الدكتور فاضل حسن شريف
عن تفسير البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم الحسيني البحراني: قوله تعالى "يَٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَٰسِرِينَ" (المائدة 21) قال أبو عبد الله عليه السلام: (كانوا إذا أمسوا نادى مناديهم: استتموا الرحيل. فيرتحلون بالحداء و الزجر، حتى إذا أسحروا أمر الله الأرض فدارت بهم، فيصبحوا في منزلهم الذي ارتحلوا منه، فيقولون: قد أخطأتم الطريق. فمكثوا بهذا أربعين سنة، و نزل عليهم المن و السلوى حتى هلكوا جميعا، إلا رجلين: يوشع بن نون، و كالب بن يوفنا و أبناؤهم. و كانوا يتيهون في نحو من أربع فراسخ، فإذا أرادوا أن يرتحلوا يبست ثيابهم عليهم و خفافهم- قال- و كان معهم حجر إذا نزلوا ضربه موسى عليه السلام بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، لكل سبط عين، فإذا ارتحلوا رجع الماء إلى الحجر، و وضع الحجر على الدابة). و قال أبو عبد الله عليه السلام: (إن الله أمر بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لهم، ثم بدا له فدخلها أبناء الأبناء). عن حريز، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه و آله: و الذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم، حذو النعل بالنعل، و القذة بالقذة، حتى لا تخطئون طريقهم، و لا تخطئكم سنة بني إسرائيل). عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله: "ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ" (المائدة 21)، قال: (كتبها لهم ثم محاها، ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها، و الله يمحو ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب).
وعن کتاب مفاهيم القرآن للشيخ جعفر السبحاني: الهجرة في اللّغة هو الخروج من أرض إلى أرض فلو ترك إنسان أرضاً وانتقل إلى أرضٍ اُخرى لغاية من الغايات، يقال إنّه هاجر، ولكنّها في مصطلح القرآن هو الإنتقال من أرض إلى أرض لغاية قدسية كحفظ الإيمان والتمكّن من إقامة الفرائض على وجه تكون قداسة الهدف مقوّماً لمفهوم المهاجرة إلى حدٍّ استعمله النبيّ في ترك المحرّمات ونبذ المعاصي وإن لم يكن هناك إنتقال من مكان إلى مكان، بل كان هناك إنتقال الرّوح من العصيان إلى الطّاعة. قال (المهاجر من هجر ما حرّم الله عليه). وعن کتاب من هدى القرآن للسيد محمد تقي المدرسي: لقد بدأت قصته بدعاء ربه، عندما صار في الوادي المقدس طوى "إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى" (النازعات 16) لقد تقدست تلك الأرض بالوحي. ولعل اسمها كان طوى أو أن هذه صفة الأرض من الطي كأنها طويت بالقداسة أو طويت بموسى حيث قربته إلى الرسالة. ولعل طوى صفة لكل أرض مباركة حيث أن سالكها يتمتع بالسير فيها حتى وكأنها تطوى له. ربنا سبحانه قدوس منزه عن الظلم والحيف، والقدوس يعني الطاهر، وسمي الدلو عند أهل الحجاز ب (القُدَس) لأنه يتطهر به. ولعل معنى القدوس: أنه سبحانه طاهر بذاته، ومُطهِّر لغيره، كما نقول في قيوم: أن معناه القائم بذاته الذي تقوم به الأشياء.
تكملة للحلقات السابقة جاء في موقع براثا عن مجلس حسيني انحراف المجتمع وعقوبة السماء للشيخ عبد الحافظ البغدادي: قصة السبعين رجلاً اختار موسى من بينهم سبعين رجلاً هم صفوة بني إسرائيل فأخذهم للقاء ربه ليستغفروه وعندما وصلوا وصعدوا على الجبل ارتج الجبل من غضب الله فبدأوا يستغفرون ويبكون يقولون إنا تبنا وهدنا ذكر بن مسعود أنهم سموا باليهود لأنهم استغفروا ربهم بقولهم ''إنا هدنا'' فاستقر الجبل وبدأ موسى يكلم ربه وإذا بهؤلاء السبعين (الصفوة) يقولون لموسى بعد كل هذه المعجزات لن نؤمن لك إيمان كامل حتى نرى الله جهرة. فغضب الله عليهم وأنزل عليهم الصاعقة فماتوا جميعاً ولكن موسى بدأ يتذلل لربه ليحييهم مرة أخرى فهؤلاء هم أفضل من في بني إسرائيل فأحياهم الله من جديد وعاد موسى ومن معه إلى بني إسرائيل واستكمل بهم المسير وأثناء سيرهم نفذ طعامهم وشرابهم فأرسل الله عليهم غمامة من السماء تظلهم وأنزل عليهم المن وهو سائل كالعسل جميل الطعم والرائحة وأنزل عليهم السلوى وهي من أنواع الطيور لذيذة الطعم ثم ضرب لهم موسى الأرض ففجر لهم إثنتي عشرة عينا علي عدد قبائلهم لتشرب كل قبيلة من عين وعلى الرغم من أن الله أنزل عليهم أشهى الطعام إلا أنه لم يعجبهم وذهبوا لموسى ليدعو الله أن ينبت لهم الفول والبصل والثوم والعدس فكان رد موسى عليهم: '' أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ''.ثم جاء التكليف الجديد لموسىالتيه. التيه والضياع أرسل الله إلى موسى أن يأخذ بني إسرائيل ويدخل بهم الأرض المقدسة ليحاربوا الجبارين يبدأ موسى في تنفيذ امر ربه وأمر بني إسرائيل أن يتجهوا نحو بيت المقدس ليدخلوه ويحاربوا الجبارين. فياتيه الرد الصادم: ''قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون'' (المائدة 24) في هذه اللحظة يبدأ إنتقام الله من بني إسرائيل فيكتب عليهم التيه حتى ينتهي هذا الجيل المجرم الذي تربى على الذل والاعوجاج ويتيهون بني إسرائيل في سيناء فكانوا كلما سلكوا طريق عادوا إلى المكان الذي كانوا فيه ظلوا على ذلك أربعين سنة حتى هلك ذلك الجيل وظهر جيل جديد.جيل عاش عبودية يبقى عبدا.
https://telegram.me/buratha