الأخبار

نص كلمة الرئيس طالباني في الحفل التأبيني الذي اقيم في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر (قُدِّس سرُّه )

645 17:40:00 2009-10-26

"بسم الله الرحمن الرحيمالأخوات والأخوة الحضور الكرامالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهليس هناك ما هو أكثر مدعاةً للإعتزاز والفخر من أن يستعيد الشعبُ ذكرى رموزِه وأبطالِه الذين أرادت الدكتاتوريةُ تغييبَهم بقوة القمعِ والتصفياتِ لكنهم ظلوا أحياءَ في الوجدان الشعبي، خالدين في الضمائر بما خلفوه من إرثٍ وسِفرٍ عظيم من التضحيات في سبيل المبادئِ والقيمِ السامية التي ضحوا من أجلها، والتي بقيت منارا هادياً للسائرين على طريقِها..طريقِ القيمِ الإنسانيةِ والدينيةِ الرفيعةِ وطريقِ الكرامةِ الوطنية ومبادئِها الشريفة.وفي استذكارنا اليوم للشهيدِ المجاهد الخالد أيةِ اللهِ العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر قُدِّس سرُّه الشريف فإننا نستذكرُ تلك القيمَ النبيلةَ التي استُشهِد من أجلها والتي قارع بها أعتى الدكتاتوريات، ساعياً إلى إعلاء كلمةِ الحقِّ والى وحدة الصفِّ الوطني بلا تمايزات، والى العملِ على توفيرِ حريات وحقوقِ التعبُّدِ وممارسةِ الشعائرِ والفروض والطقوسِ الدينية التي منعت ممارستها بقراراتِ واجراءاتِ متعسفة ظالمة فرضتها السلطةُ الدكتاتورية المبادة.كما نستذكر أيضاً ذلك التاريخَ من ملاحمِ تحدي الدكتاتورية ومواجهةِ شراستِها بالعنفوانِ الشعبي الوطنيِّ المتطلع إلى حرياتِه والى بناءِ دولتِه العادلة الحرةِ الكريمة، الدولةِ التي لا يُقهَر فيها الإنسان ولا تُنتَهك حرياتُه ولا تُستَلَب كرامتُه.وتتساوى في التأكيدِ على هذه المبادئ قيمُ السماءِ السمحاء وشرائعُ الإنسانيةِ الرفيعة والتي كانت جميعها عرضةٌ للإنتهاك في دولةِ الإستبدادِ والطغيان والدكتاتورية.لقد كان الشهيدُ الخالد ضحيةَ بطش السلطة واستبدادِها، هذا الإستبداد الذي دفع شعبُنا ثمنا باهظا في مقاومته وتحديه، مواكبَ من الشهداء والمضحين الخالدين الذين حَفِظوا للعراق وللعراقيين نصاعةَ تاريخِهم الحافل بالبطولة والمجدِ والتضحية من أجل الحق.الأخوة والأخوات..إن مثل هذه المناسبات التي توحِّدُنا في استذكارِ أبطالِنا ورموز شعبنا هي في جانبٍ مهم منها مناسباتٌ لتأكيدِ قيمِ العمل من أجلِ الإنسان ومن أجل الوطن، وليس هناك من هو أحوجُ إلى التمسُّكِ بهذه القيم وإحياءِ روحِ العمل المخلص بها منا، ونحن في مرحلةِ بناء عراقِنا الجديد الذي نريده جميعا عراقا للحريات وللكرامة والعدلِ والمساواة في المواطَنةِ والعيشِ المشترك المتضامنِ المتوحد على هذه القيم الرفيعة.بمثل هذا الإنطلاق، نستطيع أن نُذَلل الصعوباتِ جميعَها التي تعترض وتعيق عمليةَ البناءِ الوطني للمؤسسات وللمجتمع على حد سواء.إن عوامل التحدي كبيرة وخطيرة لكنَّ عواملَ النهوض وممكناتِ العمل أكبرُ من كل التحديات ما دمنا مستندين إلى قاعدة اتفاقٍ اجتماعي وطنيٍّ داعمٍ للتحول ومساندٍ له وقدَّم من التضحيات ما يشرَّفُنا وما يحملنا مسؤولياتٍ مضاعفةً إزاءَ شعبِنا وإزاء القيمِ التي آمنّا بها وناضلنا من أجلها ومن أجلِ مستقبل عراقيٍّ يليق بالعراقيين، بماضيهم المشرف وبحاضرهم المشرق.إن الاستحقاقاتِ الوطنيةَ التي تعمل قوانا المخلصة من أجل انجازِها بأوسعِ قاعدةٍ للاتفاق تتطلب في ما تتطلبه التذكيرَ دائما بضرورة النظرِ إلى أفق المستقبل بروحٍ متبصرة تعلو على العصبيات والأنانياتِ الضيقة وتترفع وتنأى بنفسها وبمجتمعِنا عما يريده البعض من المتضررين من التحول الديمقراطي والساعين الى النكوص عن المنجزات المتحققة لشعبنا..وسيكون العمل بكل الطاقات لدحر قوى الإرهاب والشر في مقدمة الأوليات الوطنية اللازمة لحفظ المنجزات وإنهاء التآمر ضدها..بينما سيكون انجازُ الاستحقاقات الوطنية بروح التفاهم والانسجام الوطني هو العاملُ الأهمُّ سياسياً لتطوير المنجزات المتحققة والاطمئنانِ على مواصلةِ بناء العراق الديمقراطي الحر الاتحادي المستقل.هكذا، أيها الأخوة والأخوات، نقدم الصورةَ الأكثرَ وفاءً للشهداء الخالدين..وهكذا نعبِّر عن حرصِنا على القيمِ التي ضحوا من أجلها والتي حفظتْهم أحياءَ في الضمير الشعبي الوطني وفي سِفْر البطولة الإنساني.رضوان الله على الشهيد المجاهد آيةِ اللهِ العظمى السيد محمد صادق الصدر رحمة الله عليه..والرفعةُ للمبادئ الشريفة التي ضحى واستشهد من اجلها ظلَّ حيّاً في وجدانِ شعبه، خالدا في جنات ربه الكريم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك