بينً القران الكريم ان العقل البشري لا يمكنه الوصول الى علة الأحكامالشرعية . ولكن في الأصول العقائدية يجب ان نحكم العقل. انظر لآيات القران الكريم: بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴿١٦٤ البقرة﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوابَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًاوَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠ البقرة﴾ وقوله تعالى {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُاللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٤٢ البقرة﴾وقوله {يَا أَهْلَ الْكِتَابِلِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّامِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٥ آل عمران﴾ وقوله {وَإِذَا نَادَيْتُمْإِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّايَعْقِلُونَ ﴿٥٨ المائدة﴾ اذن كل شيء يتعلق بالاصول الفكرية يجب ان نتفكر بهبعقولنا . ذكر الامام الصادق{ع} قوله: (تفكّر ساعة خيرمن عبادة سنة، إنما يتذكّر أولو الألباب).هذا الحديث يحث على التفكر في ذات اللهدون ان نتعبد الله ونحن لا نعرف شيئا عن علم الاصول, يقول تعالى : [إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّعِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ] ﴿٢٢ الأنفال﴾ اذن عبادة المتفكر بعقله في ذات الله افضلمن عبادة متعبد لا يعي ولا يفكر .بينما الناس يتدخلون في الخوض ببعض الإحكام الشرعية دونعلم ولا معرفة .هناك بحث في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي{قدس} الجزء 1 ص 19 في علمالرجال /يقول:{لا ريب أن العقل{لا طريق له إثبات الأحكام الشرعية لعدم إحاطته بالواقعية}مثلالحم الخنزير نجس حرام اكله ولو طبخ بحرارة عالية وماتت فيه جميع المضرات وشهد الاطباء ان لحمه مفيد للصحة فقولالاطباء لا يحلل المحرم ..ويبقى الخنزير حراما نجسا ,كذلك الكلب نجس عينا ولو يغسلونهبالماء والصابون والشامبو عشرين ويقول اصحاب المختبرات لا يوجد فيه ميكروب وفيروس وجراثيممع ذلك [يبقى نجسا] كذلك الخمر حرام ونجس وان كان مقداره قليلا لا يسكر وان قال الاطباءقليل من الخمر مفيد للقلب يطهر الدم.!! يبقى الخمر حراما لان الموازيين الواقعيةليست بأيدينا او بأيدي الاطباء وغيرهم فيرون الظاهر من الاحكام. والله تعالى خالق الدنيا والاخرة فهو يعلم الاشياءوالعقل المحدود لا يمكن ان يعرف اكثر من العقل المطلق. فما عند الله تعالى والرسول{ص}واوصياءه {ع}ملاكات حقيقية للأحكام حينئذ عقل البشر فقط يرى ظاهر الاشياء ,فيكونناقص محدود والعقل الا محدود يعرفالحكم اكثر من عقولنا الناقصة .وبحث العلماء فيكل الأديان عن كيفيَّة ربط الدِّين بالعقل والتفكير، لكن من مفاخر الاسلام ومدرسة أهلالبيت(ع) أنَّ جعلوا للعقل حجَّةً واعتبار في أصول الدين مثل التوحيد والنبوّة والمعادوالجنة والنار والبرزخ .. هذه اعتقادات تابعة للعقل، لذلك الوجوديون اسقطوا العقل وحجيتهفي أصول الدِّين فانكروا وجود الله والرسالة والمعاد والثواب والعقاب وامثالها . فاسقطوابذلك الدين عندهم . لما الغوا العقل من الاعتقاد الغيبي. بينما ائمة الشيعة الأمامية اعتبروا العقل مصدرٌ من مصادر التشريع، ومنخلاله يدور عليه التكليف والثواب والعقاب،واعتبروا العقل في التشريع هبة الله للخلق والحجَّة الباطنة عليهم،ورد عن الصادق{ع}«ياهِشَامُ إنَّ لله عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حًجَّةً ظَاهِرَةً وحُجَّةً بَاطِنَةًفأمَّا الظَّاهِرةُ فالرُّسُلُ والأنْبِياءُ والأَئِمَّةُ(ع) وأمَّا البَاطِنَةُ فالعُقُل)عنمولانا أمير المؤمنين{ع}،[كما ورد أنَّ العقل هو أوَّل ما خلق الله وأحبُّ الموجوداتإليه،} عن الصادق{ع}قال: «مَا خَلَقَ اللهُ شَيْئاً أَبْغَضَ إلَيْه منَ الأَحْمَقِلأنَّهُ سَلَبَهُ أحَبَّ الأشْيَاءِ إليْه وهُوَ عَقْلُه». كذا اذا فقد الانسانعقله يسقط عنه التكليف الشرعي وكذا الطفل.***. بينما يرى الاسلام [لا حُكمَ للعقلفي كثيرٍ من فروع الدِّين]، لأنه يَقف عاجزا عن تحليل تفاصيل الشريعة التي جاءت عنالله والنبي {ص} لا ما يَرَى النَّاسُ مِن عُقولِهِمُ القاصرةِ. قال الامامعلي{ع} :لو كان الدين بالرأي ، لكان باطن القدم أحقّ بالمسح من ظاهرها ، لكن رأيت رسولالله{ص} مسح ظاهرها .. في كتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج 3 ص 211 :دخلابو حنيفة على الصادق{ ع} وقال أنا صاحب قياس قال له: أيهما أعظم القتل أو الزنا ؟قال: القتل, قال: قنع الله بشاهدين, ولم يقنع في الزنا إلا بأربعة, أيهما أفضل الصومأم الصلاة ؟ قال: الصلاة, قال: فلم أوجب على الحائض قضاء الصوم دون الصلاة, وأيما أقذرالمني أم البول ؟ قال: البول, قال: فما بال الله أوجب الغسل منه دون البول. والحمدلله رب العالمين .
https://telegram.me/buratha