الدكتور فاضل حسن شريف
المصارعة تتطلب الطرح الأرضي للخصم جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن اطرحوه "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" ﴿يوسف 9﴾ وهم مع ذلك كانوا يحبون أباهم ويعظمونه ويوقرونه، وإنما فعلوا بيوسف ما فعلوا ليخلص لهم حب أبيهم كما قالوا:" اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ " فهم - كما يدل عليه هذا السياق - كانوا يحبونه ويحبون أن يخلص لهم حبه، ولو كان خلاف ذلك لانبعثوا بالطبع إلى أن يبدءوا بأبيهم دون أخيهم وأن يقتلوا يعقوب أو يعزلوه أو يستضعفوه حتى يخلو لهم الجو ويصفو لهم الأمر ثم الشأن في يوسف عليهم أهون. وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن اطرحوه "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" ﴿يوسف 9﴾ تآمروا على قتله، لا لشيء باعترافهم إلا ليحتكروا عطف أبيهم من دونه. وهذا هو منطق الاحتكار والمحتكر.. اقتل وشرد.. حتى الأقارب والأرحام حرصا على الأرباح والمكاسب. "وتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ". قال كثير من المفسرين: ان المراد بالصلاح هنا صلاح الدين، وانهم يتوبون إلى اللَّه بعد فعلتهم الشنعاء. ولكن ظاهر السياق يدل على أن المراد بالصلاح صلاح شأنهم مع أبيهم، وان يتفرغ لهم وحدهم.
جاء في معاني القرآن الكريم: طرح الطرح: إلقاء الشيء وإبعاده، والطروح: المكان البعيد، ورأيته من طرح أي: بعد، والطرح: المطروح لقلة الاعتداد به. قال تعالى: "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا" (يوسف 9). عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن اطرحوه "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" ﴿يوسف 9﴾ اطْرَحُوهُ: اطْرَحُ فعل، و ضمير، هُ ضمير. اْطْرَحوهُ أرْضاً: ألقوه في أرض بعيدة لا يعثرون عليه. اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران يخلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم، ولا يلتفت عنكم إلى غيركم، وتكونوا مِنْ بعد قَتْل يوسف أو إبعاده تائبين إلى الله، مستغفرين له من بعد ذنبكم.
المصارعة من الألعاب الرياضية التي تتطلب اللياقة البدنية جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن البدن "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" ﴿يونس 92﴾ "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ" لا بروحك ونلقي بجثتك على نجوة من الأرض ليشاهدها من كان يعظم من شأنك "لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً" يتعظ بها كل من تحدثه نفسه بالسير على طريق الفساد. ولكن ما أكثر العبر، وأقل الاعتبار. وعن تفسير الميسر: قوله تعالى "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" ﴿يونس 92﴾ بِبَدَنِكَ: بِ حرف جر، بَدَنِ اسم، كَ ضمير. بِبَدَنِكَ: بجسدك لا روح فيه. فاليوم نجعلك على مرتفع من الأرض ببدنك، ينظر إليك من كذَّب بهلاكك، لتكون لمن بعدك من الناس عبرة يعتبرون بك. فإن كثيرًا من الناس عن حججنا وأدلتنا لَغافلون، لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون.
جاء في المعاجم: مُصارَعة: (اسم) مصدر صَارَعَ. المصارعة: رياضة بدنية عنيفة تجري بين اثنين يحاول كل منهما أن يصرع الآخر على أُصول مقرَّرة. مُصَارَعَةٌ حُرَّةٌ: رِيَاضَةٌ بَدَنِيَّةٌ، وَهِيَ نَوْعٌ مِنَ الْمُبَارَزَةِ العَنِيفَةِ مَا بَيْنَ مُصَارِعَيْنِ يُحَاوِلُ كُلٌّ مِنْهُمَا أَنْ يُصَارِعَ الآخَرَ لِيَطْرَحَهُ أَرْضاً. مُصَارَعَةٌ يَابَانِيَّةٌ: ريِاَضَةُ الجِيدُو. مُصَارَعَةُ الثِّيرَانِ: رِيَاضَةٌ إِسْبَانِيَّةٌ مَا بَيْنَ مُصَارِعٍ وَثَوْرٍ يَتِمُّ تَهْيِيجُهُ بِخِرْقَةٍ حَمْرَاءَ وَغَرْزُ ظَهْرِهِ وَرَقَبَتِهِ بِحَرْبَةٍ. جمع مُصارعات: مصدر صارعَ. مُصارَعة الثِّيران: رياضة يواجه فيها المصارعُ ثورًا هائجًا في ميدان مكشوف. المصارعة: (مصطلحات) بضم الميم وفتح الراء مصدر صارع، رياضة بدنية عنيفة يتبارى فيها شخصان أيهما يلقي صاحبه أرضا، ويثبت أكتافه عليها. (فقهية) المصارعة: رياضة بدنيَّة عنيفة تجري بين اثنين يحاول كلٌّ منهما أن يصرع الآخرَ على أصولٍ مقرَّرة ° مصارعة المحترفين، مصارعة حُرَّة. (مصطلحات رياضيات) صَرَعَ: (فعل). صرَعَ يَصرَع، صَرْعًا ومَصْرَعًا، فهو صارِع، والمفعول مَصْروع وصَريع. صرَع الشَّخصَ:طرحه على الأرض. صَرَعَ الرَّجُلُ عَدُوَّهُ: أَرْدَاهُ قَتِيلاً. صَرَعَهُ الْمَوْتُ: أَهْلَكَهُ. صرَعَ النَّجّارُ البابَ: جعل له مِصراعين: أي: جزأين. صَرَعَ الشِّعْرَ: جَعَلَهُ ذَا مِصْرَاعَيْنِ مُتَّفِقَيْنِ فِي التَّقْفِيَةِ: الْمِصْرَاعُ هُوَ نِصْفُ البَيْتِ. صَرَعَهُ البابَ: جعله ذا مِصْرَاعَيْنِ.
جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا: حكم الرياضة في الإسلام: حكم الرياضة في الإسلام فالحكم العام هو جائز، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت، بينما العبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت، والرياضة شيء من الأشياء الأصل فيها الإباحة. أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان، فإنها ترتفع عن مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب، بل إلى مستوى الندب، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية، وهادفة إلى تقوية الأبدان، وتقوية الأرواح، وهذا أرجح الأقوال في موضوع الرياضة. والإسلام لا يمنع تقوية الأجسام بل يريد من المؤمن أن يكون قوياً في جسمه، وفي عقله، وفي أخلاقه، وفي روحه، لأن الحق يحتاج إلى القوة، في الأمم الأخرى الحق هو القوة أما في نظر الإسلام، الحق ما جاء به الكتاب والسنة لكنه يحتاج إلى قوة، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف. والجسم القوي أقدر على أداء التكاليف الدينية والدنيوية، والإسلام لا يشرع ما فيه إضعاف الجسم إضعافاً يعجزه عن أداء هذه التكاليف، بل خفف ببعض التشريعات إبقاء على صحة الجسم، فأجاز أداء الصلاة قعوداً لمن عجز عن القيام، وأباح الفطر لغير القادرين على الصيام، ووضع الحج والجهاد عن غير المستطيع، وقد قال النبي لعبد الله بن عمرو بن العاص، وقد أرهق نفسه بالعبادة صياماً وقياماً: صم وأفطر، وقم ونم، فإن لبدنك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً. مظاهر الرياضة البدنية في الإسلام كثيرة، والتكاليف الإسلامية نفسها يشتمل كثير منها على رياضة الأعضاء، إلى جانب إفادتها في رياضة الروح، واستقامة السلوك. أقرَّ الإسلام الرياضة، وشجع عليها، وبهذا نعرف مدى شمول الإسلام لكل مظاهر الحضارة، والإطار العادل الذي وضع للمصلحة العامة، ويلاحظ أن التربية الرياضية لا تثمر ثمرتها المرجوة إلا إذا صحبتها الرياضة الروحية الأخلاقية، وإذا كانت هناك مباريات يجب أن يحافظ على أدائها وعلى آدابها التي من أهمها، عدم التعصب، فإذا حدث انتصار لفرد أو لفريق، وكان الفرح بذلك على ما تقتضيه طبيعة البشر، وجب أن يكون هناك أدب وذوق، فالقدر قد يخبئ للإنسان ما لا يسره، وقد تكون الجولات المستقبلة في غير صالح الفائز. أعرابي سبق بجمله ناقة النبي عليه الصلاة والسلام التي كانت لا تسبق، وشقّ على المسلمين ذلك، فتمثلت في النبي عليه الصلاة والسلام الروح الرياضية الصحيحة كما يعبر عنها المحدثون، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن حقاً على الله ألا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه أشار إلى ناقته الأولى دائماً فلم تربح السباق، هذا من أدبه، ومن حكمته، ومن هديه، هدأ بهذا الكلام ثائرة المتحمسين له.
عن موقع أون لاين: أما المصارعة فقد صارع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا معروفا بقوته يسمى (ركانة) فصرعه النبي أكثر من مرة. وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صارعه وكان شديدا فقال: شاة بشاة. فصرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: عاودني في أخرى، فصرعه النبي، فقال: عاودني، فصرعه النبي الثالثة، فقال الرجل: ماذا أقول لأهلي؟ شاة أكلها الذئب، وشاة نشزت، فما أقول في الثالثة؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك.وقد استنبط الفقهاء من هذه الأحاديث النبوية مشروعية المسابقة على الأقدام، سواء كانت بين الرجال بعضهم مع بعض، أو بينهم وبين الزوجات كما أخذوا منها أن المسابقة والمصارعة ونحوها لا تنافي الوقار والشرف والعلم والفضل وعلو السن.
https://telegram.me/buratha