الدكتور فاضل حسن شريف
وخلال الطواف فان الحاج يقول كما جاء في كتاب دليل المناسك: و في ما بين الركن اليماني و الحجر الأسود يقول: "رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ" (البقرة 205). وفي صلاة الطواف: و هي ركعتان مثل فريضة الغداة، يتخيّر المكلّف فيها بين الجهر و الإخفات. و الأفضل قراءة التوحيد في أولاهما، و الجحد في الثانية، و الأحوط فيها رعاية الفورية العرفية. و المشهور المحكي عليه الإجماع عن الخلاف وجوبهما، للأمر بهما في جملة من النصوص، و في صحيح معاوية: أنهما الفريضة. و في جملة من النصوص تفسير قوله تعالى "وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى" (البقرة 125) بهما. و القول باستحبابهما- كما عن بعض ضعيف جدا. و يستحب الخروج من الباب الذي يقابل الحجر الأسود، بسكينة و وقار حتى يقطع الوادي، و يصعد جبل الصفا بحيث ينظر إلى البيت، و ليستقبل الركن الذي فيه الحجر، و يحمد اللّه، و يثني عليه، و يتذكر نعماءه، ثم يقول سبع مرّات: (اللّه أكبر)، و يقول سبع مرّات: (الحمد للّه)، و سبع مرّات: (لا إله إلّا اللّه)، ثمّ يقول ثلاث مرّات: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت (و يميت و يحيي)، و هو حيّ لا يموت. (بيده الخير) و هو على كلّ شيء قدير. ثم يصلّي على محمد و آله، و يقول ثلاث مرّات: اللّه أكبر على ما هدانا، الحمد للّه على ما أولانا، و الحمد للّه الحيّ القيّوم، و الحمد للّه الحيّ الدّائم. ثم يقول ثلاث مرّات: أشهد أن لا إله إلّا اللّه (وحده لا شريك له خ) و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، لا نعبد إلّا إيّاه، مخلصين له الدّين و لو كره المشركون. و ثلاث مرّات: اللّهمّ إنّي أسألك العفو و العافية، و اليقين في الدّنيا و الآخرة. و ثلاث مرّات: اللّهمّ "آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ" (البقرة 205). ثم يقول مائة مرّة: (اللّه أكبر)، و مائة مرّة: (لا إله إلّا اللّه) و مائة مرّة: (الحمد للّه) و مائة مرّة: (سبحان اللّه). الأولى بل الأحوط هو المبادرة إلى السعي بعد الفراغ من الطواف و صلاته، و إن جاز التأخير لرفع تعب و نحوه، بل إلى الليل على الأقوى. و لا يعتبر فيه الطهارة عن الحدث مطلقا و إن كان الأفضل، و الأحوط رعايتها، بل الأولى رعاية الطهارة عن الخبث أيضا. إجماعا، حكاه جماعة إلا من العماني، للنصوص الدالة على جواز إتيان المناسك بغير وضوء عدا الطواف، و ما دل على ذلك في خصوص السعي، التي لأجلها يحمل ما دل على اعتبار الطهارة فيه على الاستحباب. و هو صحيح الحلبي، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن المرأة تطوف بين الصفا و المروة و هي حائض؟ قال: لا، إن اللّه يقول "إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللّهِ" (البقرة 158).
وعن وجوب الإحرام و أحكامه يقول السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدس سره: و هو ركن يبطل الحج بتعمد تركه كما تقدم في العمرة، و أول وقته لغير المتمتّع دخول أشهر الحج، و للمتمتّع بعد الفراغ عن عمرته، و يمتد إلى أن يتضيّق وقت الوقوف، فيجب حينئذ على غير المتمتّع أن يحرم من الميقات، و عليه أن يحرم من مكة كما تقدم. لا خلاف فيه بيننا كما قيل، لقوله تعالى "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ" (البقرة 197). وفي المندوبات: و في خبر أبي بصير: إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت، و سبح اللّه مائة مرة، و كبر اللّه مائة مرة، و تقول: ما شاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه، مائة مرة، و تقول: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، يحيي و يميت، و يميت و يحيي، و هو حيّ لا يموت، بيده الخير، و هو على كلّ شيء قدير. مائة مرة. ثم تقرأ عشر آيات من سورة البقرة، ثم تقرأ: قل هو اللّه أحد ثلاث مرات، و تقرأ آية الكرسي حتى تفرغ منها، ثم تقرأ آية السخرة "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ" إلى قوله: "قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56)" (الاعراف 54-56) ثم تقرأ: قل أعوذ برب الفلق، و قل أعوذ برب الناس، حتى تفرغ منها، ثم تحمد اللّه على كل نعمة أنعم بها عليك، و تذكر النعمة واحدة بعد واحدة ما أحصيت منها، و تحمد اللّه على ما أنعم عليك من أهل و مال، و تحمد اللّه على ما أبلاك، و تقول: اللّهمّ لك الحمد على نعمائك الّتي لا تحصى بعدد، و لا تكافئ بعمل. و تحمده بكل آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن، و تسبحه بكل تسبيح ذكر به نفسه في القرآن، و تكبره بكل تكبير كبّر به نفسه في القرآن، و تهلله بكل تهليل هلّل به نفسه في القرآن، و تصلي على محمد و آل محمد صلّى اللّه عليه و آله، و تكثر منه، و تجتهد فيه، و تدعو اللّه بكل اسم سمّى به نفسه في القرآن، و بكل اسم يخصه، و تدعوه بأسمائه في آخر سورة الحشر، و تقول: أسألك يا اللّه يا رحمان بكلّ اسم هو لك، و أسألك بقوّتك، و قدرتك، و عزّتك، و بجميع ما أحاط به علمك، و بأركانك كلّها، و بحقّ رسولك صلواتك عليه و آله، و باسمك الأكبر الأكبر الأكبر، و باسمك العظيم الذي من دعاك به كان حقّا عليك أن تجيبه، و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي من دعاك به كان حقّا عليك أن لا تردّه، و أن تعطيه ما سأل أن تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك بي. و تسأل اللّه حاجتك كلها من أمر الدنيا و الآخرة، و ترغب إليه في الوفادة في المستقبل، و في كل عام.
وعن الذبح أو النحر يقول الامام السيد الحكيم قدس سره في كتابه: و فيه مسائل: يجب ذلك على المتمتع، و لو ندبا، و إن كان مكيّا على الأحوط الذي لا يخلو عن قوة، دون المفرد، بل القارن أيضا إنما يجب عليه بسياقه، لا لكونه من مناسك حجه. قوله تعالى "فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ" (البقرة 197). ومن لم يجد الهدي، و وجد ثمنه: و أراد الانصراف وضعه عند من يثق بأنه يذبحه عنه طول ذي الحجة، و الّا ففي العام المقبل في ذي الحجّة. كما هو المشهور لمصحح حريز المتضمّن لذلك، و نحوه خبر النظر، لكن مورده من لم يجد الهدي و وجد ثمنه، و هو يضعف عن الصيام. و لأجل ذلك يرفع اليد عن الآية "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ" (البقرة 197)، و لا مجال للاعتماد عليه بعد ذلك كما عن السرائر، و في الشرائع. و أما خبر أبي بصير في من لم يجد ما يهدي، و في يوم النفر وجد ثمن شاة، قال عليه السّلام: يصوم، فإنّ أيام الذبح قد مضت. فليس مما نحن فيه. يجب أن يكون الهدي من النعم الثلاثة، بل لا يجزي إلا الثني منها و هو من الإبل ما دخل في السادسة، و من البقر و المعز ما دخل في الثالثة على الأحوط الذي لا يخلو عن قوة. إجماعا كما يشير إليه قوله تعالى "عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ" (الحج 28)، و في الصحيح: ما الهدي؟ فقال عليه السّلام: أفضله بدنة، و أوسطه بقرة، و أخسه شاة. قوله تعالى "فَاذْكُرُوا اسْمَ اللّهِ عَلَيْها صَوافَّ" (الحج 36)، المحمول على الاستحباب، لما دلّ على جواز نحرها باركة. قوله تعالى "وَ لا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ." (البقرة 196)، و كثير من النصوص، ففي بعضها: (ابدأ بالذبح قبل الحلق)، و في بعضها: (إذا ذبحت ضحيتك فاحلق) و نحوهما غيرهما. و يستحبّ عند الذبح أو النحر أن يقول: "وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً" (الانعام 79) مسلما "وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (الانعام 79) "إِنَّ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ" (الانعام 162)، "لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ" (الانعام 163) و أنا من المسلمين. اللّهمّ منك و لك. بسم اللّه و باللّه و اللّه أكبر. اللّهمّ تقبّل منّي. قوله تعالى "فَكُلُوا مِنْها وَ أَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ" (الحج 28)، و قوله تعالى "فَكُلُوا مِنْها وَ أَطْعِمُوا الْقانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ" (الحج 36).
https://telegram.me/buratha