شددت مديرية المرور العامة على ان عملية استيراد السيارات تتم بعشوائية ومن دون دراسة محددة تراعي حاجة البلاد وقدرتها على استيعاب هذه الاعداد، مؤكدة ان اعدادا كبيرة من السيارات لا تخضع للضوابط وشروط السلامة والامان المعتمدة دوليا.
وقال معاون المدير العام للشؤون الفنية في المرور اللواء الدكتور عصام حسن كاظم في لقاء صحفي ان استيراد السيارات من قبل القطاع الخاص او الحكومي يتم بعشوائية ولا يعتمد الدراسات او الجدوى الاقتصادية او اية معايير اخرى.واشار الى ان لدى كل دولة محددات وتعليمات بشأن استيراد او دخول السلع اليها تعتمدها اجهزة التقييس والسيطرة والنوعية، منوها بان غياب دور هذه الاجهزة بعد عام 2003 انعكس بشكل سلبي على البلاد والمواطن.ولفت الى ان العديد من الدول تتخذ اجراءات صارمة فيما يخص توفر شروط السلامة والامان في المركبات المصنعة محليا او المستوردة، مبينا ان المركبات المتعارف عليها في السوق المحلية ذات منشأ اميركي تمتاز بمواصفات خاصة بنوعية الزجاج او ممتص الصدمات (الدعامية) او الهيكل الفولاذي.واشاد اللواء الدكتور كاظم بالقرار رقم 24 لسنة 2005 الذي يقضي بترقين سيارة قديمة مقابل استيراد مركبة حديثة الموديل، لافتا الى اشتراط ان تكون السيارة المستوردة من انتاج نفس سنة الاستيراد او السنة التي سبقتها اسهم بشكل كبير في تقليص اعداد السيارات القديمة والمستهلكة، والتخفيف من حدة الزخم المروري.واستدرك انه بالرغم من ايجابيات القرار 24 لكن المشكلة تكمن بأن اغلب السيارات المستوردة غير مستوفية لشروط السلامة والامان، مشددا على ان العديد من السيارات الحديثة المستوردة لا تتمتع بالمواصفات القياسية.واضاف ان البعض من هذه السيارات تعرض لصدمات أخلت بشروط السلامة والبعض الاخر هيكلها الفولاذي (الشاصي) متضرر او متآكل بشكل واضح، مشيرا الى ان اغلب الدول ومنها الخليجية تمنع دخول أية سيارة تعرض هيكلها الفولاذي لصدمات بمساحة 2سم، في حين ان مساحة الضرر في هياكل السيارات التي دخلت العراق اكبر من ذلك بكثير.
ودعا اللواء كاظم الى اشتراك او تشكيل لجنة عليا من الدوائر والجهات ذات الاختصاص كوزارات الداخلية والصناعة والمعادن والتجارة والبيئة والمالية والتخطيط والتعاون الانمائي ووزارة البلديات والاشغال العامة وامانة العاصمة لوضع ضوابط وآليات استيراد المركبات بحسب حاجة البلاد وطاقتها الاستيعابية.ولفت الى ضرورة ان تتولى وزارة التخطيط اعداد الدراسات الخاصة بأعداد وانواع المركبات المطلوب استيرادها، الى جانب وضع خطط تتعلق باستحداث الطرق واماكن الوقوف العامة ومجمعات التصليح والصيانة قبل البدء بعمليات الاستيراد.واكد ضرورة تحديد حاجة البلاد من سيارات الاجرة الصالون ووسائط النقل بمختلف احجامها الميني باص (الكيا) والباصات سعة 20 و40 و80 راكبا، اضافة الى سيارات الحمل والحوضيات والآليات والمركبات الانشائية.ونوه بان دراسات اعدت قبل 50 عاما لانشاء المترو وتوفير اسطول من الباصات لنقل المواطنين، فضلا عن دراسات اعدتها العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال.واشار اللواء كاظم الى انه في العام 1984 اوصت شركة سكوت ولسن البريطانية بعد دراسة النقل الشامل في بغداد بعدة توصيات اهمها عدم التوسع بتسجيل واستيراد سيارات الاجرة الصالون التي لم يتجاوز في حينها 20 الف سيارة، الى جانب انشاء اربع طرق حلقية متعددة المسارات.وفضل ان تكون الطرق الحلقية ذات اربعة او خمسة مسارات او اكثر من ذلك، مبينا ان وظيفتها تأمين وصول مباشر بين مداخل العاصمة ومخارجها بما يسهم في تخفيف الزحامات المرورية.واكد كاظم اهمية ان تكون هذه الطرق بثلاثة مستويات تتمثل بالانفاق والشوارع والجسور لتفادي التقائها في نقطة واحدة ما يسبب اختناقات مرورية في الساحات والتقاطعات.ولفت الى ان قرار تقييد حركة السيارات في شوارع العاصمة بالارقام الزوجية والفردية اسهم بنسبة 50 بالمائة في معالجة الزحام على الرغم من انه قيد حركة المواطنين بشكل نسبي.وبشأن آلية استيراد السيارات، اوضح اللواء كاظم انه في بغداد فقط يتم تسجيل من 300 الى 400 سيارة حديثة يوميا غير السيارات التي تجهزها الشركة العامة لتجارة السيارات، مبديا استغرابه من استثناء السيارات التي تستوردها الشركة من قرار الترقين.وشدد على ضرورة اعادة النظر في عملية استيراد السيارات بصورة عامة واستثناء السيارات التي تستوردها الشركة من الترقين بشكل خاص.وفيما يخص السيارات المسروقة التي تحمل ارقاما دائمية، بين مدير الشؤون الفنية انه بعد مرور ثلاث سنوات على سرقة السيارة وعدم ظهورها يعد الرقم شاغرا وتقوم مديرية المرور بمنحه الى سيارة اخرى، موضحا انه لا يحق لصاحب السيارة المسروقة التصرف به اذ لا يعد الرقم ملكا له.وبشأن حالات التلوث والحوادث التي تسببها السيارات القديمة، اكد ضرورة التعاون بين جميع الجهات المعنية وهي وزارات النفط والنقل والبيئة والبلديات وامانة بغداد لايجاد حلول بهذا الصدد
https://telegram.me/buratha