الصفحة الإسلامية

رسالة خطيرة من السيد المسيح (ع)

139 2025-01-16

مصطفى الهادي

قلت له : لماذا انت واقف هنا؟

قال : انتظر الصلاة يدخل وقتها فأصلي.

قلت له : هل تعلم أن انتظار الصلاة وحده لا يكفي.

قال : كيف لم أفهم.

قلت له : لابد من انتظار الصلاة وكذلك انتظار من أقيمت له الصلاة. بهذه النية تكون الصلاة تامة.(1) ولذلك ورد في الحديث عن الامام علي (ع) أنه أقسم قائلا : (والله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممن له عبادة ألف سنة، ولو أن عبدا عبد الله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أ هل البيت).(2)

فالصلاة من دون الإمامة لا تصح وليس فيها ثواب. وهذا ما فهمه السيد المسيح عليه السلام في الرواية المشهورة عند السنة والشيعة، نقلا عن رسول الله (ص) قال : (يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم .. فيقول المهدي: تقدّم صلّ بالناس فيقول عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي، فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه).(3) السيد المسيح (ع) أعلن أن الصلاة خلف المهدي واجبة حتى على الأنبياء، قال ذلك أمام ربما مليارات الناس ممن وقف للصلاة خلف الامام المهدي (ع). وأكيد أن اليهود والنصارى يتابعون نزول السيد المسيح ويسمعون ما يقوله وهذه هي رسالته الأولى للثقلين. ونافيا بقوله هذا ولاية وإمامة الظالمين.إضافة إلى أن صلاته خلف المهدي إثبات لبشريته ونفي مزاعم من يزعم ربوبيته أو بنوته لله. وهناك ملاحظة جدا مهمة وهي أن الأناجيل الحالية لا تذكر لنا شكل الصلاة التي كان السيد المسيح يؤديها لله تعالى. ويبدو أن هناك تعمد في إخفاء معالم صلاته (ع) وفي صلاة السيد المسيح خلف المهدي يكشف لنا شكل صلاته الحقيقية التي لا تختلف شكلا ولا مضمونا مع صلاة المهدي (ع).لأن السيد المسيح وكل الأنبياء على الإسلام الصحيح، لا بل أن أسباطهم وحوارييهم من المسلمين أيضا وقد أشهدوا السيد المسيح على ذلك كما تذكر الآيات القرآنية: (قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون).(4) أي اشهد بإسلامنا عندما تشهد الأنبياء على أممهم.

والحكمة من وراء صلاة عيسى خلف المهدي هو لعرض شكل الصلاة للمسيحيين الذين ومنذ ان كان المسيح معهم لم يروه يُصلي أمامهم فعالم المسيحية كله وطيلة قرون كان في شوق لرؤية صلاة السيد المسيح، لأنهم لم يروه يُصلي أمامهم لكي يعرفوا شكل الصلاة ، فكما تذكر الأناجيل فإن السيد المسيح كان يعتزل في الجبال والبراري وحيدا يصلي منفردا كما يقول الإنجيل : (وأما يسوع فكان يعتزل في البراري ويُصلي).(5) ويقول كذلك : (وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليُصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده).(6) ومرقس كذلك كان يؤكد صلاة السيد المسيح منفردا دون أن يراه أحد فيقول : (وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يُصلي هناك).(7)

فلم تكن رواية صلاة عيسى خلف المهدي ، أو قول السيد المسيح للمهدي (ع) إنما أقيمت الصلاة لك من مختلقات الشيعة، بل أجمع المسلمون على أنّ عيسى المسيح ينزل من السماء إلى الأرض في آخر الزمان، وقد نقل ذلك أكثر من فسّر القرآن من أهل السنة ـ كالبغوي في تفسيره، وكذلك الزمخشري، والرازي، والقرطبي، والنسفي، والخازن، وتاج الدين الحنفي، وأبو حيان، وابن كثير، وأبو السعود، والهيثمي ـ في تفسير قوله تعالى (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا).(8) وبعد تفسير الآية وبيان أنها تتعلق بنزول عيسى وصلاته خلف المهدي (ع) يختموها بقول عيسى للمهدي : (إنما أقيمت الصلاة لك وقام فبايع الإمام).

ونظرا لخطورة الولاية وأثرها على قبول الأعمال، نظّم بعض العلماء شعرا قالوا فيه :

لو أن عبدا أتى بالصالحات غدا * وزار كل نبي مرسل وولي

وصام ما صام صواما بلا ملل * وقام ما قام قواما بلا كسل

وحج كم حجة لله واجبة * وطاف بالبيت حاف غير منتعل

وطار في الجو لا يأوي إلى أحد * وغاص في البحر مأمونا من البلل

وأكسى اليتاما من الديباج كلهم * وأطعمهم من لذيذ البر بالعسل

وعاش في الناس آلافا مؤلفة * عار من الذنب معصوما من الزلل

فليس في الحشر يوم البعث ينفعه * إلا محبة أمير المؤمنين علي.(9)

المصادر:

1- ورد عن النبي (ص) أنهُ قال : (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج). البحار: ج52 ص: ١٢٢. وعن الإمام الصادق (ع) قال : (المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذب عنه). البحار: ٥٢ / ١٢٩ / ٢٤ وص ١٤٦ / ٦٩ وص ١١١ / ٢٠.

2- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٨ - الصفحة ٣٩٠.

3- يقول الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي ج2 ص: 167: (هذا من أعجب العجب، فإنّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة بإخبار رسول اللّه، وهو الصادق المصدّق الذي لا يخلف خبره).

4- آل عمران آية : 52.

5- إنجيل لوقا 5 : 16.

6- إنجيل متى 14: 23.

7- إنجيل مرقس 1 : 35.

8- سورة النساء آية : 159.

9- كتاب الأربعين - الشيخ الماحوزي - الصفحة ٩٨. القصيدة للفيلسوف نصير الدين الطوسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك