الصفحة الإسلامية

كلمات قرآنية لها علاقة بالألعاب الرياضية (القفز بالزانة: عصاي) (ح 7)


الدكتور فاضل حسن شريف

العصا أو الزانة هي الجزء المهم في سباق القفز بالزانة جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قال الله تعالى عن العصا "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ" ﴿طه 18﴾ ويمكن أن تكون الإشارة بتلك إلى العصا لكن لا بداعي الاطلاع على اسمها وحقيقتها حتى يلغوالاستفهام بل بداعي أن يذكر ما لها من الأوصاف والخواص ويؤيده ما في كلام موسى عليه السلام من الإطناب بذكر نعوت العصا وخواصها فإنه لما سمع السؤال عما في يمينه وهي عصا لا يرتاب فيها فهم أن المطلوب ذكر أوصافها فأخذ يذكر اسمها ثم أوصافها وخواصها، وهذه طريق معمولة فيما إذا سئل عن أمر واضح لا يتوقع الجهل به ومن هذا الباب يوجه قوله تعالى: "الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ" (القارعة 1-4)، وقوله: "الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ" (الحاقة 1-3). قوله تعالى: "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى" العصا معروفة وهي من المؤنثات السماعية، والتوكي والاتكاء على العصا الاعتماد عليها، والهش هو خبط ورق الشجرة وضربه بالعصا لتساقط على الغنم فيأكله، والمآرب جمع مأربة مثلثة الراء وهي الحاجة، والمراد بكون مآربه فيها تعلق حوائجه بها من حيث إنها وسيلة رفعها. ومعنى الآية ظاهر. وإطنابه عليه السلام بالإطالة في ذكر أوصاف العصا وخواصها قيل: لأن المقام وهو مقام المناجاة والمسارة مع المحبوب يقتضي ذلك لأن مكالمة المحبوب لذيذة ولذا ذكر أولا أنه عصاه ليرتب عليه منافعها العامة وهذه هي النكتة في ذكر أنها عصاه. وقد قدمنا في ذيل الآية السابقة وجها آخر لهذا الاستفهام وجوابه وليس الكلام عليه من باب الإطناب وخاصة بالنظر إلى جمعه سائر منافعها في قوله: "ولي فيها مآرب أخرى".

 

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قال الله تعالى عن العصا "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ" ﴿طه 18﴾ "قال" موسى "هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا" أي: أعتمد عليها إذا مشيت والتوكؤ التحامل على العصا في المشي "وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي" أي: وأخبط بها ورق الشجر لترعاه غنمي "وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى" ولم يقل أخر ليوافق رءوس الآي أي حاجات أخرى فنص على اللازم وكنى عن العارض قال ابن عباس كان يحمل عليها زاده ويركزها فيخرج منه الماء ويضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل وكان يطرد بها السباع وإذا ظهر عدوحاربت وإذا أراد الاستسقاء من بئر طالت وصارت شعبتاها كالدلووكان يظهر عليها كالشمعة فتضيء له الليل وكانت تحدثه وتؤنسه وإذا طالت شجرة حناها بمحجنها.

 

وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قال الله تعالى عن العصا "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ" ﴿طه 18﴾ قرأنا علم المعاني والبيان في كتاب المطول للتفتازاني، ولما وصلنا إلى باب الإيجاز والإطناب والمساواة ذكر صاحب المطول للاطناب فوائد، منها الإيضاح، ومنها التأكيد بالتكرار، ومنها لذة العلم، ثم ضرب الأستاذ مثلا للكلام مع الحبيب برواية عن بعض الثقات، وتتلخص بأن هذا الراوي رأى في منامه محمدا صلى الله عليه واله وسلم وموسى بن عمران عليه السلام، وسمع موسى يعاتب محمدا، ويقول له: لقد قلت فيما قلت: ان علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل.. أهذه منزلتنا عندك يا أبا القاسم، تماما كعلماء أمتك ؟ وأراد محمد أن يثبت له ذلك بالعيان، فقال لموسى: الآن أجمعك بعالم من علماء أمتي لتختبره وترى صحة ما قلت. قال موسى: أجل. فجمعه رسول اللَّه صلى الله عليه واله وسلم بعالم يعرف بالمقدس الأردبيلي، فقال له موسى: ما اسمك؟ قال: أنا أحمد وأبي اسمه محمد، وبلدي أردبيل، ودرست في النجف، وأستاذي الشهيد الثاني. فقال له موسى: ولم هذا التطويل والاطناب ؟ فقد سألتك عن اسمك، فأجبت عنه وعن اسم أبيك واسم أستاذك وبلدك.. فقال له المقدس الأردبيلي: وأنت سألك اللَّه عما في يمينك فقلت له: "هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي ولِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى". وكان يكفي أن تقول: هي عصاي وتسكت. وعندها التفت موسى إلى محمد وقال له معتذرا: أنت أدرى بما قلت. وعلق الأستاذ على هذه الرواية بقوله: وهكذا الإنسان يطيل الحديث مع من يحب، لا لشيء إلا للانبساط والانشراح، ومن ذلك قول المتنبي: وكثير من السؤال اشتياق وكثير من رده تعليل.

 

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قال الله تعالى عن العصا "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ" ﴿طه 18﴾ أجاب موسى: "قَالَ هِيَ عَصَايَ" ولما كان راغباً في أن يستمر في حديثه مع محبوبه الذي فتح الباب بوجهه لأوّل مرّة، وربّما كان يظن أيضاً أن قوله: "هي عصاي" غير كاف، فأراد أن يبيّن آثارها وفوائدها فأضاف: "أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي" أي أضرب بها على اغصان الشجر فتتساقط اوراقها لتأكلها الاغنام "وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى". من المعلوم ما للعصا لأصحابها من فوائد، فهم يستعملونها أحياناً كسلاح للدفاع عن أنفسهم أمام الحيوانات المؤذية والأعداء، وأحياناً يصنعون منها مظلة في الصحراء تقيهم حرّ الشمس، وأحياناً أُخرى يربطون بها وعاء أو دلواً ويسحبون الماء من البئر العميق. عل كل حال، فإِنّ موسى غط في تفكير عميق: أي سؤال هذا في هذا المجلس العظيم، وأي جواب أعطيه؟ وماذا كانت تلك الأوامر؟ ولماذا هذا السؤال؟ وفجأة "قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى". "تسعى" من مادة السعي أي المشي السريع الذي لا يصل إِلى الركض. وهنا صدر الأمر لموسى "قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى".

 

جاء في موقع بين سبورت عن السويدي دوبلانتيس يحتفظ بذهبية القفز بالزانة ويحقق رقماً قياسياً أولمبياً: احتفظ السويدي أرماند دوبلانتيس بذهبية مسابقة القفز بالزانة في ألعاب القوى الإثنين على ملعب فرنسا الدولي في أولمبياد باريس، وذلك بعدما كان الوحيد الذي نجح في تجاوز الستة أمتار قبل أن يحطم بعدها رقمه القياسي العالمي بتسجيله 6.25 م. وتقدم ابن الـ24 عاماً، حامل الرقم القياسي العالمي، على الأميركي سام كندريكس (5.95 م) واليوناني إيمانويل كاراليس (5.90 م) اللذين نالا الفضية والبرونزية توالياً. وبات دوبلانتيس ثالث لاعب في القفز بالزانة إن كان عند الرجال أو السيدات يتوج باللقب الأولمبي مرتين على التوالي بعد الأميركي بوب ريتشاردز (1952 و1956) والروسية يلينا إيسينباييفا (2004 و2008). وبعد ضمانه الذهبية الثانية توالياً بتجاوزه وحيداً الستة أمتار وإضافتها إلى اللقب العالمي الذي أحرزه مرتين في يوجين 2022 وبودابست 2023، واصل دوبلانتيس محاولاته وتجاوز 6.10 م من المحاولة الأولى، محققاً رقماً أولمبياً جديداً بعدما تفوق على ارتفاع الـ6.03 م الذي حققه البرازيلي تياغو براز في أولمبياد ريو 2016. ووضع السويدي بعدها نصب عينيه تحطيم الرقم القياسي الجديد الذي سجله في نيسان/أبريل الماضي وقدره 6.24 م، ففشل في المحاولة الأولى ثم في الثانية، لكنه لم يستسلم واختبر حظه مرة ثالثة وأصاب بتجاوزه الـ6.25 م، محطماً بذلك الرقم القياسي العالمي للمرة التاسعة. وشعر الجميع أن دوبلانتيس يتنافس فعلياً مع نفسه وليس مع المشاركين الآخرين، وأبرز دليل على ذلك سعيه الى تحطيم رقمه القياسي للمرة التاسعة في سلسلة استهلها في لقاء تورون البولندي في 8 شباط/فبراير 2020.

 

عن الموسوعة الحرة: الوثب بالزانة أو القفز بالزانة أو القفز بالعصا هي إحدى رياضات ألعاب القوى وهو مشتق من الجمباز وفي هذا النوع الصعب من رياضة الوثب، يبدأ المتسابق باندفاع سريع جدا، وهو يحمل في يده زانة طويلة، وعندما يصل إلى الصاري يغرز الزانة في الأرض على شكل ركيزة، ويحول سرعته إلى قوة صعود، بأن يشد عضلاته فوق الزانة، وفي نفس الوقت يطوح بساقين في الهواء، لكي يرتفع فوق الحاجز، وبمجرد أن يتخطاه يترك الزانة من يده، ويجب أن تسقط خلفه، وإذا تسبب المتسابق في إسقاط الحاجز، تعدّ محاولة لاغية، هذا والزانة الأكثر استخداما مصنوعة من الألياف الزجاجية ذات مرونة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك