الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في الروايات أن الآية المباركة "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" (التكاثر 8) في الامام علي بن أبي طالب عليه السلام. وفي أمالي الشيخ، بإسناده إلى ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عز وجل"وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (الواقعة 10-12) فقال: قال لي جبرئيل: ذلك علي وشيعته، هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله بكرامته لهم. وفي كمال الدين،بإسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام في حديث: ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون. وفي العيون، في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار المجموعة بإسناده عن علي عليه السلام قال"وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ" (الواقعة 10-11) في نزلت. قال الامام الحسين عليه السلام (صبراً بني الكرام، فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائم). وجاء في أبيات شعرية عن جنة النعيم: فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالذميم قد جاءنا الله بذا اليتيم من يرحم اليوم فهو رحيم موعده في جنة النعيم حرمها الله على اللئيم. جاء في کتاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام للمؤلف عبد الحليم الجندي: عن محاورة الامام الصادق مع أبو حنيفة يقول مؤلف الكتاب عبد الحليم الجندي: ويقول أبو حنيفة (استأذنت عليه فحجبني. وجاء قوم من أهل الكوفة استأذنوا لهم فدخلت معهم. فلما صرت عنده قلت: يا ابن رسول الله لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ - فإني تركت فيها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم. فقال: لا يقبلون منى. فقلت: ومن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله؟ فقال الصادق: أنت أول من لا يقبل منى. دخلت بغير إذني. وجلست بغير أمري. وتكلمت بغير رأيي. وقد بلغني أنك تقول بالقياس. فقلت: نعم أقول به. فقال: ويحك يا نعمان أول من قاس إبليس حين أمر بالسجود لآدم فأبى وقال: خلقتني من نار وخلقته من طين. أيهما أكبر يا نعمان القتل أم الزنا؟ قلت القتل. قال: فلم جعل الله في القتل شاهدين وفي الزنا أربعة؟ أيقاس لك هذا؟ قلت لا. قال: فأيهما أكبر البول أو المنى. قلت البول. قال: فلماذا أمر في البول بالوضوء وأمر في المنى بالغسل. أيقاس لك هذا؟ قلت: لا. قال أيهما أكبر الصلاة أم الصوم؟ قلت: الصلاة. قال: فلم وجب على الحائض أن تقضى الصوم ولا تقضى الصلاة؟ أيقاس ذلك؟ قلت لا. قال: فأيهما أضعف المرأة أم الرجل قلت المرأة. قال: فلم جعل الله للرجل سهمين في الميراث وللمرأة سهما؟ أيقاس ذلك؟ قلت: لا. قال: وقد بلغني أنك تقرأ أية من كتاب الله "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" (التكاثر 8): أنه الطعام الطيب والماء البارد في اليوم الصائف. قلت: نعم. قال: لو دعاك رجل وأطعمك وسقاك ماء باردا، ثم أمتن عليك. ما كنت تنسبه إليه ؟ قلت: البخل. قال: أفبخل علينا؟ قلت فما هو: قال حبنا أهل البيت. طعم أبو حنيفة يوما مع الإمام الصادق - فرفع الإمام يده حمد الله ثم قال: اللهم هذا منك ومن رسولك. قال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا ؟ قال الإمام: إن الله يقول في كتابه "وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله ومن فضله" (التوبة 74) فقال أبو حنيفة (لكأني ما قرأتها قط في كتاب ولا سمعتها إلا في هذا الموقف).
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: أن المراد بالنعيم الولاية. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿التكاثر 8﴾ في ذلك اليوم عليكم أن توضحوا كيف انفقتم تلك النعم الإلهية. وهل استخدمتموها في طاعة اللّه أم في معصيته، أم أنّكم ضيعتم النعمة ولم تؤدّوا حقّها؟ وكذا ظاهر السياق أن المراد بالنعيم مطلقه وهو كل ما يصدق عليه أنه نعمة فالانسان مسؤول عن كل نعمة أنعم الله بها عليه. وذلك أن النعمة إنما تكون نعمة بالنسبة إلى المنعم عليه إذا استعملها بحيث يسعد بها فينتفع وأما لو استعملها على خلاف ذلك كانت نقمة بالنسبة إليه وإن كانت نعمة بالنظر إلى نفسها. فاستعمال هذه النعم على نحو يرتضيه الله وينتهي بالانسان إلى غايته المطلوبة هو الطريق إلى بلوغ الغاية وهو الطاعة، واستعمالها بالجمود عليها ونسيان ما وراءها غي وضلال وانقطاع عن الغاية وهو المعصية، وقد قضى سبحانه قضاء لا يرد ولا يبدل أن يرجع الانسان إليه فيسأله عن عمله فيحاسبه ويجزيه. وفي تفسير القمي باسناده عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: "لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" (التكاثر 8) قال: تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليها برسوله ثم بأهل بيته.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿التكاثر 8﴾ المراد بالنعيم هنا الأموال التي يتكاثر ويتفاخر بها أربابها بلسان المقال أو الحال، وهم مسؤولون عنها أمام اللَّه: من أين اكتسبوها؟ وفي أي شيء أنفقوها؟ هل اكتسبوها من كد اليمين وعرق الجبين، أومن السلب والتهب؟. وهل أنفقوها في حلال أو حرام ؟ أما ما تدعو إليه الحاجة من المأكل والملبس والمسكن فليس من النعيم المقصود في هذه الآية.
جاء في موقع طريق الحق عن نعمة الماء: نعمة الماء من النعيم الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة، قال تعالى: "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" (التكاثر: 8)، ولقد كان صلى الله عليه وسلم حفياً بنعم الله يعظمها ويشكرها، فكان إذا أكل أو شرب قال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى، وَسَوَّغَهُ، وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا). وشكر نعمة الماء لا يقتصر على الشكر باللسان، بل يتعداه إلى الشكر بالاقتصاد والترشيد في استعماله، فالإسراف تصرف سيءٌ وسلوك غيرُ حميدٍ، نهى عنه القرآن المجيد "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الأعراف 31)، وعن أنسٍ: (كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يغتسلُ بالصَّاعِ إلى خمسةِ أمدادٍ، ويتوضَّأُ بالمُدِّ "، والمُدُّ مِلءُ اليدين المُتوسطتين)، وإذا كان الاقتصاد في استعمال الماء في العبادة مطلوباً فالاقتصاد في غير العبادة أولى وأحرى.
عن الدكتور مسعود ناجي ادريس في الصفحة الاسلامية لوكالة انباء براثا في مقالته سبع عبر لفيروس كورونا للإنسان المعاصر من منظور القرآن الكريم: من العبر هي أن الإنسان المعاصر أصبح مسرفًا، وهذا أدى إلى ان تتنافس المجتمعات مع بعضها البعض كل يوم من خلال الدعاية الإعلامية لزيادة الاستهلاك. تسبب هذا النهج في تلاشي أحد المكونات الهامة للتقدم الروحي، ألا وهو الرضا، واختفاء روح الفضيلة الأخلاقية، وازدياد التبذير وارتفاع سقف التوقعات البشرية. هذا ما اكده القرآن الكريم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿1﴾ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿2﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿3﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿4﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿5﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿6﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿7﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿8﴾ " (التكاثر 8). لذا يمكن لمرض كورونا إيقاظ البشرية للتخلي عن كل هذا الإسراف والتحرك نحو الرضا في الإنتاج والاستهلاك.
جاء في موقع وكالة انباء براثا في الصفحة الاسلامية عن علة اكتشاف علوم القرآن من قبل غير المسلمين للكاتب ضياء ابو معارج الدراجي: النعمة الالهية هي محمد وال محمد عليهم افضل الصلاة والسلام والذي يسالنا الله عنها يوم القيامة حسب قوله تعالى: "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" (التكاثر 8) اي عن اتباع نعمة الله تعالى التي اتمها بكمال دينه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم وهي الصراط المستقیم والعروى الوثقى من ائمة هادين مهتدين من نسل فاطمة وعلي عليهم افضل الصلاة والسلام والداعين الى سبيل ربهم بالحكمة و الموعظة الحسنة على نهج جدهم رسول الامة الصادق الامين محمد رسول رب العالمين عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم فلو دار لهم الامر لكشفوا للمسلمين علوم القران و اسرار الكون ودخل الناس في دين الله افواجا بلا قتل ولا قتال ولا سيف ولا دماء حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل 125). اي ادعوا الى الله بالعلم والمعرفة لا بسيف والقت، ومن هذه الاية نعلم ان القران الكريم فيه علوم طبيعية لا يعرفها الا المطهرون من ال محمد لم تتح لهم الفرصة لكشفها او لم يسمح لهم بكشفها الا بعض العلوم الطبية والكيمائية والرياضيات التي كشفت زمن الامام جعفر الصادق عليه السلام في فوضى صراع الاموين والعباسين على الحكم حتى استشهاده مسموما روحي له الفداء وبقيت العلوم الاخرى مكنونة حتى كشف بعضها العالم غير المسلم بعد 1400 سنة نتيجة التطور العلمي الحديث.
https://telegram.me/buratha