تعمل وزارة الزراعة لاستحصال موافقة مجلس الوزراء لتخصيص مبلغ 35 مليون دولار لتنفيذ البرامج التي أعدتها لمكافحة التصحر في البلاد خلال العام الحالي. وأوضح الدكتور عبد الحسين الحكيم في تصريح خاص أدلى به لـ"الصباح" أن الوزارة رفعت مقترحا الى لجنة المبادرة في مجلس الوزراء ينتظر أن يتم الموافقة عليه قريبا لتخصيص مبلغ 35 مليون دولار لتنفيذ برامج مكافحة التصحر التي وصفها بالطموحة والمزمع البدء بها حال توفر تلك التخصيصات، موضحا أنها ستتضمن شراء آليات ومعدات ثقيلة وسيارات تخصصية تسهم في دعم أعمال الهيئة العامة لمكافحة التصحر التابعة للوزارة، التي عدها غير كافية حاليا لاتمام برامجها على الوجه الأكمل، لافتا الى أن ما تتم معالجته سنويا ضمن تخصيصات الهيئة السنوية لا يعالج مشكلة التصحر المتفاقمة بسبب أن ما يضاف سنويا من أراض رملية أكثر مما تتم معالجته.
طرق معالجة التصحر بحسب الدكتور الحكيم التي طبقتها الهيئة بنجاح وبمحدودية ضمن عدد من المحافظات، تتضمن تغطية الكثبان الرملية بطبقة من التربة الطينية بسمك 25 سنتمترا باستعمال "البلدوزرات" وعن طريق ازاحة التربة من حول تلك الكثبان بما يعمل على تكوين طبقة متماسكة عند سقوط الامطار وتعمل على ايقاف حركة الرمال بشكل كبير، كاشفا أنه تجرى حاليا معالجة ما يقرب من 500 ألف دونم من الكثبان الرملية ضمن محافظات ذي قار والديوانية وواسط، والتي أعادت بمقتضاها 200 ألف دونم منها الى الرقعة الزراعية من جديد خلال الفترة الماضية، ضمن أكثر من أربعة ملايين دونم مبتلاة بالتصحر في محافظات جنوبي البلاد ووسطها.
وبين أن مجلس الوزارء كان أقر في شباط الماضي انضمام العراق للاتفاقية العالمية لمكافحة التصحر، والتي قال أنها ستؤهله لتلقي الخبرات والمساعدات الفنية والعلمية من بقية أعضاء الاتفاقية وبما تمكنه من تجاوز المشاكل والمعوقات التي من شأنها ايقاف التصحر المبتلاة به أراضيه، لافتا الى أن حل مشكلة التصحر وتبعاتها تقع على عاتق الزراعة وبقية الوزارات الساندة، بأن الزراعة نفذت برامج ناجحة للغاية في هذا الصدد متمثلة بانشاء الواحات الصحراوية التي وصلت أعدادها الى 50 بمساحات 200 الى 800 دونم تروى أشجارها بالتنقيط، علاوة على عمليات تثبيت الكثبان الرملية وزراعة ما يقرب من سبعة ملايين شتلة من الشجيرات المتحملة للجفاف والملوحة "شوك الشام" و"الأثل"على شكل مصدات رياح وأحزمة خضراء لضمان ديمومة عمليات تثبيت الكثبان الرملية الجارية تباعا، داعيا لتبني تجارب ناجحة لدول مثل الجزائر التي استطاعت ايقاف زحف الكثبان الرملية الى أراضيها الزراعية بشكل نهائي خلال سنوات معدودة.
وكان وزير الزراعة الدكتور علي حسين البهادلي في آب الماضي، أن العراق تعرض خلال الاونة الاخيرة لمشكلة تصحر ابتليت بمقتضاها أكثر من 90 بالمائة من مساحته بالتصحر بدرجات متفاوتة، من خلال الممارسات الخاطئة للانسان والتي أسهمت بتدهور الغطاء النباتي للمراعي الطبيعية، فضلا عن الاستغلال غير المدروس للموارد المائية وما نتج عنه من تملح وتغدق التربة، علاوة على الزراعة الهامشية في الاراضي غير مضمونة الامطار وكذلك الرعي الجائر، وهو ما ادى لتكوين الكثبان الرملية المتحركة وظهورها في مناطق لم تكن موجودة من قبل، والتي ترجمتها زيادة العواصف الترابية التي اختنقت بها بغداد وبقية المدن خلال أشهر الصيف الماضي .
يذكر أن 100 بلد في العالم يتأثر بالتصحر من خلال ارغام قاطني الاراضي الزراعية على ترك أراضيهم واللجوء للمدن، وتقدر احصائيات الامم المتحدة أعدادهم بمليار نسمة وهو ما يشكل نسبة سدس سكان العالم، اذ يفقد العالم 691 كيلومترا مربعا من الاراضي الزراعية كل عام نتيجة استفحال مشكلة التصحر في العالم.
https://telegram.me/buratha
