كد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عدم وجود رابح وخاسر في الانتخابات العراقية , سيما وان النظام السياسي في العراق نظام نيابي , فالجميع رابح ؛ لكن هناك تفاوت في احجام الكتل والقوائم .
جاء ذلك لدى حديث سماحته في الملتقى السياسي الثقافي الاسبوعي الذي يعقد في بغداد ؛ والذي يشهد توافداً كبيراً للمثقفين والشباب ومختلف الشرائح الاجتماعيه العراقية .
وانتقد سماحته في الملتقى الذي عقد الاربعاء 17 / 3 / 2010 حالة الاعلان الجزئي عن نتائج الانتخابات ؛ فضلاً عن تأخيرها بسبب اعتماد انظمة ووسائل بدائية ومعقدة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .
من جانب آخر اكد سماحته ان المجلس الاعلى لم يعلن حتى الان عن موقف صريح من سير العملية الانتخابية , وهو ينتظر الاعلان النهائي عن النتائج , وذلك من اجل مقارنتها بالارقام التي ثبتت في المراكز الانتخابية .
وفي ما يلي نص حديث سماحته ..
مرت ذكرى وفاة الامام الحكيم هذا الرجل العظيم ، الانسان حينما يوافيه الاجل فانه يذكر من قبل الناس بعد سنة ، سنتين ولكن مرت اربعين سنة على وفة الامام الحكيم وهو في ذكراة وضمير العراقيين .
مرجعية الامام الحكيم كانت مميزة في العديد من السمات والمزيا ، لا اتحدث عن الجوانب العلمية في الفقه والاصول والحديث والدراية وما الى ذلك فهي قضية خاضعة للتقييم من قبل الفقهاء والعلماء , الى اليوم ما رأيت مجتهداً او فقيهاً يستنبط حكماً شرعياً الا وبين يديه مستمسك العروة الوثقى للامام السيد محسن الحكيم ، حتى سمعت من بعض كبار المراجع يقول ليس من الممكن ان يصدر العالم فتوى قبل ان يراجع المستمسك ويطلع على الافكار الواردة فيه ، هذا في الجانب العلمي الذي يعرفه من يواجه مؤلفات الامام الحكيم ويطلع على فكرة .
لكنني اقف عند الجوانب الاجتماعية لدى الامام الحكيم , فلقد اعاد ضوابط هيبة المرجعية الدينية ؛ اختلف مع السابقين مع اجلالنا العظيم والكبير لكل المراجع العظام على مر التاريخ.
كمثال بسيط كان الملك لايذهب الى بيت المرجع كان الملك ياتي لزيارة امير المؤمنين ويطلب ان يحضر للزيارة في نفس التوقيت يقابل الملك المرجع السيد محسن الحكيم حينما تصدى للمرجعية اراد الملك زيارة امير المؤمنين ويلتقي به فجاء المتصرف انذاك الى بيت الامام الحكيم قائلاً سيأتي الملك في الغد لزيارة مرقد الامام علي بن ابي طالب فليتفضل سماحة السيد بزيارة المرقد في نفس التوقيت ، واذا به يفاجأ بموقف جديد فقد قال الامام الحكيم ان وقت زيارتي غير هذا التوقيت واذا ذهبت للزيارة فاذهب للزيارة لا لشيء اخر ومن يريد فليشرف لزيارتي وومن لايريد رؤيتي فهو حر ، وهكذا بدأت الاتصالات ببغداد الا ان الامام الحكيم قال قلت ما عندي فمن يريد زيارة المرجع فليزره في بيته ، وجاء الملك الاول مرة في تأريخ العراق وزار الامام الحكيم في بيته ثم جاء ملك البحرين ثم توالت الزيارات على هذا المجال امور كثيرة ، الامام الحكيم طلب من علماء وفقهاء ومجتهدين الذهاب والتوجه الى المحافظات ارسل اية الله السيد محمد صادق الحكيم الى الكوت ارسل اية الله العظيم المرحوم الشيخ موسى جواد التبريزي الى كروك ارسل اية الله العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين الى الشاميه وهكذا ارسل العلماء ولتتواجد مع الناس ليعلموهم الاحكام الشرعية ، المكتبات العامة التي انشات حينما لم تكن هناك منتديات او تجمعات وكانت محطات مهمة لبناء الشبيبة الاسلامية الواعية ، الاهتمام بقضايا المسلمين العامة فقد اصدر فتواه الشهيرة بجواز صرف اموال الحقوق الشرعية للمقاومة الفلسطينية , وحينما يصدر حكم الاعدام على سيد قطب في مصر يصدر الامام الحكيم مرسوم الى الرئيس المصري يطالبه بتجميد حكم الاعدام لان هذا عالم من علماء الإسلام , الجيش العراقي يتحرك لسحق الأكراد يصدر الامام الحكيم فتواه الشهيرة بحرمة قتال الأكراد وهكذا الكثير الكثير من المواقف .
