اعترف طبيب عراقي بقتل اكثر من 43 من عناصر الجيش والشرطة" في كركوك (شمال العراق) في مقابل مبالغ مالية بناء على تعلميات من تنظيم "انصار السنة" الكردي الذي تم الكشف عن شبكة كبيرة تتحرك باوامره لتنفيذ عمليات قتل وخطف وتفجير. واكتشف امر الشبكة والطبيب الذي عرضت اعترافاته قناة تلفزيون كردية تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بعد قيام قوات الامن الخاصة بالاتحاد باعتقال افرادها واستجوابهم عمن يقوم بمعالجتهم حين يتعرضون لاصابة او حادث ما. واعترف احدهم ان "المعالج هو الطبيب لؤي الطائي من مستشفى كركوك العام (..) كان النظام السابق طرده لميوله للاكراد والتركمان كونه يتحدر من اصول كردية". واقر الطبيب لؤي عمر الطائي (31 عاما) انه عمل مع هذه الجماعة اولا "لكرهي الاميركيين وما فعلوه بالعراق وثانيا كي احصل على المال (...) ما بين 10 الاف الى 150 الف دينار (بين سبعة دولارات ومئة دولار) عن كل عملية الى جانب منحي خمس بطاقات موبايل (هاتف نقال) شهريا". وقال الطائي ان "مجموعة انصار السنة عبر قيادتها في كركوك اوكلت الي معالجة الجرحى المصابين بجروح خطرة وفشلت في معالجة احدهم فامرني الملا ياسين (قائد المجموعة) بمراقبة المستشفى ومعرفة اصابات الشرطة والجيش". واضاف "كنت امدهم يوميا بمعلومات الا انهم طلبوا مني قتل الجرحى من الحالات المتوسطة او الخطرة بواسطة حقن مخدر وسموم وبالفعل قمت بقتل اكثر من 43 شرطيا وجنديا عراقيا بينهم ضباط اصاباتهم طفيفة او اقوم بايقاف جهاز التنفس او اقطع الكهرباء عن غرفة العمليات او افتح الجروح". وتابع "كما طلبوا مني استخدام التخدير في اصابات الشرطة والجيش حينما تكون بالصدر والرأس بكميات كبيرة تؤدي للوفاة بعد ساعات الى جانب رفع جهاز التنفس بعد الخروج من العمليات في حالات الانعاش". وشرح باسهاب قائلا "بين الذين اتذكر انني قضيت عليهم العقيد ارجمان عبد الله مساعد قائد شرطة المقداد بعد اصابته في شهر رمضان الماضي في بطنه فقمت ليلا بضربه بحقنة ورفع جهاز التنفس عنه فتوفي صباحا كما قتلت شقيقه الجندي بعد اصابته بتفجير عبوة ناسفة". وقال "كوني كنت المسيطر في المستشفى لان الاطباء التركمان والاكراد المقيمين يغادرون ليلا او ينامون او يهربون بينما ابقى ساهرا (...) اقوم بهذا العمل بكل حرية. لا احد يتابعني بينما كنت اغرس الحقن ولا احد يسأل عنها كما انني استطيع الحصول عنها من المستشفى واحمل الكمية التي اريدها بجيبي او محفظتي" . وفاجأ ظهور الطبيب العازب على شاشة التلفزيون زملاءه الاطباء الذين وقفوا مشدوهين كونه كان "مطيعا ومتعاونا ولبقا" كما اعرب الصحافيون في كركوك عن دهشتهم لانه الطبيب الوحيد الذي كان يسمح للمصورين بممارسة عملهم. وتابع الطبيب يقول "اتصل بي يوما ابو فريد من الجماعة (انصار السنة) وسألني +هل جاءكم مصاب يدعى ابو يعقوب+؟ فتأكدت ان الشرطة جلبته وطلبت من الاطباء ان اعالجه فقلت للمصاب +لا تخف جماعتك يعلمون انك هنا+". واضاف "في اليوم التالي وصل اثنان من اتباع الملا ياسين وتجولوا بحجة رؤيتهم المرضى فشاهدوا ابو يعقوب وهو مقيد على السرير في الطابق الثاني وسألوني +كيف نستطيع تخليصه وكيف نتعامل مع الحرس+"؟ واوضح "قلت لهم ان يقرروا لانه لا يستطيع المشي لان ساقه مكسورة. اخذت استراحة يوما ثالثا وقاموا فجرا باقتحام المستشفى وتحريره من السلالم واخراجه بسيارتين وهو الان ربما في تكريت او الانبار". وكان نحو عشرين مسلحا هاجموا في السابع من كانون الاول/ديسمبر الماضي المستشفى وقتلوا ثلاثة عناصر من الشرطة قبل ان يحرروا معتقلا عضوا في خلية كانت تخطط لاغتيال قاض في المحكمة التي تحاكم الرئيس المخلوع صدام حسين. وقال "طيلة فترة عملي مع الجماعة كانت اسماؤهم وهمية ولديهم بطاقات شرطة وجيش ومؤسسات حراسة ونفط وبلدية كلها مزورة الا انا الوحيد الذي كان اسمي غير مزور". وروى لؤي المعتقل في السليمانية (330 كم شمال بغداد) كيفية توقيفه مطلع اذار/مارس الحالي قائلا "خرجت من منزلي في حي طريق بغداد قرب حلويات شيماء متوجها الى المستشفى فتوقفت سيارتان قال من بداخلها "دكتور لؤي اصعد معنا وقيدوني". وختم "قلت لهم لا تضربوني وساخبركم ما تريدونه". وفي قصة اخرى قال ناشط سلام بريطاني احتجز رهينة في العراق لمدة أربعة اشهر ان خاطفيه عرضوا له فيلم حياة المسيح بالعربية اثناء الاسر. وأنقذت قوات خاصة نورمان كيمبر في الاسبوع الماضي من منزل في غرب بغداد مع اثنين من زملائه الكنديين اعضاء منظمة سلام مسيحية. وعثر على زميل اخر احتجز رهينة وهو الامريكي توم فوكس مقتولا بالرصاص قبل اسبوعين. وقال كيمبر (74 عاما) استاذ الطب المتقاعد في مقابلة مع صحيفة بابتيست تايمز البريطانية نشرت يوم الاربعاء ان الوقت الذي امضاه في الاسر معناه ان اربعة اشهر "سرقت" من عمره. وقال "تجربة الحبس تبعث على اليأس. عدم الخروج لمدة اربعة اشهر يشير الى ان هذا الوقت سرق." واضاف "اريد ان أذكر القراء بأن الحياة ثمينة للغاية والى أي مدى مشاهدة الاشجار الخضراء شيء ثمين عندما تحرم منه." وقال كيمبر ان خاطفي الرهائن لا يمكن التكهن بأفعالهم لكنهم حاولوا جعل الرهائن سعداء لمنعهم من محاولة الهرب. وقال "في ليلة اصطحبنا الخاطفون الى الطابق السفلي واجلسونا امام تلفزيون وعرضوا لنا فيلم حياة المسيح كان مسجلا على قرص رقمي مدمج باللغة العربية." واضاف "لكن هؤلاء الناس هم الذين قتلوا توم فوكس باطلاق الرصاص على رأسه. انهم أناس معقدون للغاية." وبعد الافراج عن كيمبر اتهمه قائد الجيش البريطاني مايكل جاكسون بعدم العرفان بالجميل للجنود الذين اطلقوا سراحه .
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha