ادلة وتوضيح
كتبت موضوعا قبل ايام بينت فيه عقيدتنا في ال محمد{ص} لم يتفهم بعض الاخوة ما ذهبت اليه واعترض المخالفون لال البيت{ع} واعتبروا ذلك غلوا. في هذا المقال اوضح ما اشرت اليه سابقا.
**نحن الامامية الاثنا عشرية نعتقد ان الله كان ازلا قديما فردا صمدا ولك يكن شيء سواه ولا شيء مخلوق قبله.. قال الامام زين العابدين{ع} في خطبته بالشام{ الحمد لله الاول الذي لا اولية لأوليته, والاخر بعد فناء الخلق} وجاء في الاية الشريفة[ ومٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ] ورد تفسير الاية عن اهل البيت{ع} يَعْبُدُونَنِي،وَ لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً،وَ يُؤْمِنُونَ بِرُسُلِي وَيَتْبَعُونَهُمْ.وراي اخر لال محمد[ص] " الا ليعرفون" هذا يبين ان غاية الخلق { المعرفة} قال امير المؤمنين {ع} : اول الدين معرفته. فخلق الله الخلق لاجل معرفته.
** كيف يعرف الحادث الازل: لان الازل والحادث لا يجتمعان ولا يلتقيان فالأزلي ما لا أول له، والأبدي ما لا آخر له. لان الأزلي واجب الوجود.. فلا يمكن ان يعرف الحادث ولا يلتقي مع الازلي .. فاذا عرفه يعني ان الازلي نزل الى مستوى الحادث .. وبهذا يحتاج الى قديم احدثه ,سبحان الله عما يصفون. اذن لا يلتقي الحادث المخلوق بالأزلي{ من هنا جاء غاية الخلق معرفته] فكل المخلوقين يعتقدون ان لهم وخالق لا شريك له ولا ندّ له في الوجود، يعتقد بهذا الفطري المؤمن والكافر هذا لا خلاف فيه وإن تظاهر الكافرون بإنكاره، فإنّه في قوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ).
** والله تعالى الازلي يقول:{ ليس كمثله شيء}ويقول[سبحان ربك عما يصفون]وقوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} وقال تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وقوله تعالى{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} بهذا لا يمكن معرفة مقام الخلق من المخلوق.. فاختار الله تعالى اشرف واكمل واعلم المخلوقين ممن لهم استعداد وامكانية العصمة المطلقة ان يكونوا ادلاء على الازلي الخالق{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] فاختار هؤلاء الصفوة المباركة ليكونوا مرشدين للناس الى الله الازلي. قال رسول الله{ص}: يا جابر ، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره ، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ، ولا جنة ولا نار ، ولا ملك ولا سماء ولا أرض ، ولا شمس ولا قمر ، ولا جني ولا إنسي . وورد في بحار الانوار ج ج54 ص170 الحديث التالي: قال رسول الله {ص}أول ما خلق الله نوري، ففتق منه نور علي، ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الابصار والعقل والمعرفة. وعشرات الاحاديث من هذا الباب . ثم ان الشيء الذي يذكرك بالله وبالتوحيد هو باب لمعرفة الله وانبياءه ..
فحين تقف امام قبر سيد الاوصياء علي بن ابي طالب{ع} تخاطبه بقولك اشهد لك يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والأداء، واشهد أنّك حبيب الله، وأنّك باب الله الذي يؤتى منه، وأنك سبيل الله، وأنّك عبد الله وأخو رسوله .
اللهم ثبتنا على هذا القول في الدنيا والاخرة ولا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين يا رب العالمين وصل الله على محمد واله الطاهرين.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha