الدكتور فاضل حسن شريف
عن کتاب أهل البيت عليهم السلام في الحياة الاِسلامية للسيد محمد باقر الحكيم: المؤلفة قلوبهم من ضعفاء الاِيمان والاِعتقاد من العرب الجاهليين الذين استسلموا للواقع السياسي والاجتماعي للهيمنة الاِسلامية والنصر الاِلهي، فأعلنوا دخولهم في الاِسلام، وإن لم يبلغ الاِيمان قلوبهم. أو اؤلئك المنافقين الذين أظهروا الاِسلام، ولكن أضمروا الكفر والعصيان والتمرد، ويشير القرآن الكريم إلى هذه النماذج في كثير من الموارد، ومنها في سورة التوبة والحجرات والمنافقين. وأفضل شاهد على هذه الحقيقة السياسية والاجتماعية هو ما شاهده المسلمون من حركة الاِرتداد بعد وفاة رسول الله مباشرة في بعض مناطق الجزيرة العربية، أو مواقف بعض الاَشخاص والجماعات السلبية من أهل بيته. وإذا كان الوضع الثقافي والسياسي في الجزيرة العربية بهذه الصورة، فكيف الحال في خارجها، ومع هذا الوضع لا يمكن أن نفترض بأن مهمات الرسالة قد انتهت بنهاية عمر الرسول صلى الله عليه وآله، وإكمال عملية البلاغ العام. نعم يمكن أن نقول بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أنهى مهمة التبيين وإقامة الحجة ومهمة التأسيس وإقامة القواعد الاجتماعية ومهمة إيجاد الجماعة الاِنسانية التي يمكنها أن تتحمل هذه الاَعباء بصورة عامة. وعندئذٍ، فلابد من وجود الاِمامة، لتحمل هذه الاَعباء الثقيلة الاَخرى بعده كما ذكرنا سابقاً ولكن تحمل هذه الاَعباء الثقيلة يحتاج إلى إعداد كامل يتناسب مع طبيعة وحجم هذه الاَعباء الضخمة التي سوف يتحملها هؤلاء (الاَئمة) بعد النبي صلى الله عليه وآله. وهنا يمكن أن نقول بأن عملية الاِعداد هذه التي يراد إنجازها من أجل تحمل هذه الاَعباء، إنما يمكن أن تتم في داخل البيت الرسالي بصورة أفضل وأكمل من إنجازها في خارج البيت الرسالي. وهذا ما أشار إليه الشهيد الصدر قدس سره في قوله: (فاختيار الوصي كان يتم عادة من بين الاَفراد الذين انحدروا من صاحب الرسالة ولم يروا النور إلا في كنفه وفي إطار تربيته، وليس هذا من أجل القرابة بوصفها علاقة مادية تشكل أساساً للتوارث، بل من أجل القرابة بوصفها تشكل عادة الاِطار السليم لتربية الوصي وإعداده للقيام بدوره الرباني. وأما إذا لم تحقق القرابة هذا الاِطار، فلا أثر لها في حساب السماء قال تعالى: "وَإِذِ ابْتَلَىَ إِبْرَهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَـتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّـلِمِينَ" (البقرة 124) فالذرية عادة تكون قابلة ومهيئة للاِعداد الرسالي بصورة أفضل في حركة التاريخ الاِنساني. وهذه الفكرة إذا أردنا أن ننظر إليها من خلال الواقع التاريخي الذي عاشته الرسالة الاِسلامية، نراها ـ أيضاً ـ فكرة متطابقة تماماً مع هذا الواقع التاريخي، حيث نرى أن الوصي الذي كان هو الاِمام علي عليه السلام قد احتضنه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو طفل صغير، حيث تذكر بعض النصوص أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قد تكفله بالتربية قبل البعثة، من خلال التخفيف من مسؤوليات الاِنفاق أو المسؤوليات الاقتصادية إذا صح التعبير عن أبي طالب.
تكملة للحلقة السابقة جاء في صفحة مقالات / وكالة انباء براثا عن ومضات من تاريخ السيد محمد باقر الحكيم للكاتب مجاهد منعثر منشد: يقول تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ" (البقرة 154). ايمان شهيد المحراب في قضية بناء الجماعة الصالحة يذكرنا باسلوب العمل الجهادي عند السيد محمد باقر الحكيم حيث نرى التفاعل مع الجماعات الصالحة من خلال العمل ضد سلطة نظام البعث.وفي بناء الجماعة الصالحة حرص سماحته على الحفاظ على الجماعات وحمايته حماية شرعية خلال عملهم داخل العراق.واذكر لكم بعض الامثلة كشاهد وهي لم تكتب مسبقا او يطرحها احد ومدعيكم الكاتب كان مطلع عليها وعلى تماس في هذا الموضوع تحديدا.واحد تلك المسائل مسألة ذكرناها في بحثنا المنشور حديثا 20.بعض الحركات الجهادية لاتهتم بعمل المجاهد اي عمله الشخصي وليس الجهادي.وكان شهيد المحراب يدخل باحاطة كاملة في حياة وعمل بعض المجاهدين خصوصا من هم في ساحة الميدان داخل العراق..ويدقق في تفاصيل معاملاته من حيث العمل او التعامل ,فيشعر المجاهد بوجود السيد شهيد المحراب معه.ويرسل رسائل خاصة لهؤلاء المجاهدين بشكل مستمر.وبعد ان يفهم المجاهد تفاصيل الرسالة يحرقها خشية وقوعها بيد الاجهزة الامنية فتكون مستمسك عليه.ونأخذ مثل على ذلك كان احد المجاهدين يعمل في محافظة بغداد وكان اسمه الحركي ابو معتز صادق.والاسم الحركي اختاره له السيد شهيد المحراب لصدق معلوماته ودقتها.ويذكر احد مسؤولية السيد ابو هاشم ان الاسم الحركي صادق الحكيم واطلق عليه الاسم لاعتزاز السيد محمد باقر الحكيم بهذا المجاهد.واحد الاعمال المكلف بها هذا المجاهد متابعة المخابرات الصدامية واجهزة الامن الخاص ,وكان يعمل عسكري في صنف الطبابة محل العمل مستشفى الرشيد العسكري حيث وجود مايسمى الردهات الخاصة وهي مجموعة ردهات تقع في نهاية المستشفى المذكور ويتواجد فيها سجناء سياسيين من الحركات الاسلامية المعارضة للنظام ومن اعمال المجاهد صادق انه قام بتهريب سجين محكوم بالاعدام في ردهة جهاز الامن الخاص وكانت بالشكل التالي: 1. ردهة جهاز المخابرات الصدامي موقعها في مركز التدريب المهني للطبابة العسكرية المجاور للمستشفى. 2. ردهة جهاز الامن الخاص وهذه الردهات تقريبا 3 مقسمات بالشكل التالي: ا. ردهة المجرم قصي صدام.هرب السجين من هذه الردهة. ب. ردهة المجرم صدام كامل. ج. ردهة دائرة جهاز الامن الخاص. 3. ردهة الاستخبارات العسكرية. 4. ردهة الامن العامة. 5. ردهة الامن العسكري.وفي هذه الردهة عام 1994 كشف عن وجود الرائد الطيار مروان ادريس وكان محكوم بالاعدام ,وابلغ ذوية بوجوده لكن تحقيقات الامن العسكري وصلت بأن المجاهد صادق كان خفر في احد ردهات المستشفى العادية العسكرية وكان يتجول قريب من ردهة الامن مستغل فترة الظهيرة حيث ركود الحرس.وسجن المجاهد صادق في الشعبة الخامسة لمدة اربعين يوم وبعد التعذيب لم يعترف بشيء غير انه عسكري وخفر في مستشفى الرشيد العسكري ولاعلاقة له بالردهة التابعة للامن العسكري وساعده نائب ضابط قصي من الامن العسكري وافاد انه من عائلة تسكن بغداد ولاتوجد لدية علاقات خارجية وان سمعته جيدة في عمله الوظيفي..فاطلق سراح المجاهد. وخلال وجود المجاهد في مستشفى الرشيد العسكري ارسل استفتائات لسماحة شهيد المحراب يذكر انه يحتاج الى اعطاء بعض الادوية لكسب عناصر الامن في المستشفى لكن كان الجواب بشكل شرعي بحت. وهو هذا:ـ ولدنا العزيز صادق المرضى امانة في اعناقكم لايجوز اعطاء اي دواء لغيرهم.وهنا نقف لكشف حقيقة اسلام شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم.لم يقول ان هؤلاء المرضى هم عسكريون تابعون لجيش صدام وفيهم من الاستخبارات او وحدات الحرس الجمهوري العام والخاص.لم يقدم مصلحة العمل الجهادي على حساب مصلحة الناس بل التشديد على مصلحة الناس.كان جواب سماحته حماية شرعية في يوم الحساب للمجاهد صادق ابو معتز.وكان بريد المجاهد صادق عامرا بالتفاصيل نحو الهدف الرئيسي مع مخططات ويكتب تلك الرسائل بمادة الزعفران على ورق نوع رايز وابلغه المسؤول الاعلى ان السيد محمد باقر الحكيم امر باحضار بريد المجاهد صادق باي لحظة يصل لمكتبة.ورغم انشغال سماحته بالعمل السياسي والجهادي الانه قال لهم اذا استوجب الامر ووصل البريد اعطوني اياه وانا راكب في السيارة. وكان ايمان شهيد المحراب بالقضية يدفع المجاهد صادق الى طلب حاجة من سماحته وهو واثق من الموافقة عليها.وكان الطلب انه كتب رسالة بمادة الزعفران قائلا فيها:ـ سماحة الامام المفدى قائد الثورة الاسلامية السيد محمد باقر الحكيم ادام الله ظلكم الوارف ارجوا ان تعهد الي ان لاتدخل الجنة الاوان تاخذني معك واملي وطيد بقبول طلبي.وماذا نتوقع من حفيد كريم اهل البيت الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام؟ فكرمه انه وافق على الطلب.وهذه نبذه مختصرة من بناء الجماعة الصالحة وتفاعل قائدها معها ذلك التفاعل الواضح في وجود سماحته مع المجاهد والاهتمام بطلباته وحمايته شرعيا ,فلم يقول سماحته هناك مسوول ولاعلاقة لي بالمجاهد او يتهرب المسؤول من ايصال الامانة هذا تفاعل بناء الجماعة الصالحة باسلوب ايماني اسلامي رسالي.وبعد سرد المختصر عن فرد من الجماعة الصالحة لابد من كشف حلقة من حالات الوفاء عند سماحته لاصدقائه وماكتب وسيكتب لم يطلع عليه احد وداعيكم الكاتب مسؤول عليه امام الله تعالى في كل حرف وكلمة كتبت وستكتب.
https://telegram.me/buratha