افادت معلومات برلمانية مؤكدة مستخلصة من حوار طويل اجرته الوكالة مع 3 اعضاء من البرلمان احدهم من الائتلاف والآخرين من العراقية والتوافق: إن قائمتي العراقية والتوافق في طريقهما إلى التفكك بشكل كبير، ورغم إن الأسباب التي ادت إلى هذا التفكك عديدة إلا أن جلّها يعود إلى حالات التسلط داخل القائمتين واستئثار بعض القيادات بالامتيازات على حساب النواب، فضلاً عن طبيعة المواقف المرتجلة لبعض القيادات والتي لا تعبر عن رأي القائمة، هذا ناهيك عن الصراع السياسي بين الأحزاب داخل كل قائمة.
فمن جهتها تعاني القائمة العراقية من كثرة فردية التيار الملتصق بأياد علاوي واضطرار أعضاء القائمة المكرر للإعتذار عن مواقف هذا التيار بأنه لا يمثلهم، وكان من أبرزها مواقف أياد جمال الدين وأسامة النجيفي فضلاً عن نفس أياد علاوي، ففيما يدفع الأول باتجاه حزب البعث وضرورة التصالح معه، يدفع الثاني باتجاه طائفي، فيما يتفرد الثالث بأساليب التآمر المتكررة، وقد أوقع الأخير القائمة بحرج شديد حينما اعلن إن الحكومة طائفية، مما حدا بالبعض من افراد القائمة إلى انتقاده بالقول: إذا كانت طائفية فلم انت تشترك فيها وتحاول الحصول على امتيازات منها، وتبرز مواقف الحزب الشيوعي والتيار المستقل بانه الأكثر التصاقاً بالعملية السياسية، فيما يلحظ إن القيادات البارزة في القائمة بقيت متغيبة عن جلسات مجلس النواب ولم يحضر بعضها إلا جلسة واحدة أو لم يحضر أصلاً، أو يحضر بصورة أشبه بالنادرة كما هو الحال في عدنان الباججي وفلح النقيب وغازي الياور وحاجم الحسني وغيرهم، وكل هذا جعل القائمة تفتقد القيادة الحقيقية ولهذا يمكن ملاحظة تضارب المواقف بسهولة جداً في داخل البرلمان، ولعل ما بدر من مواقف الفيدراليين في القائمة ما يعبر عن طبيعة عدم الاتفاق بين المتسمين باسم القائمة.
من جهتها انتهت ما يسمى بكتلة المصالحة والتحرير بانتحار قائدها مشعان الجبوري، في الوقت الذي اعلن العضوين الآخرين منها براءتهما من مواقفه واتجها للعمل بجدية ضمن تيار البرلمان المتناغم مع العملية السياسية.
وفي الوقت الذي تبرز مواقف صالح المطلك ومحمد الدايني الدافعة باتجاه نقض العملية السياسية ومحاولة التخريب السياسي المستمر يتجه عدد آخر منهم إلى المواقف المعتدلة والبناءة في الكثير من الأحيان.
وتنسجم مواقف تيار الاعتدال في القائمتين مع تيار الاعتدال الذي يقوده اكثر من طرف داخل جبهة التوافق وفي مقدمتهم النائب عبد مطلق الجبوري ونظرائه، وهم يشكلون التيار ألأكثر ضغطاً على التيارات المتطرفة في قائمة التوافق، ففي الوقت الذي يرفضون فيه قيادة عدنان الدليمي اعتبر غالبيتهم مواقف الأخير في تركيا وتصريحاته في داخل البرلمان بأنها جلبت الأضرار على أهل السنة أكثر مما نفعتهم، ويزداد ميل غالبيتهم باتجاه الحوار الإيجابي مع قائمتي الائتلاف والتحالف الكردستاني، ويرجح أحد اعضاء التوافق إن هذا التيار الذي يعارض تيار التطرف في داخل جبهة التوافق لو شدّ عزمه فإنه يمكن له ان يحظى ب25 مقعداً من مقاعد التوافق، فيما تتصارع الاتجاهات الثلاثة الأخيرة وهي الحزب الإسلامي ومجلس الحوار ومؤتمر أهل العراق، ويعاني الأول من اخفاقات كثيرة رغم إنه التيار المعتدل فيه هو الأقرب إلى بقية الكتل البرلمانية ولكنه يعاني من متطرفين في داخل البرلمان ومن تورط الكثير من عناصره في قضايا الارهاب مما يجعله في الكثير يتناقض في الأداءات ولهذا هو بين مطرقة المتطرفين التي يقف على رأسها في داخل البرلمان اشخاص كعمر الكربولي وعبد الكريم الياسين السامرائي ويتحمس لهم في بعض الاحيان علاء مكي وسلمان الجميلي، وبين التيار المتطرف في الشارع والذي يجد تغذيته من عمليات الارهاب والتورط فيها بما يمكن له من ان يسيطر على بعض المناطق كما يحصل في مناطق الدورة والسيدية والمنصور واليرموك والقادسية فضلاً عن ديالى التي يعرف غالبية المسؤولين الأمنيين إن المتورط الأكبر فيها هو نفس الحزب الإسلامي، مع الإشارة إلى ان ذلك لا يعني ان تكون جميع قياداته متورطة في ذلك، فبعض هذه القيادات محمودة جداً من قبل الحكومة والبرلمان أو من الشخصيات التي يسهل عليها الانسجام مع الاخرين وتبحث دائما عن الحلول ولا تحاول وضع العصي في مسيرة العملية السياسية، وربما يشار إلى كل من الوزراء رافع العيساوي وعلي بابان والنواب أياد السامرائي واسامة التكريتي وهاشم الطائي بعنوانهم الأكثر عملية وواقعية في التعامل مع معطيات المشاركة الوطنية.
اما مؤتمر أهل العراق فيعاني من الموقف غير المنضبط لعدنان الدليمي وقد ادخلهم في اكثر من مطب، لم تنفع معه اعتذاراته كما هو الحال في موقفه في تركيا وفي تصريحاته للشرقية وفي اعتدائه على قادة الائتلاف تصريحاً وتلميحاً، وكثرة ولعه في شتم الشيعة، ورغم ما يلحظ في مواقف ظافر العاني من نغمة التشدد إلا إنه يلحظ فيه انه ايضاً يبحث عن الحلول ضمن براجماتية خاصة بالعانيين وأهل الأعظمية (لغة التجار)، ويأتي بطل الفلم كما يصطلحون عليه سلام زكم الزوبعي نائب رئيس الوزراء كاحد أبرز خيبات هذا التيار، رغم إن وجوده في رئاسة الوزراء قلّص تشنجه العملي إلى حد كبير، اما النائب حسين الفلوجي الذي لا يخفي تصريحه بعدم ارتياحه لوجوده ضمن التوافق وفي هذه الصيغة المتشنجة، ولكن يلحظ فيه إن وتيرة تشدده قد انخفضت بشكل كبير جداً، وترجح بعض المصادر المطلعة في داخل التوافق إنه ربما يلتحق بمجموعة الراغبين بالتحرر من إسار مؤتمر اهل العراق، اما النائبة أسماء الدليمي فهي بنت أبيها في التشنج كما يلحظ ذلك في اداءاتها في داخل لجنة الاوقاف المتفرعة من المجلس.
اما مجلس الحوار الوطني الذي يقوده محمود المشهداني فنصيبه لا يقل عن الاخرين إن لم يكن سجله هو الأسوء بسبب الاداءات المخجلة في البرلمان للمشهداني وعدم موفقيته في منصبه كرئيس من جهة، وبسبب تورط غالبية اعضائه في ملفات الارهاب كعبد الناصر الجنابي وخلف العليان وحسن ديكان، ورغم إن عرض ملف عبد الناصر الجنابي القضائي على مجلس النواب قد بات محسوماً رغم محاولات العرقلة التي يبديها محمود المشهداني في هذا الصعيد.
وتزداد عملية التباعد بين اطراف التوافق وسط استياء يتزايد لدى البرلمانيين من حالة مزاوجة بعض هؤلاء بين ما يصطلح عليه بعض البرلمانيين: في النهار مع العملية السياسية وفي الليل ضدها.
وكالة أنباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha