الأخبار

خبراء متفجرات بريطانيين يصفون تصدير اجهزة (اي دي اي 651) بالغير اخلاقي والحكومة العراقية تصر على صلاحيتها

2484 11:41:00 2010-02-24

رغم اعلان الحكومة البريطانية حظرا يبدأ حيز التنفيذ هذا الاسبوع على تصدير اجهزة الكشف عن المتفجرات وتوقيف مدير الشركة التي سوقها وتأكيد خبراء المتفجرات البريطانيين على فشل تلك الاجهزة ، يصر المسؤولون العراقيون على صلاحية هذه الاجهزة مع استمرار السيطرات والحواجز في مختلف مناطق بغداد والمحافظات باستخدامها .

وناقش مجلس الوزراء نتائج التحقيق التي خلصت اليها اللجان الثلاث التي شكلها للتحقيق في موضوع اجهزة كشف المتفجرات التي تعاقدت عليها وزارة الداخلية وبعض المحافظات ومؤسسات الدولة ، بعد فشلها في الكشف عن المفخخات التي ضربت العاصمة بغداد الشهر الماضي .

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ في بيان صحفي امس " ان تحقيقات اللجان خلصت الى ان الجزء الأكبر من تلك الاجهزة هي من مناشئ أصلية وصالحة للاستعمال وفاعلة وجزء منها مقلد وغير فاعل وغير صالح للاستعمال ، مضيفا انه في ضوء نتائج التحقيق، تم سحب الاجهزة المقلدة وغير الصالحة واستبدالها باجهزة فاعلة واصلية وتكثيف اجراءات الكشف والفحص ، مشيرا في ذات الوقت الى انه ستتم احالة الأشخاص الذين شاركوا في التعاقد واستيراد وتسلم الاجهزة المقلدة وغير الصالحة للتحقيق ومقاضاة وملاحقة الشركة المصنعة لهذه الاجهزة".

وزير الداخلية جواد البولاني والذي اشترت وزارته هذه الاجهزة والتي بلغت قيمتها (85 مليون دولار امريكي) وصف بدوره جهاز (اي دي اي - 651) بالفعال ، مشيرا الى ان هذه الاجهزة ساهمت في كشف اكثر من (16 الف عبوة) بما فيها (700 سيارة مفخخة) ، مؤكدا ان هذا الجهاز يستخدم من قبل اشخاص ، وعلى مستخدمه ان يعرف كيفية تشغيله بالشكل الصحيح، فالكل ليس مدربا على استخدامه وهذه هي المشكلة".

واضاف البولاني ان "هناك شركات عدة تصنع هذا النوع من الاجهزة ويعتبر العراق سوقا كبيرا لها، فهذه الشركات المنافسة من الطبيعي ان تحاول التخفيف من اهمية فعالية الاجهزة التي تشتريها الوزارة بكميات كبيرة".

ويرى المراقبون بحسب التحقيقات الامنية ان هذه الاجهزة فشلت في كشف شاحنات وسيارات مفخخة مرت عبر سيطرات وحواجز في العاصمة بغداد ما ادى الى وقوع مئات الضحايا في تفجيرات باتت تسمى بالاربعاء والثلاثاء والاحد الدامي .

على الصعيد ذاته اكد رئيس مكافحة المتفجرات في وزارة الداخلية العميد جهاد الجابري " ان هناك سلسلة من النجاحات حققتها قوى الامن العراقية ، وكلها موثقة، بفضل هذا الجهاز وتتلخص هذه النجاحات باكتشاف آلاف العبوات وسيارات مفخخة وحتى عبوات داخل المنازل ، ما ادى الى انخفاض نسبة التفجيرات الى 10 % مما كانت عليه في السابق ، مشيرا الى ان الوزارة ارسلت (14) شخصا الى بيروت للتدرب على استخدام هذه الاجهزة التي اجريت عليها اكثر من تجربة توجت بالنجاح ".

