سوريا - لبنان - فلسطين

ماذا بعد جنيف2.. (1) التوازن المطلوب.

896 12:13:00 2014-01-02

قيس المهندس

تعد توازنات القوى والمصالح هي الحاكمة على مجريات الأحداث، وما تغيرات وانعطافات تحالفاتها؛ الا بفعل ذلك. فما يدور في المنطقة من نزاعات، اتخذت اشكالا متعددة، هي نتيجة تدخلات القوى الكبرى، بغية فرض قواها وتحقيق مصالحها.مجريات الأحداث في سوريا، حدت بتلك القوى الى التدخل في الشأن الداخلي السوري، الا ان المشهد أصبح أكثر تعقيداً مما كانوا يتصورون، فالأحداث على الأرض تأبى الحسم، ومع دخول ايران وحزب الله الى جانب الحكومة السورية؛ أصبح أمر الحسم شبه مستحيلاً، وهنا أخذت أمريكا بالبحث عن حلول دبلوماسية لإنهاء الصراع، وأبرزها إنعقاد مؤتمر جنيف، والذي لم ترى مقرراته النور؛ حتى أخذت المفاوضات منحى آخر، تنبئ بحدوث تغيرات في توازنات القوى الإقليمية، وأبرز تلك المفاوضات كانت بخصوص الملف النووي الإيراني في مجموعة (5+1)، حيث انتهت المفاوضات بنتيجة عدها البعض انتصاراً سياسياً لإيران.الا ان الواقع يحتم علينا النظر بعين مكاسب الولايات المتحدة وحلفائها، من اجل الإقتراب من حقيقة تلك النتائج، فقد اثمرت مفاوضات مجموعة (5+1) عن موافقة المجتمع الدولي على مواصلة المشروع النووي الإيراني السلمي، بشرط وضع المنشآت النووية الإيرانية تحت الرقابة الدولية.وكانت موافقة الولايات المتحدة وحلفائها على ما يبدو لعدة أسباب منها:1- تعميق الخلاف بين الفرقاء الإيرانيين، ودعم حكومة الإصلاحيين من اجل احداث تغيير نسبي في طبيعة النظام الإيراني، كون الإصلاحيين أكثر انفتاحا على الغرب من المحافظين.2- اطمئنان المجتمع الدولي من عدم سعي إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة عالية تمكنها من صنع السلاح النووي، وبذلك تتجنب أمريكا استخدام القوة العسكرية.3- خلق توازن قوى إقليمية جديدة، على أساس الإعتراف بإيران كطرف أساسي من أطراف ذلك التوازن.4- محاولة اقناع إيران بضرورة انهاء الصراع في سوريا بالطرق الدبلوماسية، ومساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب.5- الوضع الاقتصادي المتردي الذي تمر به الولايات المتحدة يحتم عليها تجنب الصراعات المسلحة، والسعي الى إيجاد بدائل في توازنات القوى الإقليمية، تفاديا لتحميل ميزانية الولايات المتحدة عبئاً كبيرا من النفقات.اما الدور الجديد لإيران كأحد اقطاب التوازن الإقليمي، فقد سعت اليه من خلال مواجهة التفوق الضخم بنيوياً للولايات المتحدة، عن طريق التحالف مع ائتلاف القوى المضادة، والمتمثلة بروسيا والصين، والاخيران اتجها نحو القطبية العالمية في توازن القوى من منفذ ضيق تمثل بالصراع السوري، والذي دق ناقوس الخطر؛ كونه اصبح يحذو حذو التوازن الثنائي، مما قد يؤدي الى انحسار الدبلوماسية، حيث انها تصبح اقل فاعلية في مثل هذه الظروف، ما لم تنحى اطراف النزاع الى التنازل عن بعض المكتسبات، والا فالحرب العالمية الثالثة سوف تكون هي الإحتمال الراجح آنذاك. فبحكم إمتلاك الولايات المتحدة للإمكانات الأكبر عالمياً، مما يفترض ان يتيح لها التفوق في صراع المصالح، وفي حالة عدم تمكنها من ذلك، فإن الحل السياسي قد ينقلب الى صراع مسلح. وفي المقابل فان دأب روسيا لخلق توازن استراتيجي جديد مع الولايات المتحدة يخشى عليه من وجود نقاط الضعف في التحالف الغربي متمثلا بإسرائيل والمملكة السعودية، مما قد يؤدي الى الإخلال بذلك التوازن بين المعسكرين كون تلكما الدولتان غير متزنتين سلوكياً؛ لعدم مرونة وفاعلية قيادتيهما السياسية.الولايات المتحدة قدمت ما بوسعها من التنازلات عن هيمنتها ذات القطب الواحد على العالم، وفي مقابل ذلك لابد لخصومها من تقديم بعض التنازلات، من اجل تنجيز التوازن الإقليمي وتسوية الازمة السورية دبلوماسيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك