ادى انسحاب عدد من الكتل النيابية خلال جلسة امس، احتجاجا على التصويت السري على رئيس جديد لمجلس النواب الى تأجيل حسم المنصب الى موعد غير محدد، في وقت تزايدت الدعوات الى اهمية التوافق على مرشح واحد.
واكد المسؤول الاعلامي للنائب الاول لرئيس البرلمان الشيخ خالد العطية، انسحاب عدد من الكتل النيابية هي: مجلس الحوار والجبهة العربية والكتلة الصدرية والفضيلة والدعوة الاسلامية والدعوة تنظيم العراق من الجلسة بعد سجالات واختلافات في الاراء بشأن التصويت السري على رئيس جديد للبرلمان".وقال المسؤول الاعلامي لـ"الصباح": ان الشيخ العطية اكد خلال جلسة الامس ضرورة الوصول الى توافق وطني بشأن المرشح لمنصب رئيس المجلس، مؤكدا ان محاولات ستجرى من قبل النائب الاول لتحقيق ذلك.
وشدد على ان النظام الداخلي والدستور لا يسمحان بتمتع مجلس النواب بعطلته التشريعية، الا بعد التصويت على الموازنة العامة، لافتا الى ان هيئة الرئاسة ستدفع نحو ذلك، لاسيما بعد صدور قرار المحكمة الدستورية بصحة جلسات البرلمان رغم غياب رئيس المجلس.وشهدت الجلسة سحب النائبين خلف العليان وطه اللهيبي ترشيحهما لرئاسة البرلمان، فيما بقي خمسة مرشحين هم، اياد السامرائي وخليل جدوع( من جبهة التوافق)، وعبد مطلك الجبوري(الكتلة العربية المستقلة)، اضافة الى حسين الفلوجي ووثاب شاكر(مستقلين(وطالب خلف العليان بتأجيل اختيار خليفة للدكتور محمود المشهداني والبت بمناقشة الميزانية، فيما دعا النائب سعدي البرزنجي الى حسم موضوع رئاسة المجلس على اعتبار انه واجب دستوري، فيما اكد النائب علي الاديب ان كتلة الائتلاف لا تمانع الانتخاب، مطالبا في الوقت نفسه بافساح وقت اكبر للوصول الى توافق.
من جانبه اقترح النائب عبد الكريم النقيب تعليق الجلسة لمدة ساعة لتداول الموضوع، فيما اكد النائب اياد السامرائي ان كتلته تطالب بحسم اجراء الانتخاب لمنصب الرئيس، من جهته تمسك النائب وثاب شاكر بحقه وحق الآخرين في الترشح لمنصب رئيس المجلس.ولم يحظ مقترح تعليق الجلسة لمدة ساعة بموافقة النواب، وابدى رئيس الجلسة استعداد هيئة الرئاسة لاجراء انتخاب رئيس مجلس النواب, مبينا ان هيئة الرئاسة بذلت اقصى الجهود للوصول الى توافق ويجب حل المسألة لانها ادت الى تعطيل اعمال المجلس، خاصة المصادقة على الميزانية.
واعلن الشيخ العطية بعد اتخاذ قرار بأن تكون جلسة اختيار الرئيس سرية للنواب المرشحين لمنصب رئيس المجلس، مبينا انه اذا لم يفز اي من المرشحين في الجولة الاولى بـ(138) صوتا سوف تجرى الجولة الثانية لعملية انتخاب رئيس المجلس بين اثنين من المرشحين الحاصلين على اكثر الاصوات، الا ان انسحاب عدد من الكتل، حال دون اجراء التصويت، وتم تأجيل الحسم الى موعد اخر.
على صعيد متصل، اكد الناطق باسم جبهة التوافق العراقية سليم الجبوري ان الجبهة تدرس مجموعة من الخيارات منها المطالبة بحل هيئة رئاسة النواب او مجلسه وبين الجبوري في مؤتمر صحفي عقده امس عقب جلسة مجلس النواب ان البرلمان "غير عاجز عن اختيار رئيس له وفق السياقات القانونية ووفق الدستور، ولكن هناك اجندات حزبية ونوايا مبيتة تهدف الى اضعاف مجلس النواب وجعله اداة لا يمارس دوره المنشود"، على حد تعبيره.ونوه بان "بعض الكتل السياسية انسحبت من جلسة امس وهو الانسحاب الثاني"، مشيرا الى ان جبهة التوافق استغربت من انسحابات بعض الكتل قبل عملية التصويت لاختيار رئيس مجلس النواب.وفي اطار مشابه، اعلن النائب مهدي الحافظ عن القائمة الوطنية العراقية انسحابه من الترشيح لرئاسة مجلس النواب.
وقال الحافظ في مذكرة تقدم بها الى هيئة رئاسة مجلس النواب ، ان انسحابه من الترشيح لرئاسة مجلس النواب يأتي "تمهيدا لخلق المناخ المناسب الكفيل بوضع الامور في اطارها الديمقراطي وغير الطائفي".واضاف: ان الحرص على حماية المؤسسات وصونها من اية تاثيرات غريبة ومتعارضة مع القواعد الديمقراطية كان السبب الرئيس وراء ترشيحه لرئاسة مجلس النواب، على حد قوله، مشيرا الى ان التاثيرات وبعض القرارات غير السليمة كانت الحجر الاساس في بناء غالبية المؤسسات الرسمية في الدولة وهي في الواقع مناقضة للروح والمنهج الديمقراطي المعتمد شكليا من قبل قيادات الدولة ودستورها ومؤسساتها.واعرب الحافظ عن اسفه من السجالات السياسية الحاصلة، معلنا تحفظه على جميع التوجهات المذكورة، داعيا الى التخلي عنها ونبذها وتمكين التجربة الجديدة في العراق من شق طريقها الى الامام بمعزل عن التوزيعات الطائفية وجميع مظاهر التوازنات السكانية المفتعلة المناقضة لمبادئ حقوق الانسان واستحقاقات المواطنة الحقة
https://telegram.me/buratha
