قالت اطراف عراقية عدة امس الاثنين، ان حيدر العبادي رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، سيحظى بدعم كبير للانتهاء من كابينته "في وقت قياسي" للتعامل العاجل مع التحديات غير المسبوقة التي تواجه البلاد، وذكروا ان جميع الاطراف بدت مستعدة "بشكل يكاد يكون مثاليا" لتقديم تنازلات متبادلة مسؤولة، لان الامر لم يكن مجرد تفاوض على منصب وتوافق على صفقة سياسية، بل جاء رداً على اي نوايا بتحريك العسكر للتدخل في الحياة السياسية وتهديد الدستور.
وبينما كان رئيس الحكومة السابق نوري المالكي يحاول صباح الاثنين، استصدار فتوى من المحكمة الاتحادية توجب تكليفه بتشكيل الحكومة، سبقها بتحريك قطعات عسكرية وخلق مناخ متوتر جرت ادانته على نطاق واسع، داخليا وخارجيا، شهد حزب الدعوة الاسلامية انشقاقا كبيرا هو الابرز منذ سقوط النظام السابق، والتحق ابرز قيادييه بالتيار المطالب بالتغيير، ما انتج كتلة من 130 نائبا شيعيا، قدموا مرشحهم الى رئيس الجمهورية الذي اصدر مرسوم التكليف لحيدر العبادي، تمام الساعة الثالثة من ظهر الاثنين، وهي نهاية المهلة الاخيرة التي منحها للاحزاب الشيعية كي تتقدم بمرشح يحظى بقبول وطني.
وبينما اكدت جميع الاطراف على اطلاق حزمة اصلاحات شاملة تصحح النكسات السابقة كجزء جوهري من صفقة الحكومة الجديدة، ظهر حجم الانشقاق الكبير في حزب الدعوة من خلال مؤتمر صحفي عقده المالكي وانصاره عصر الاثنين، اعتراضا على تكليف العبادي، حيث لم يظهر فيه الا قلة قليلة من قادة حزب الدعوة.
وفور اعلان معصوم لمرسوم التكليف، تتابعت مواقف التأييد المحلي والدولي، وقال زعيم التيار الصدري ان ترشيح العبادي ثمرة لتكاتف جهود كل الاطراف الوطنية، شيعة وسنة وكردا، بينما اعلنت باريس ولندن دعمهما الفوري، وهو ما سارعت اليه الامم المتحدة ايضا، داعية الجيش العراقي الى عدم التدخل في السياسة او محاولة التأثير على "النقل الديمقراطي للسلطة".
اما واشنطن، فقد اعتبرت ما جرى خطوة مهمة، واعلنت عزمها تقديم الدعم الفعال للحكومة الجديدة، في مواجهة الارهاب.
https://telegram.me/buratha
