من المباحث المهمة مبحث أخلاق أهل البيت{ع} خاصة في هذا الزمان يلزم علينا أن نعتقد أنّ النبيّ{ص} والعترة الطاهرة هم أفضل الناس في مكارم الأخلاق ، كما أنّهم الأفضل في الصفات وفضائل الأعمال ، ومراتب الكمال .. هذه عقيدتنا فيهم..
لأنّ أهل البيت {ع} القدوة الصالحة والاُسوة الحقّ من الله للخلق الطاهرون المطهّرون من كلّ رجسٍ ورذيلة.قال تعالى : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )(الاحزاب 12) ولو تمسكنا في اخلاق وتعاليم غيرهم ستكون خسارتنا كبيرة في الخلق والاعمال لانهم عدل القرآن الذين اُمرنا بالتمسّك بهم في حديث الثقلين ، المتّفق عليه بين الفريقين. لذلك يكون مرجعنا في علوم الأخلاق هو القرآن الكريم ، وأحاديث أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم الشريفة.
فلنتعرّف في البداية : ما هي الأخلاق ؟وما هي أخلاق أهل البيت{ع}في كتاب الله وسيرتهم الشريفة ؟ وماذا يريدون منا ان نتحلى به من اخلاق..؟ اوصى رسول الله {ص} عليا بوصاه ووصلت الينا بالنقل عنهم . قال: يا علي، أوصيك بوصية فاحفظها ، فلا تزال بخير ما حفظت وصيّتي: يا علي، من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة أمناً وإيماناً يجد طعمه. يا علي، أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد...وفيما يخص علاقتنا بالناس قال: يا علي، شرّ الناس من باع آخرته بدنياه، وشرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره ...
وجاء في كتاب من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج ٤ - الصفحة ٣٥٣...
يا علي: من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار. يا علي: شر الناس من أكرمه الناس اتقاء فحشه وشره جامع الأخبار الجزء۱ ص۹۳.. يا علي: من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي. روي عن الإمام زين العابدين(ع): "لا يعتذر إليك أحدٌ إلّا قبلت عذره، وإن علمت أنّه كاذب"، لأنَّ عليك أن تقدِّر هذا الموقف، وهو موقف الإنسان الَّذي يبذل ماء وجهه. المصدر ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٨٥٩ ...وعنه(ع): "اقبل أعذار النّاس تستمتع بإخائهم، والقهم بالبشر تُمت أضغانهم". يا علي إن الله تعالى أحب الكذب في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد(وسائل الشيعة)الحر العاملي - ج ١٢ – ص ٢٥٢). وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٤٧ يا علي من لم تنتفع بدينه ودنياه فلا خير لك في مجالسته، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة..{ من لا يحضره الفقيه ج4) وجاء في الخصال - الشيخ الصدوق - الصفحة ٤١٠: وصايا قمة في الاخلاق :
فميا أوصى به النبي{ص}:يا علي ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها، والمتأمر على رب البيت وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سر لم يدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل،والله تعالى جعل للجلوس منزلة وقيمة يعرف فيها الانسان نفسه فقال(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11المجادلة)..وَاَلْمُقْبِلُ بِالْحَدِيثِ عَلَى مَنْ لاَ يَسْمَعُ مِنْهُ هذه صفة يجب ان يعرفها من يتكلم في محضر اجتماع لانه يوصي النبي{ص} الامام علي {ع} بقوله لا حاجة للكلام لمن لا يسمع الكلام! اذا علمت انهم لن يسمعوك ولا تتمكن ان توضح ما تريد قوله توقف عن الكلام احتراما لنفسك لان الأفعال ابلغ من الكلام ،حتى يعلم من لا يعرف كلامك ولا يسمعك جيدا ان كلامك مهم ويجب عليه الانصات له ،وهذا جزء من احترامه لك ... هكذا اراد لنا النبي محمد{ص} واهل بيته ان نتعلم مكارم الاخلاق حتى يكون الانسان كريما في قومه ومجتمعه..
https://telegram.me/buratha