من جهته اشار المفتش العام في وزارة الداخلية عقيل الطريحي الى " ان الوزارة أخطرت قبل سنتين بألا تشتري أجهزة كشف متفجرات تقول بريطانيا انها لا تعمل ، مؤكدا ان المفتشية تجري تحقيقا خاصا لمعرفة ما اذا كانت هناك صفقة تجارية وفسادا رافقا شراء الوزارة لهذه المعدات " .

وبحسب مصادر امنية مطلعة فأن " لجنة التحقيق التي شكّلها رئيس الوزراء نوري المالكي بعد التفجيرات الاخيرة خلصت إلى أن أجهزة كشف المتفجرات عديمة الفائدة والفاعلية ".

وأوضح المصدر في تصريح نشر له " أن اللجنة التي ضمت خبراء وفنيين وعلماء في الكيمياء والفيزياء والتكنولوجيا أكدوا لرئيس الوزراء أن أي جهاز يحتاج الى (130) فولت كهربائي على الأقل ليتمكن من كشف المتفجرات فيما لا يولد جسم الانسان أثناء حركته إلا من (13) إلى (17) فولت ، مؤكدا أن اللجنة أوضحت للمالكي أن هذه الكمية من الكهرباء غير كافية لتتمكن هذه الاجهزة من كشف المتفجرات وهي غير ذات فائدة وأن اللجنة أبلغت المالكي بأن الأجهزة ليست عديمة الفائدة فقط وانما عقود شرائها يشوبها فساد كثير يصل الى عشرات الملايين من الدولارات ".

مدير شركة (أي تي أس سي) البريطانية ( جيم ماكورميك) والذي باع هذه الاجهزة المصنعة في شركته إلى وزارة الداخلية العراقية والتي اصبحت بحسب لوائح الشركة اكبر مستورد لهذ الجهاز إدعى من جانبه " أن الجهاز يعمل من خلال بطاقات خاصة يتم وضعها فيه ومن المفترض أن هذه البطاقات مبرمجة بحيث تتمكن من الكشف عن أنواع مختلفة من المتفجرات ".

وقال (جيم ماكورميك) انه " باعها الى نحو 20 بلدا ، لكن مسؤولين يقولون ان بريطانيا تملك صلاحيات قانونية لحظرها استنادا إلى أنها يمكن أن تعرض البريطانيين و القوى الصديقة الأخرى للخطر".

بينما يقول الدكتور (ماركوس كوهن) وهو احد العلماء البريطانيين ويعمل استاذا في جامعة كامبريدج " إن البطاقة لا يمكنها أن تخزن أي معلومات على الإطلاق " فيما يشير الاستاذ (سيدني الفرد ) وهو أحد كبار خبراء المتفجرات في بريطانيا الى " انه يشعر بالرعب من أن الجهاز تم تصديره من بريطانيا "، مضيفا " أن تصدير الجهاز إلى العراق أعطى في الواقع شعورا زائفا بالأمان ، وهذا أمر غير أخلاقي على الاطلاق ".

الى ذلك دعا عدد من اعضاء مجلس النواب وقوى سياسية الى معاقبة المتعاقدين العراقيين الذين اشتروا الاجهزة من الشركة البريطانية لكشف المتفجرات بعد ان ثبت عدم صلاحيتها وفشلها حيث كانت قيمة العقد 85 مليون دولار في حين ان السعر الحقيقي لهذه الأجهزة لا يتجاوز 1% من قيمة هذا العقد حسب تقارير بريطانية.

وعبر النواب عن استغرابهم من تشكيل الحكومة لجاناً للتحقيق في الامر بعد ان قتل عدد كبير من العراقيين نتيجة فشل هذه الاجهزة في الكشف عن المتفجرات التي استهدفتهم.

