خالد غانم الطائي ||
في عرفنا الاجتماعي تطلق تسمية(العمة)على أم الزوج وتطلق تسمية(ألكنة)على زوجة الابن وفي بعض العوائل تشتعل الحرب الناعمة بين العمة والكنة لأسباب متعددة منها:
1- تعلق الأم بابنها وإحساسها بأن الزوجة تنافسها للاستحواذ عليه فيكون الدافع لذلك هو الغيرة.
2- حب التسلط وغرور النفس الذين تمتاز بهما العمة أحياناً.
3- معاناة العمة سابقاً عندما كانت في دور (ألكنة)من تسلط عمتها فألقى بظلاله على سلوكها مع كنتها.
4- التباين والاختلاف في الثقافة والمعرفة والسلوك والعادات بين جيل العمة وجيل ألكنة.
5- محاولة إثبات الذات التي تسعى اليه العمة وتأصيل قواعد لمركزيتها في الدار.
6- الاهتمام والانشغال بصغائر الامور والتوافه وتفخيمها من قبل العمة وكما يقال في المثل الشعبي الدارجتصنع من الحبة قبة).
7- الرفض المسبق من قبل العمة في اقتران ابنها بالمرأة التي اختارها شريكةً لحياته وبعد زواجه منها تفتعل العمة المشكلات معها.
8- ضعف او انعدام الوازع الديني للعمة وبالتالي تفكيرها وانشغالها بإلحاق الأذى بالكنة من دون وجه حق أحياناً..وأحياناً اخرى تعاقبها على أخطاء بسيطة ويكون تصرفها معها نتيجة ردود أفعال مما يخلق جواً متوتراً مشحوناً بالنفور والمشاجرات والمهاترات الكلامية هذا مع ضعف شخصية الزوج الذي يأخذ دور المتفرج اذا لم يكن أداة طيعة بيد أمه للنيل من زوجته كلامياً أو بالضرب أو بعقوبات أخرى.
9- طلب العمة للكمال في شخصية الكنة فلا تتسامح معها عندما تخطئ علماً ان الكمال لله-تبارك أسمه- وقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قولهعظموا انفسكم بالتغافل).
10- الانجرار وراء العاطفة من قبل الزوج سواء في حب أمه أو زوجته وانعدام الموازنة في تعامله معهما.
11- العطش العاطفي للزوج فيما مضى بسبب قسوة أمه ثم وجد الرواء العاطفي في زوجته الرقيقة الحنونة وبالتالي ميل الزوج لزوجته مما يثير حفيظة أمه.
12- وجود أو حصول مشكلات بين أهل الكنة تنعكس صورها على تعامل العمة مع الكنة.
13- أحياناً كثير لاتتنازل الكنة ولا تخفض جناحها للعمة وتحاول الاستئثار بزوجها وتنسى أو تتناسى حقوق أمه عليه.
14- اتصاف الكنة بالتبذير في هذا الزمن بسبب الهوس بطراز الملابس(الموضة) والمبالغة في اقتناء الملابس وأدوات الزينة ولاتبالي بأموال زوجها وتحمله ما لاطاقة له به أو يُثقل كاهله وهذا يدفع العمة للتدخل.
15- وأحياناً يقع قسم كبير من اللوم على أهل الزوجة حيث أنهم لم يربوها التربية الكافية ولم يعلموها فنون ادارة المنزل كالطبيخ و.....و.....
حلول ومقترحات
1-مداراة الكنة للعمة وبالعكس من تلقاء نفسها او بتوصيتها بذلك من خلال مراعاتها بكلمة طيبة أو هدية تحببها اليها لتكون قريبة من قلبها...قال المصطفى (صلى الله عليه وآله) (تهادوا تحابوا).
2-مدح الكنة للعمة وبالعكس أمام الآخرين والتركيز على محاسن أخلاقها يُلقي بظلاله إيجاباً ويعزز أواصر العلاقة بينهما وكذلك مراعاة المحبب لنفسها ومجانبة المنفرات لرضاها في حدود المعقول والمشروع.
3-على العمة والكنة تفادي الأخطاء وردود الأفعال المبالغ فيها والاتصاف بالمرونة والتعامل بشفافية وانسيابية وعدم تكلف.
4-من الجميل أن تخاطب الكنة العمة ب(ماما) أو(خالة) اذا كان ذلك يسر قلب العمة ويشعرها بقربها الروحي منها...(وكم من كنة هي أطوع للعمة من ابنتها).
5-عندما تهرم العمة فانها تعود الى حالة الصبا في سلوكها وعلى الكنة تفهُّم ذلك،فقال العلي العظيم(زمن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون) سورة يس الآية 68.
6- الزوج هو بمنزلة حلقة الوصل بين زوجته وأمه فعليه الحذر من كيد النساء أولاً والتثبت من الأمور ثانيا لا يتخذ قرارت ارتجالية متسرعة من دون تمهل أو تروي.
7- المعاملة الحسنة واللطيفة واعتماد الكلمة الطيبة فهي صدقة وإشاعة روح التعاون والتسامح واللطف بين جميع أفراد الأسرة.
8- أن يكون أفراد الأسرة على قدر من التفقه في الدين لمعرفة ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات والاهتداء بهدي القرآن الكريم وسنة نبيه الأعظم (صلى الله عليه وآله) وسيرة آل بيته الوضَّاءة.
9-إقصاء تدخل الآخرين في شئون الأسرة(الا وساطة للخير وإصلاحاً) وعلى العائلة التحاور والتفاهم والتكاشف فيما بينهم لحل المعضلات ان وجدت.
نحن نلوم العمة أكثر حتى لو كانت الكنة هي المخطئة ذلك لان العمة أكبر والمفروض انها أكثر تجربة بالحياة فكان عليها استيعاب الاخطاء ومعالجتها بطرق ذكية بدلاً من تأزيم الموقف مع الإشارة الى ان هناك بيوت تخلو من هذه الحرب لكون العمة والكنة تحملان رجاحة عقل..أما قولهم المشهور(اذا رضت العمة عن الكنة دخل ابليس الجنة)فهو لايعني كل عمة وكنة بل الغالب.
وعلى الكنة أن تضع في حسبانها إنها وبعد دوران الايام اذا امتد بها العمر ورزقت بولد ذكر ستصبح عمة مستقبلاً فعليها اليوم بحسن التصرف والمعاملة الكريمة مع عمتها إذ (كما تدين تُدان)،فالأيام كفيلة بإرجاع عمل الانسان اليه بغض النظر عن كونه صالحاً أو طالحاً
قال تعالى ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان ) سورة الرحمن الاية 60 .
https://telegram.me/buratha