بينما حذر حزب الدعوة - تنظيم العراق امس الثلاثاء، من "فتنة واضطراب أمني" اذا خالفت نتائج الانتخابات توقعاته، قالت القائمة العراقية ان اي تصعيد سيؤدي الى "وقوع السقف على رؤوس الجميع"، في وقت نفى مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي بشدة، اي نية لتحريك الشارع بسبب أزمة العد اليدوي بين الحكومة والمفوضية.
وقال علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء في تصريح لـ"العالم" ان حديث المالكي عن ضرورة العد اليدوي للنتائج "لا يعني تشبثه بالسلطة بقدر ما هو حرص على نزاهة الانتخابات وجعل المواطن متأكدا من شفافيتها وعدم ضياع صوته".
وأكد الموسوي ان استمرار المفوضية في رفض اعادة الفرز يدويا "سيدفع رئيس الوزراء الى اللجوء للطرق القانونية مثل رفع الملف الى القضاء".
وبشأن تصريحات قيادي بارز في حزب الدعوة - تنظيم العراق عن "وقوع فتنة واضطراب امني" اذا ظهرت نتائج الانتخابات مخالفة لتوقعات كتلة المالكي، قال الموسوي "ان هذا الحديث لا يعبر عن موقف الكتلة ابدا" مشيرا الى انه "لا داعي كذلك، الى المخاوف الاميركية" التي عبرت عنها وسائل الاعلام في واشنطن، خاصة وان "اكثر من طرف طالب بإعادة الفرز يدويا، بل ان اول من طرح الموضوع هو رئيس الجمهورية جلال طالباني".
وكان عبد الهادي الحساني القيادي في حزب الدعوة - تنظيم العراق وهو طرف اساسي في ائتلاف دولة القانون، قال امس في تصريح لـ"أصوات العراق" إن كتلته ستلجأ إلى الطرق الدستورية للطعن بنتائج الانتخابات إذا وجدها تخالف توقعاته. وأضاف انه يتوقع "حدوث فتنة ووضعا أمنيا مضطربا إذا لم تستجب المفوضية لمطالب الائتلاف بإعادة الفرز اليدوي"، منوها إلى أن الفرز اليدوي "ممكن إجراؤه بسهولة".
وتعتذر المفوضية عن اعادة الفرز لأنه يتطلب 350 ألف موظف وجهدا بمثابة اعادة الانتخابات، كما تطالب اي كتلة معترضة بتحديد المحطات التي يعتقد المعترض ان اختراقا شاب نتائجها.
وأوضح الحساني أن هنالك "خللا في النتائج لصالح القائمة العراقية"، مطالبا بـ"إعادة الفرز اليدوي في بعض المحافظات مثل بغداد، الأنبار، نينوى وصلاح الدين".
من جهته قال اسامة النجيفي القيادي البارز في القائمة العراقية، ان اي تصعيد بعد اعلان النتائج، سيكون له تبعات تضر الجميع. وأوضح النجيفي الذي ضمنت العراقية بمساعدته معظم مقاعد نينوى، في تصريح لـ"العالم" ان المهم هو "انتقال السلطة بشكل سلمي وأن يتحلى الجميع بروح قبول النتائج مهما كانت". واضاف "علينا جميعا ان نحذر من اثارة الشارع، هناك سبل قانونية للطعن علينا اتباعها".
ويستبعد النجيفي حصول اي تصعيد امني لأن الاطراف الاساسية "تدرك خطورة ذلك، ولو حدث فإنه يدخل البلاد في صراع سيواجه رفضا داخليا وخارجيا". وزاد "التصعيد سيؤذي الجميع... السقف سينهار علينا جميعا".
وبشأن مخاوف القيادات الاميركية من تدخل الجيش العراقي في التعامل مع ازمة النتائج، يقول النجيفي ان الموضوع هو "حفظ استقلالية المفوضية وتجنيبها تدخل اي طرف سواء حكومة العراق او الجيش الاميركي".
ويضيف ان معلوماته تؤكد ان صناديق الاقتراع "مخزونة في مكان امين وتجري حمايتها من قبل شركات امنية خاصة بإشراف المفوضية ولا داعي للقلق بشأنها".
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت امس الاول عن مسؤول اميركي لم تسمه ان الجيش الاميركي في بغداد "كان يراقب مخازن صناديق الاقتراع خشية من ان يقوم رئيس الوزراء نوري المالكي باستخدام الجيش للسيطرة على تلك المخازن وإعادة الفرز يدويا بواسطة القوة العسكرية".
من جهته استبعد استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد عامر حسن فياض ان تواجه البلاد اي تصعيد امني مهما كانت النتائج. وقال فياض ان "صفحة الانقلابات قد طويت، بل جرى تمزيقها، وزمن العسكر قد ولى ولا يمكن ان يعود". ويضيف ان "تلويح اي طرف سياسي بورقة الجيش ليس امرا جديا، انه محاولة وحسب لدغدغة شعور شعبي يحتاج الى رؤية طرف قوي ومسيطر".
لكن فياض يقول في الوقت نفسه ان اي مؤشر على تدخل الاميركان او اقترابهم من صناديق الاقتراع "سيكون سلبيا وقد يعزز شكوكا بوجود يد اجنبية تتلاعب بنتائج الانتخابات". ويضيف "على الجميع ان يتعامل بجدية مع هذه النقطة، فهي انتخابات عراقية وليست اميركية".
وكان مسؤول عسكري اميركي قال في تصريحات صحفية نشرت امس ان الجيش الاميركي ترك قوة خاصة محدودة بالتنسيق مع الحكومة العراقية، لمراقبة امن صناديق الاقتراع، موضحا ان الامر ليس انتهاكا بل هو حرص من الجميع على حماية اوراق المقترعين في ظل ظروف امنية صعبة وحساسة.
https://telegram.me/buratha