لم يكن الامام الحكيم مرجعاً لطائفة او لقومية, كان مرجعاً للمسلمين ولغير المسلمين قداسة الكاردنال دلي وهو الشخص الاكبر لطائفة المسيحية في العراق كان يحدثني عن ما جرى بينهم وبين الامام الحكيم كيف انهم خرجوا الى المطار لتوديع الامام الحكيم في المطار وهو ذاهب الى الحج وما ان عاد الامام الحكيم حتى اوفد ابنه الأكبر من النجف الى البطرياركية ليسلم عليهم ويشكرهم ويقفل عائداً الى النجف .
مع العشائر العراقية مثلاً ، سمعت من الشيوخ الأكابر انهم قالوا كنا نذهب الى السيد محسن الحكيم فيسألنا عن أخواننا وأبنائنا حيث كان يعرفهم بأسمائهم ويتابع قضاياهم , وعند زيارتي الكثيرة الى ابناء العشائر فما وجدت عشيرة الا ولها ذكرى مع الامام الحكيم ، لذلك كانت هذه المرجعية مميزة ليس في الجانب العلمي فقط ليس في الجانب الاجتماعي او السياسي فقط او الثقافي انما في جميع هذه الجوانب وهذا ما جعل مرجعيتة حاضرة في ضمائر ابناء الشعب العراقي رحم الله الامام السيد محسن الحكيم وحفظ الله مراجعنا العظام وفي مقدمتهم الامام السيد السيستاني .
لعل اهم حدث يعيشه الشعب العراقي ويحظى بأهتمام المراقبين والمتابعين للشأن العراقي هو حدث الانتخابات ونتائجها ، هناك قضية قد تكون غريبة , الولايات المتحدة فيها بحدود ( 250 ) مليون ناخب وحين تنتهي الانتخابات في الثامنة ليلاً ، تظهر النتائج بعد مرور ساعتين ؛ حتى العالم الثالث تأخذ النتائج اربع او خمس ساعات او ربما في الصباح وبعضها قد يستغرق ( 24 ) ساعة ؛ فيما نحن في العراق تقطر المعلومات تقطيراً .
كل هذا الطاقم الكبير والميزانية الكبيرة ( 250 ) مليون دولار ومع ذلك تجري بطرق بدائية ومعقدة وطويلة والشارع العراق يتسائل وفي كل يوم يظهر امر جديد في هذا اليوم تتقدم القائمة الفلانية وفي اليوم الثاني غيرها وهكذا .
كانت في القضية الكثير من الملابسات , وفيها الكثير من الغموض ولاسيما ان عملية تغيير المعطيات في شيء من الغموض وكانما يراد تهيئة ذهن الشعب العراقي لتقبل نتائج معينة , وهذه قضية تثير استغراب المواطن .
لانريد بهذا الحديث التقليل من الجهد الذي تبذله المفوضية العليا للانتخابات فهو جد مشكور وعشرات الموظفين يعملون ليل نهار , لكن القضية في مدتها الزمنية وسياقاتها اصبحت تثير الاستفهام لدى الناخب العراقي ولدى الكثير من المراقبين وهذا ما اثار جدلاً واسعاً في وسائل الاعلام من ادعاءات وتكهنات وتأويلات وبالتالي نتمنى على المفوضية بعد مرور عشرة ايام ان تضع حد لهذه القضية .
كثر الحديث والادعاءات في وسائل الاعلام ومن قبل اطراف سياسية مختلفة عن موظفين مسيسين باتجاهات معينة وتظهر اخبار عن فصل اعداد من الموظفين بعد ان ظهر انهم يتحركون لصالح جهات معينة ويتلاعبون بالنتائج ؛ ومثل هذه الامور لها دور كبير في التشويش على الرأي العام .
ملحمة انتخابية كبرى, ثورة بنفسجية , 62% من الشعب خرج وتحدى المفخخات والهاونات والاحزمة الناسفة وذهب ليصوت, فمن حقه ان تقرأ هذه الاوراق قراءة صحيحة بعيداً عن أي تلاعب او اتفاقات على ارادة الشعب ومن حقه ان يقلق على النتائج .
اعتماد انظمة محاسبية معقدة جداً لايعرفها غير الخبراء الدوليين الذين هم دائماً في خدمة الشعب العراقي كما تعرفون انهم يقدمون خدماتهم المجانية لدعم الديموقراطية في العراق , لماذا لايعرفها الشارع العراقي معادلات رياضية معقدة لتوزيع المقاعد خمس مرات تدخل الارقام في معادلة وتخرج من اخرى والعقول الرياضية والحسابية في العالم اليوم مكرسة الحساب كيف توزع المقاعد في العراق فهل انطلق صاروخ الى القمر من اجل احتساب عدد النساء في هذه القوائم معادلة رياضية خمس مرات تدخل في معادلات لحسابها ، الشارع العراقي يسأل هل هذه المعادلات كلها بريئه وهل تستنفذ خدمة الحاسوب بكل مفاصلها لخدمة الانتخابات العراقية فهل يتم ذلك ببراءة تامة او ضمن اجندة معينة
انني لااتهم ولكنني استفسر, فالعملية تثير الكثير من التساؤلات ويجب ان توضح الامور بالشكل الذي يطيب الخواطر وتطمأن النفوس ويؤكد ان الامور تسير في اتجاهات صحيحة .
اننا للان لم نبد وجهة نظر صريحة تجاه العلمية الانتخابية , خبراءنا يتابعون بدقة وعيوننا حاضرة في مركز المفوضية, نرصد الاختراقات نرصد الاشكاليات نتابع العلمية حتى نرى كيف تكون النتائج وعلى ضوء المعطيات والنتائج ومقارنتها بالارقام التي حصلت في مراكز الانتخابات والتي كتبها المراقبين والتي ادرجت على استمارات بذلنا الجهد الكبير لنحصل عليها من المفوضية ولم يكونوا يقدمونها الا بعد مطالبات جدية , فماذا تعطى نسخ من الاوراق للاطراف السياسية المتنافسة .
نادينا منذ اول يوم بالشفافية وقلنا ان انتصارنا لارادة الشعب العراقي اهم من انتصارنا لنفسنا وقوانا وقوائمنا فانتصار العراق اهم من انتصار قوائمنا ,لكننا نريد شفافية ووضوح وعملية يمكن الدفاع عنها .
اذا ثبت لنا ان الامور خرجت عن سياقها سوف نقف وندافع عن ارادة ابناء شعبنا بكل الوسائل المتاحة ومن تسول له نفسه ان يتلاعب بارادة هذا الشعب ويقدم المتأخر ويؤخر المتقدم فليعرف ان هذا الشعب سوف لن يرضى وسوف لن يسكت على أي تغيير من هذا النوع واذا ثبت ان الامور تسير في سياقها الصحيح وان الاجراءت مطمئنة وان النتائج هي هي فسوف ندافع عنها ولانسمع بخلافها حتى لو كنا متأخرين, نحن اناس نبحث عن الحقيقة , نحترم ارادة الشعب العراقي وندافع عنها سواء جاءت لصالحنا او لصالح غيرنا المهم ارادة هذا الشعب يجب ان تحترم والمهم النتائج تسير في الاتجاهات الصحيحة .
ايضاً نجد الكثير من الحديث عن فائز وخاسر في هذه الانتخابات هذا الذي يتحدث عن فوز وخسارة تصور اننا لدينا انتخابات رئاسية فاذا تقدم احدهم على الاخر بعدد قليل من الاصوات فان الاول يتقدم فيما يخرج الثاني من المنافسة هذا الذي يتحدث عن فوز وخسارة وكان يتناسى اننا ذاهبون للتصويت في انتخابات لمجلس نواب وليس انتخابات رئاسية وبالتالي لايوجد خاسر الكل رابحون يختلف مستوى الربح من قائمة لأخرى بمستوى الاصوات والثقة التي يمنحها الشعب العراقي لايوجد خاسر في العراق الكل رابحون ولاسيما اننا نجد ان القوائم اصبحت بعضها قريب من الاخر ببضع مقاعد تزيد او تنقص فلا احد يستطيع القول انا الرابح الاوحد وهذا ما يؤكد على دقة تشخصنا حينما كنا صادقين مع الناس في الحملة الانتخابية يابناء الشعب العراقي ايها الشرفاء ما اكثر ما سمعتم في العشرة ايام الماضية وما ستسمعونه ، قلنا في الحملة الانتخابية كذا والان نقول كذا ما ادم عبرنا الانتخابات ولكن لنا الشرف ولنا كل الفخر ان نستذكر كل كلمة قلناها في الحملة الانتخابية وندافع عنها ونذكر الناس بها فكرة حكومة غالبية سياسية 505 زائد واحد لعل البعض يستحسنها لكن لم نرد ان نستخدم مصطلحات ومفردات غير واقعية في الحملة الانتخابية نحن لسنا ممن يقول ما لايفعل نحن نقول ما نعتقد انه في مصلحة هذا البلد نقول ما يمكن ان يتحقق حتى لو ادى الى ان تكون اصواتنا اقل لكننا صريحين مع ابناء شعبنا قلناها بوضوح في الحملة الانتخابية قلنا العراق لايدار من حزب واحد او قائمة واحدة او لون واحد العراق يدار من جميع العراقين بكل الوانهم واطيافهم وتوجهاتهم العراق لايمكن ان يدار بحكومة غالببية 50% زائد واحد العراق يدار بحكومة شراكة وطنية يشارك فيها العربي والكردي السني والشيعي المسلم والمسيحي الكل يكونوا حاضرين مطمئنين يأدوا دورهم وفرصهم في هذه العلمية نريد الجميع يضع يداً بيد لخدمة المواطن الذي تحمل ما تحمل من المعاناة والحرمان حملنا نظرية الربح للجميع حملنا نظرية العراق لجميع العراقيين تبنينا نظرية الشراكة الحقيقية قبل خمسة وثلاثين عام حينما طرحها شهيد المرحاب وهو في المنافي وفي الوقت الذي نؤكد فيه على الشراكة نحذر من المحاصصة السياسية لايمكن ان نعود الى المحاصصة من جديد نريد الكفوء الامين الرجل المناسب في المكان المناسب .
الائتلاف الوطني العراقي ضمت من قوى وطنية كريمة لها قاعدتها الجماهيرية الواسعة وهو يقف بعزم وارادة ليعبر عن ارادة حقيقية للحفاظ على وحدتة وتماسكه اكثر من أي وقت مضى ويضع حد للمراهنات على تفتيته ن الائتلاف موحداً منسجماً بما يخدم مصالح هذا الشعب المحروم ووفياً للوعود والبرامج التي وعد بها كما ان هناك ايمان عميق لدى الائتلاف الوطني بضرورة وحدة الصف ووحدة الكلمة والتقارب بين الاطراف الوطنية التنسيق بين جميع القوى الفائزة والائتلاف فخور في انه يمتلك العلاقات الطيبة مع جميع الاطراف وهو القادر على ان يكون الجسر الذي يربط الاطراف بعضها مع بعض اننا حريصون كل الحرص على ان لاتتكرر اخطاء الماضي على ان لانقع في مطبات الماضي على ان نضع ملامح البرلمان والحومة قادرة على تحقيق طموحات الشعب العراقي تعالج هموم المواطن تقف عن القضايا الخدمية التي يعاني منها الشعب العراقي نحن نحتاج الى حكومة خدمة وطنية ولايمكن ان نتماشى مع أي خطوة ترجعنا الى اخطاء الماضي لاعودة لاخطاء الماضي نتقدم لتصحيح الاخطاء ولتقديم ما هو مناسب لابناء شعبنا تم عدم تقدم الائتلاف الوطني وتصدره كما اكن يعتقد له وحسب استطلاعات الرأي ان عدم التقدم هذا مثل نقطة قوة وليس نقطة شعف ولو كان الائتلاف اليوم رقم واحد فهذا يعني ان كل منا له طموح ان يكون رئيساًللوزراء من القوائم الاخرى لرأي في هذا الائتلاف منافساً له يجرى العمل على تفتيه لكن اليوم الائتلاف لم يكن في الرقم واحد لذا فان الكل يشعر ان الائتلاف ضرورة في بناء الحكومة القادمة ليس هناك طرف من الاطراف يستيطع تشكيل حكومة من دون الائتلاف وهناك اشكاليات بين بعض القوائم تسمعونها على وسائل الاعلام وبالتالي اصبح الائتلاف بيضة القبان في العمية السياسية وهذ ما يعيطيه الكثير من المرونة والخيارات .
https://telegram.me/buratha
