طالب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم اليوم الثلاثاء بتبني مفهوم الثورة الادارية العصرية لتدعيم الصحوة الاسلامية وانضاجها ابداعيا، مشيرا الى ان" الانتخابات المقبلة فرصة مهمة لطمأنة مصالح جميع مكونات الشعب.
وقال السيد الحكيم اليوم الثلاثاء في مؤتمر الصحوة الاسلامية السنوي السادس الذي عقد في العاصمة الايرانية طهران اليوم انه" كان للاستعمار دور كبير في عرقلة تطور الامة وحصر المعارف والتكنلوجيا والتقنية بيده وتحويل الامة الاسلامية الى امة مستهلكة بعد ان كانت امة منتجة ، مشيرا الى ان" الاندماج مع العالم الجديد يتطلب رؤية جديدة لمفاهيمنا الاصيلة في بناء جسور التواصل مع الثقافة العالمية وان الجهد الحقيقي نحو الاطار الاسلامي النظري والعملي يتحدد ايضا بتحديات خلق الاطار التنافسي في ظل منافسة عالمية شرسة وفي ظل تقدما علميا وتكنولوجيا لشركائنا في العالم ".
واضاف الحكيم ان" من التحديات الداخلية على الصعيد الفكري للصحوة يمكن الاشارة الى بعض الساحات الاسلامية التي تتخذ انماط متشددة منها التباس المفاهيم والتعنت الفكري والتي قامت بتشويه صورة الاسلام والتي مهدت لردات فعل فكرية ومجتمعية كثيرة ،موضحا انه على الصعيد السياسي فأن الصحوة الاسلامية في بعض البلدان واجهت ومازالت تواجه ازمة انعدام الرؤية السياسية اتجاه القضايا الملحة داخليا وخارجيا وضعفها في التعامل مع القضايا الساخنة المتعددة مثل القوميات والاقليات والمجموعات غير المسلمة ومفهوم المشاركة وتقبل الاخر وتعريف الحداثة والعصرنة ومواجهة الثورة الاعلامية وادارة المرحلة الانتقالية وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والمؤسساتية.
وبين انه" على مستوى السلوك الحضاري فأن الصحوة الاسلامية مطالبة بتقديم النموذج الناضج وليس بالضرورة النموذج المنتصر لان الانتصارات قد تكون وقتية اذا لم تستند الى انضاج للتجربة والارتقاء في الممارسة وعليه يجب ان نعمل بقوة على تدارك بعض القراءات المشوشة للواقع كي لاتتحول الصحوة الاسلامية كبوة تراجعية تعود بالمجتمعات الاسلامية الى ظروفها السابقة ولكي لا تتحول الصحوة الاسلامية اثار الحساسيات الطائفية والتركيز على الاختلافات وتجاهل مساحات الاتفاق الواسعة وان لا نتصلب في المواقف ونخسر الابداع كسمة اسلامية كبرى وان نحمي هذه الصحوة من السقوط في واقع الفساد والفوضى وبالتالي نحاسب امام اجيالا من الشباب المسلم الواعي الذي يحمل رايات الصحوة الاسلامية ويدافع عن متبنيات الاسلام في العالم ".
وبين الحكيم ان" مسؤوليتنا كبيرة في تجنيب هذه الاجيال الوقوع في مستنقع الاحباط وخصوصا في بعض المجتمعات العربية والتي تعاني من غياب المنهج الواضح والناضج وتغليب الظواهر الشكلية على الجوهر والمضمون".
وتابع " علينا العمل بجهد من اجل ترسيخ مبادئ الدولة العصرية العادلة وتعميق مفهوم المؤسسات في المجتمع وتوحيد المشاريع والتركيز على مساحات وتقليص الفجوات وعدم استهلاك الطاقات بتكرر المشاريع وتضاربها مما يجعل شباب الصحوة وقادتها منشغلين بالمشاكل الداخلية ومنصرفين عن تدعيم البناءات المؤسساتية والاجتماعية والفكرية والحضارية المطلوبة واننا بأمس الحاجة في التوكل على الله والثقة بالنفس والاعتماد على الطاقات الشبابية للامة والاستنارة بالمنهج المحمدي الاصيل لتجاوز هذه التحديات والانتقال الى الفضاءات الواسعة والرحبة واستثمار الفرصة الكبيرة المتاحة امامنا لتتحول هذه الصحوات الى مرتكز اساسي في المعادلة الاقليمية والدولية".
وطالب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي المتبنين على مؤتمر الصحوة ان" يولوا اهتماما استثنائيا لتبني مفهوم الثورة الادارية العصرية لتدعيم الصحوة الاسلامية واتنضيجها ابداعيا حيث ان مجتمعاتنا الاسلامية قد ابتليت بقلة الاتقان والابتعاد عن الجودة كما ابتليت مجتمعاتنا ايضا بضعف واضح في استمثار الطاقات البشرية بعد اكتشافها وصقل مهاراتها ومنها المساحة الكافية للانطلاق والابداع، منوها ان" الغرب لن يتقدم علينا بالمعرفة وانما تقدم علينا في ادارته لمعارفة وطاقاته وهذا هو الامر الذي علينا التركيز عليه في المرحلة القادمة والخروج من حالة الاكتفاء الذاتي وتشجيع العمل المؤسسي وتكريس روح الفريق والانضابط وتحديث المناهج والانظمة والوسائل والاليات".
واكد الحكيم ان" الصحوة الاسلامية اليوم لن يوقفها احد ولكن هي لوحدها قادرة على ايقاف نفسها اذا لم تستجب لاستحقاقات المرحلة ولن تتغلب على التحديات التي تواجهها واهمها التحديات الداخلية التي اشرنا اليها ، مضيفا انني كلي امل بهذا الجمع الخير في المؤتمر لتقديم الحلول الناجعة وان ينضج التجارب ويجمع الخبرات كي تعم خيرات الاسلام علينا وعلى البشرية جمعاء .
واستطرد بقوله ان العراق مثل محطة مهمة من محطات الصحوة الاسلامية ودخل المعترك في وقت مبكر وبالرغم من الملابسات التي رافقت عملية التغيير الا انه استطاع ان يشق طريقه ويستعيد سيادته وهو اليوم يقوم بدور كبير في مواجه قوى الارهاب من الداعشيين والقاعدة ويعمل جاهدا على بناء المعادلة العادلة المطمئنة للجميع والاطار الجامع الضامن لمصالح الجميع وتحويل الديني والمذهبي والمناطقي والسياسي الى عنصر اثراء وتكامل داخل البيت العراقي،معربا عن امله ان تكون الانتخابات النيابية القادمة فرصة مهمة لتعزيز وترسيخ هذا التوجه .
اما في محور اخر من كلمته بشأن فسلطين قال الحكيم ان فلسطين تمثل قلب الامة النابض وقضيتها الحيوية وهمها المشترك ولا يهدأ لنا بال الا حينما نرى الشعب الفلسطيني وقد نال حقوقه المشروعة والعادلة عبر تضامنا عربيا واسلامي في مواجه الكيان الاسرائيلي.
https://telegram.me/buratha