابس التي يرتديها لاعب السباحة من حيث الحكم الشرعي؟ الجواب: لا بدّ من مراعاة حدود الستر الشرعي كما هو مذكور في الرسالة الفتوائية. السؤال: ما حكم ذهاب النساء إلى برك السباحة الجماعيّة كبار وصغار؟ الجواب: لا يجوز الذهاب إلى أماكن الفساد مطلقاً على الأحوط. السؤال: هل السباحة بنيّة الوضوء تغني عن الوضوء؟ الجواب: كلّا لا تغني. السؤال: هل يجوز للمرأة السباحة في الحمامات النسائية لغرض المساج والعلاج الطبيعي؟ الجواب: يجوز، ولا يجوز النظر إلى عورة النساء الأخريات. السؤال: بالنسبة للمسابح المختلطة (الدول غير الإسلامية) هل تجوز السباحة أو الذهاب إليها بالنسبه للرجال والنساء؟ الجواب: لا يجوز الحضور في هذه المسابح نهائيّاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك