ويحتل المتحف البغدادي مكانة خاصة في نفوس أبناء المدينة بمختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، إذ تعكس تماثيله مشاهد من الحياة اليومية أو المهن التي اندثر بعضها ولم يبق منها سوى الذكريات.
وقد تعرض هذا المتحف إلى أضرار مثل الكثير من مظاهر الحياة في بغداد منذ العام 2003 لكن أمانة بغداد قامت بترميمه وأضافت إليه تماثيل ومشاهد جديدة وافتتح أخيرا باحتفال كبير.
ويرى أمين بغداد صابر العيساوي في حديث لـ"نيوزماتيك" أن إعادة افتتاح المتحف "دليل على استقرار الأوضاع الأمنية في بغداد"، ويشير إلى أن هذا سيشجع الزوار من مختلف أنحاء العراق ومن خارجه للمجيء إلى المتحف، كما سيكون عاملا مهما في تشجيع المستثمرين والشركات الأجنبية في ظل حركة عمرانية ونشاط في الحفاظ على الآثار وتطويرها".
انفجارات وعصابات
من جانبه، يشير رئيس قسم الشؤون السياحية في أمانة بغداد قاسم العنزي إلى أن "المتحف البغدادي تعرض إلى هزات في بنيته التحتية بسبب الانفجاريات التي كانت تحدث بالقرب منه، هذا الأمر أدى إلى إغلاقه بالإضافة إلى العصابات الموجودة في منطقته"، ويضيف أنه "تم استحداث شعبة تعنى بالتراث والسياحة في أمانة بغداد وذلك للاهتمام بالأماكن التراثية التي تعود أملاكها لها".
ويوضح العنزي أن "المتحف البغدادي يحتوي على 77 مشهدا و385 تمثالا، وأن ابرز ما تم إدخاله على المشاهد التراثية بعد افتتاحه هو الشناشيل المصنوعة من الخشب المزخرف باعتبارها من معالم البيوت البغدادية".
يضم المتحف الكثير من التماثيل التي تروي مهنا مختلفة، كالصفار الذي يجلو الصدأ من أواني النحاس، أو الجراخ الذي يشحذ سكاكين المطبخ، أو النساجات، أو النداف إضافة إلى مشاهد الألعاب والمقاهي وفرق الغناء والمناسبات كل الزواج والختان.
تجديد التماثيل
تقول مديرة علاقات الشؤون السياحية آمال عبد الله إن "التماثيل الحالية مصنوعة من البورك لذا هناك مشروع لإعادة صناعتها من السليكون والشمع من قبل الفنانين الموهوبين في العراق لتحاكي ما هو موجود في المتاحف العالمية".
وتشير آمال عبد الله إلى أنه "ستتم إضافة مشاهد أخرى للمتحف كمشاهد التعزية الحسينية إضافة إلى شخصيات اجتماعية وسياسية أثرت في مجرى التاريخ البغدادي، والتي ستسغرق سنتين أو ثلاث سنوات لانجازها".
وتعرب المرشدة السياحية دعاء فارس عن أملها في يشهد الافتتاح الجديد للمتحف إقبالا من الزوار خاصة بعد تحسن الوضع الأمني"، وتشير إلى أن فترة التسعينات شهدت إقبالا واسعا من قبل الزوار الأجانب".
أما في مجال تطوير المتحف، فيقول مدير دائرة بحوث الطاقة الشمسية نصير كريم قاسم إن "لدينا عقد مع أمانة بغداد لإنارة وتدفئة وتبريد المتحف البغدادي عن طريق منظومة الطاقة الشمسية"، مشيرا إلى أن "تنفيذ العقد سيتم البدء به خلال الأيام القليلة المقبلة".
يذكر أن المتحف البغدادي أفتتح في الأول من كانون الثاني عام 1970 وتعود ملكيته إلى أمانة بغداد ويلقى اهتماما كبيرا من سكان بغداد منذ ذلك الحين.
https://telegram.me/buratha