انجزت وزارة الصحة والبيئة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجهاز المركزي للاحصاء التابع لوزارة التخطيط، المسح المتدرج لعوامل الخطورة للأمراض السارية في العراق.
واطلقت الوزارة نتائج هذا المسح، في احتفالية اقيمت في فندق بابل برعاية وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود، وبحضور ممثل رئيس الوزراء علي العلاق الامين العام لمجلس الوزراء، ووممثلين عن لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب والوزارات المعنية.
وبينت وزيرة الصحة ان هذا المسح الذي اجري في العام 2015 يمثل الجولة الثانية من المسوحات التي تجري في العراق بهذا الخصوص بعد المسح الذي اجري في العام 2006.
وقالت الوزيرة في كلمتها خلال الاحتفالية: ان الامراض السارية او ما يعرف بالامراض غير الانتقالية كأمراض ضغط الدم والسكري والبدانة، اصبحت تمثل عبئا اقتصاديا وصحيا كبيرا على الدول، وبالاخص تلك التي تعاني من العجز المالي وارتفاع مستوى الفقر فيها، وهذا الامر استدعى التزام الدول في اجتماع مهم عقد في الامم المتحدة، بالتقليل من عوامل الخطورة المرتبطة بهذه الامراض، والعراق من الدول الملتزمة بهذا الاتفاق والعاملة على تنفيذه، وهو من الدول التي حققت خطوات مهمة في هذا المجال.
واشارت حمود الى ان الهدف الاساس من تطبيق الالتزام بتقليل عوامل الخطورة، هو اطالة المأمول العمري وتحسين المستوى الحياتي للمواطن العراقي، مؤكدة ان هذا المسح سوف يوفر قراءات عن الانجاز المتحقق في هذا المضمار، وعن المواقع والفئات التي تتطلب عملا وتركيزا اكثر.
من جانبه، اكد الدكتور ثامر الحلفي ممثل منظمة الصحة العالمية لدى وزارة الصحة العراقية، ان اجراء المسح يمثل واحدا من مؤشرات التقدم المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية لتقويم اداء البلدان للوصول الى الاهداف الموضوعة من قبل الامم المتحدة لمكافحة الامراض السارية في العالم، مبينا ان رؤساء الدول والحكومات قد اتفقوا مجتمعين في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول 2015 على الالتزام بهدف عالمي هو تقليل الوفيات المبكرة بسبب الامراض السارية بنسبة الثلث بحلول العام 2030 ، وعلى تعزيز تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الاطارية بشأن مكافحة التبغ.
وقال الحلفي: ان الستراتيجية المتفق عليها من قبل البلدان المجتمعة تتضمن مزيجا من التدخلات على مستوى الافراد بتفعيل الرعاية الصحية الاولية في الاماكن التي تنقصها الموارد لذلك.
الى ذلك بين الدكتور احسان جعفر مدير مديرية الصحة العامة في وزارة الصحة، ان الامراض غير الانتقالية مسؤولة عن اكثر من 50 بالمئة من الوفيات المرضية في البلد، مؤكدا انها بذلك تقوض التنمية الاجتماعية وتضيف عبئا اقتصاديا وماليا اضافيا على البلد، وتؤثر في جودة الحياة والمستوى العمري للسكان.
وقال جعفر: ان الاستجابة العالمية لهذا النوع من الامراض قد بدأت متأخرة، لكنها كانت سريعة وفعالة. فقد تم اصدار الستراتيجية العالمية للسيطرة على هذه الامراض عام 2000 ، وجرى اطلاق الاعلان السياسي الدولي لهذه الستراتيجية والالتزام بها في ايلول 2015 وهو ما الزم الدول الاعضاء في الامم المتحدة، ومنها العراق، بتقليل عوامل الخطر الخاصة بهذا النوع من الامراض.
https://telegram.me/buratha