زيدون النبهاني
فشل اسماعيل ولد الشيخ كمبعوث اممي؛ لحل النزاع الدائر في اليمن، هذا الفشل الذي ينعكس بدوره على الأمم المتحدة، وقياس جديتها في إنهاء الصراع الدموي، فمنذ اليوم الأول للقصف السعودي، والأمم المتحدة "غائِبة" بحضور ولد الشيخ في التنسيق.
الكويت دخلت على خط التنسيق، عاصمتها تستضيف طرفي المعادلة اليمنية، الطرف السعودي حاضِراً بوفد الرئيس المعزول هادي، بينما يحضر الحوثيين بقوة الصمود والثبات لأكثر من عام، هذه المفارقات لا تتحملها السعودية، فهدد وفدها لأكثر من مرة بالإنسحاب!
الرعاية الأممية للمفاوضات وتمثيل دور الوسيط، لاقى فشلاً في الأشهر الماضية، الأسباب عديدة لكن أهمها: إن الأمم المتحدة ترضخ للسعودية التي من جهتها، لم تحقق أي شيء يذكر من أهدافها العسكرية، بالتالي تحاول إطالة الحرب طمعاً بدخول المفاوضات، بطريقة تمهد لها وضع شروطها الخاصة.
عودة "الشرعية" للرئيس المعزول هادي، إنسحاب الحوثيين من المدن، وتسليم السلاح وترك مباني الحكومة، أبرز شروط السعودية، وهي ذاتها ما يعطي الدلالة على فشل عدوانها العسكري على اليمن، فكل تلك الشروط كانت قبل عام تقريباً أهداف لحملتها العسكرية، ولإن قواها خارت، لجأت إلى التحكيم الدولي، وجلست متجرعة كأس السم على طاولة المفاوضات.
الحوثيون من جهتهم؛ وكعادتهم دائِماً، إستقبلوا المفاوضات بصدرٍ رحب، لسببين: الأول؛ إنهم الطرف المسيطر في الصِراع، والثاني؛ إن أمن الشعب اليمني مسؤوليتهم الكبرى، بالتالي يحاولون جاهدين، إنهاء الإستهداف السعودي العشوائي للمدنيين.
مفاوضات الكويت قد تحسم الأمر، معَ وجود فجوة كبيرة بين شروط الطرفين، إلا إن الكويت تحاول التملص من التبعية للسعودية، وإثبات جدارتها كدولة صاحبة سيادة، خصوصاً؛ إذا ما مهدَّ نجاح هذه الخطوة، إلى تفاعل علاقاتي مع إيران، التي أصبحت مقبولة دولياً، وطرف قوي في معادلة الشرق الأوسط.
حضور الأمم المتحدة بمبعوثها، حالة لا تتعدى كونها رمزية، الكويت من ستلعب الدور الأكبر، معَ لحاظ إنها تمتلك علاقات جيدة معَ السعودية، وتعرف جيداً إن السعودية باتت منهكة من الحرب، وتحاول إنهاءها بما يحقق أقل طموحاتها، وهنا في هذه النقطة، ستتلاقى شروط الطرفين، وسيكون الحل الكويتي مقبولاً، ما يجعلنا نتوقع نهاية الحرب الإجرامية، والعودة من جديد للعملية السياسية، التي يحددها الشعب، ويكون الحوثيين رجال المرحلة المقبلة..
https://telegram.me/buratha