وقدرت مصادر أمنية عراقية ما أنفقته الحكومة على عقود استيراد هذه الأجهزة المعروفة بـأسم (اي دي اي 651) بنحو (85 مليون دولار اميركي) وبسعر يتراوح بين (40 الى 50 الف دولار) للجهاز الواحد وأشارت الى ان الأجهزة لا تحمل أي ذاكرة أو أي مكون يمكن برمجته لقراءة البيانات وفهم أدائها. ولم يتضح ما اذا كان قد تم شراء أجهزة (ايه.دي.اي.65 1) من مصدر واحد أم من عدة مصادر، وما إذا كان تم شراء أجهزة مماثلة من شركات أخرى.

وكانت صحف امريكية وبريطانية قد كشفت أن أجهزة الكشف عن المتفجرات التي تستخدمها القوات الأمنية العراقية في نقاط التفتيش عاطلة عن العمل، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية العراقية حصلت على تلك الأجهزة ضمن صفقة كان لمسؤولين في الوزارة دور في إبرامها، ولم تورد معلومات إضافية عنهم.

ونقلت الصحف عن شهود عيان تأكيدهم أن تلك الأجهزة غالبا ما تعطي إشارات عن وجود متفجرات في شاحنات لا يعثر فيها أفراد الأمن عند تفتيشها على أثر لها، ويضيف هؤلاء أن بعض أفراد نقاط التفتيش لا يأخذون أجهزة الكشف عن المتفجرات التي بحوزتهم على محمل الجد في أداء عملهم، نظرا لمعرفتهم بعدم فعاليتها.

كما نقلت تلك الصحف عن مواطنين عراقيين قولهم إن أجهزة كشف المتفجرات التي يستخدمها عناصر الأمن في نقاط التفتيش لا تتمكن من التمييز بين المتفجرات والعطور حيث يسأل عناصر الأمن المواطنين الذين يؤشر عليهم الجهاز إن كان يحمل معه قنينة عطر وعند الاجابة بـ"نعم"، تطلب العناصر الأمنية بالمضي قدما من دون أي تفتيش.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كرار ستار جبار
2011-02-05
انا احد المنتسبين في صفوف الجيش العراقي وخبراء المتفجرات ارجو واطلب من الحكومه ورئيس الوزراء المحترم ان يستورد اجهزه حديثه وتقوم لجنه من الخبراء في فحصها لكي يتاكدو من عملها في شكل جيد والحفاض على البلد من العميليات الارهابيه وشكرا
المظلوم
2011-01-09
انا احد العاملين على اي دي دي 651 ولمست فشله بنفسي ورجاءا يا مدير مكافحة المتفجرات و يا وزير الداخليه كافي ضحك على الناس
طاهر عباس
2010-02-24
الفنق كبير والرقعة صغيرة !! فضيحة كبيرة كشفها البريطانيين المتخصصين ورقعة الحكومة المضحوك عليها صغيرة جدا !!
كاظم الموسوي
2010-02-24
فقط سؤال الى الاستاذ علي الدباغ الذي لايريد ان يعترف بان الاجهزه فاشله والعمليه كلها فساد خوفا على حملتهم الانتخابيه سوف تتقدم بدعوه على الشركه البريطانيه للتعويض الم تسأل من يعوض الشهداء الذين سقطوا من وراء اجهزتكم ؟؟؟ ومن يعوضنا نحن المواطنين من الساعات القاتله التي كنا نقضيها لكي نتبارك بالمرور من امام الجهاز الفاسد هذه هيه دولة القانون والمصيبه يريدون ان يحكمونا مره اخرى
عراقي في المهجر
2010-02-24
هذه الاجهزه اجهزه وهميه غير فعاله ابدا ولايوجد شئ اسمهه جهاز كشف المتفجرات على الاطلاق الكلاب البوليسيه المدربه على اكتشاف المواد المتفجره هس الوحيده التي تعمل بنجاح يصل الى نبه مئه بل مئه اما هذه الاجهزه فهي كذبه كبيره لسرقه اموال هذا الشعب المضلوم وسفك دمهه الزكي وشكرا للنشر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك