الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في غاية المريد في علم التجويد للمؤلف عطية قابل نصر: الغنة: تعريفُ الْغُنَّةِ: الغنة لغة: صوت له رنين في الخيشوم. اصطلاحًا: صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم لا عمل للسان فيه. قيل: إنه شبيهٌ بصوت الغزالة إذا ضاع ولدها. مَخْرَجُهَا: الغنة تخرج من الخيشوم وهو أعلى الأنف وأقصاه من الداخل. مِقْدَارُهَا: مقدار الغنة حركتان بحركة الأُصبع قبضًا أو بسطًا. كيفيةُ النُّطقِ بِهَا: هي تابعة لما بعدها تفخيمًا وترقيقًا فإن كان ما بعدها حرف استعلاء فُخِّمت مثل: "يَنْطِقُونَ" (الانبياء 63) وإن كان ما بعدها حرف استفال رُقِّقَت مثل: "مَا نَنْسَخْ" (البقرة 106). وقد أشار صاحب "لآلئ البيان" إلى كيفية النطق بها فقال: وتتبع الألف... ما قبلها والعكس في الغن ألف مَرَاتِبُهَا: مراتب الغنة خمسة على المشهور: 1- أكملها في المشدد والمدغم كامل التشديد. 2- ثم المدغم ناقص التشديد. 3- ثم الْمُخْفى ويدخل فيه الإقلاب. 4- ثم الساكن المظهر. 5- ثم المتحرك. والواقع أنها لا تظهر إلا في المراتب الثلاث الأُوَل وهي: المشدد والمدغم والمخفى، حيث تبلغ درجة الكمال فيهم، أما في حالتي الساكن المظهر والمتحرك فالثابت فيها أصلها لا كمالها. وليعلم أن المراد بالمدغم كامل التشديد هو ما وضع على المدغم فيه شدة. قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها (غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة "ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 52)، "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ (غنة النون الساكنة أو المشددة) هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (البقرة 54)، "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) تَنْظُرُونَ (غنة النون الساكنة أو المشددة)" (البقرة 55)، "وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا (غنة النون الساكنة أو المشددة) عَلَيْكُمُ الْمَنَّ (غنة النون الساكنة أو المشددة) وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) كَانُوا أَنْفُسَهُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) يَظْلِمُونَ" (البقرة 57).
جاء في الموسوعة الحرة عن النون والميم المشددتان: موقع النون والميم المشددتين في الكلمة: الشدة تكون في وسط الكلمة وفي آخرها، ولا تقع في بداية الكلمة؛ بسبب سكون الحرف الأول عند التشديد؛ لأن العرب لا تبدأ بساكن، أما وضع الشدة على حرفي النون والميم في بداية الكلمة في القرآن؛ فهي علامة على الإدغام بغنة، وليس دلالة على وقوع حرف الغنة المشدد أول الكلمة، ومن أمثلة وضع الشدة على حرف الغنة بسبب الإدغام: "حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ"، "مِن نِّعمَةٍ". قال الله عز وعلا في آيات قرآنية فيها (غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة 58)، "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا (غنة النون الساكنة أو المشددة) عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" (البقرة 59)، "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (البقرة 60)، "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ (غنة النون الساكنة أو المشددة)عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ (غنة النون الساكنة أو المشددة) لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" (البقرة 61).
جاء في موقع المرسال عن تعريف الغنة ومراتبها وأمثلة عليها للكاتبة خلود صلاح: المتحرك. خمس مراتب: أما المرعشي فقد قال: “أقوى الغنات غنة النون المشددة فهي أكمل من غنة الميم المشددة وغنة النون المخفاة أكمل من غنة الميم المخفاة، ومراتبها عند المرعشي خمس مراتب، وهي: غنة النون المشددة. غنة الميم المشددة. غنة النون المخفاة. غنة الميم المخفاة. قال الله جل جلاله في آيات قرآنية فيها (غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 62)، "ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) مِنَ الْخَاسِرِينَ" (البقرة 64)، "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ" (البقرة 65)، "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ (غنة النون الساكنة أو المشددة) اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (البقرة 67).
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: حق التلاوة: عبر القرآن عن الفئة المهتدية من أهل الكتاب بأنهم يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ، و هو تعبير عميق يرسم لنا سبيلا واضحا تجاه القرآن الكريم و الكتب السماوية، فالنّاس أمام الآيات الإلهية على أقسام: قسم يكرسون اهتمامهم على أداء الألفاظ بشكل صحيح و على قواعد التجويد، و يشغل ذهنهم دوما الوقف و الوصل و الإدغام و الغنّة في التلاوة، و لا يهتمون إطلاقا بمحتوى القرآن فما بالك بالعمل به، و هؤلاء بالتعبير القرآني "كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً" (الجمعة 5). و قسم يتجاوز إطار الألفاظ، و يتعمق في المعاني، و يدقّق في الموضوعات القرآنية، و لكن لا يعمل بما يفهم، و قسم ثالث، و هو المؤمنون حقّا يقرءون القرآن باعتباره كتاب عمل، و منهجا كاملا للحياة، و يعتبرون قراءة الألفاظ و التفكير في المعاني و إدراك مفاهيم الآيات الكريمة مقدمة للعمل، و لذلك تصحو في نفوسهم روح جديدة كلما قرءوا القرآن، و تتصاعد في داخلهم عزيمة و إرادة و استعداد جديد للأعمال الصالحة، و هذه هي التلاوة الحقة.
جاء في الكافي لأحكام التجويد: الإظهار الشفوي: لغةً: البيان، وله ستة وعشرون حرف، وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد إسقاط حرفي الإدغام والإخفاء (م - ب)، فإذا وقع حرف منها بعد الميم في كلمة أو كلمتين وجب إظهاره، ويتم ذلك بإيضاح سكون الميم الساكنة بدون غنة، وإيضاح حركة الحرف المظهر بعده، نحو: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَج" (الكهف 1). "أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَن" (الكهف 2). "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ" (الكهف 9). "وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشد" (11). "وَيَزِيدُهُمْ خُشُوع" (الاسراء 109). "وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ" (الاسراء 111). "جِئْنَا بِكُمْ لَفِيف" (الاسراء 104). "وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" (الكهف 13). "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناَهُمْ هُدًى" (الكهف 13). "اقْتَرَبَ للنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" (الانبياء 1). تنبيه: يجب أن يحرص تالي القرآن على إظهار الميم الساكنة عند حرفي الفاء والواو أكثر من غيرها من الحروف لاتحادها في المخرج مع الواو. وقرب مخرجها من الفاء. قال الله جلت قدرته في آيات قرآنية فيها (غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة "قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ (غنة النون الساكنة أو المشددة) يَقُولُ إِنَّهَا (غنة النون الساكنة أو المشددة) بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (غنة النون الساكنة أو المشددة)" (البقرة 69)، "قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ (غنة النون الساكنة أو المشددة) الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا (غنة النون الساكنة أو المشددة) إِنْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ" (البقرة 70)، "قَالَ إِنَّهُ (غنة النون الساكنة أو المشددة) يَقُولُ إِنَّهَا (غنة النون الساكنة أو المشددة) بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ" (البقرة 71)، "وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) تَكْتُمُونَ" (البقرة 72).
https://telegram.me/buratha
