رأي في الأحداث

حقيقة ما يجري الحديث عنه في شان اجتثاث البعث

9020 04:29:00 2007-03-28

واحدة من المآسي في التفكير والتحليل ان يعتمد الإنسان على مقدمات خاطئة ليحصد نتائج خاطئة، ولو كانت النتائج الخاطئة تخصه كفرد لكان الأمر هيناً ولكن أن يقدم هذه النتائج لمجموعة من الناس فإنه يتحول إلى مسبب لآلام كبيرة.

ما جرى خلال اليومين في الحديث عن قانون الاجتثاث وتبديله يمثل واحدة من المطبات التي اوقع فيها الاعلام المعادي والتيارات المناوئة للإئتلاف العراقي الموحد والحكومة جماهيرهما به، ومن بعد ذلك اشتغلت طاحونة الاقلام والتعليقات والهواجس والقلق لتطحن كل ما يقال لتنتج تشويهاً واضحا لمواقف هذه المجموعة التي اجتهد اعراب المنطقة وعملاءهم في الداخل واجتهدت مصالح دولية ورجالاتها في الداخل على ان تعرقل مسيرتها بأي شكل من الأشكال.

كنت اتمنى أن تنطلق حملة استفسارات عن الموقف قبل ان تنطلق حملة التشنيع، ولكن ما حصل هو العكس في ظرف يعرف الجميع حساسيته وشدة ودقة الموقف الناجم عنه.

وهنا أجد خطوطاً لا أشك بانها مقصودة من قبل أطراف محددة.

أن تقدم هيئة اجتثاث البعث نسخة السفير الأمريكي زلماي بعنوانها هي النسخة المطروحة من القانون وهي التي تعرف بان القوانين إنما تصاغ في مجلس النواب وليس في أي مكان أخر، بل وهي التي تعرف إن الحكومة والائتلاف رفضت هذه النسخة، بل وتعمد لتقديم دراسة لتبرز مخالفات القانون المزعوم للدستور... فماذا يعني ذلك؟

هل إن من يفعل ذلك يكون بريئاً في موقفه؟

أن يعمد الاعلام للتهريج بان الاجتثاث تم القضاء عليه وأن الائتلاف قد باع مبادئه، والاجتثاث لازال على حاله هذا، نعم تجري عملية إعادة النظر في آلياته وحدوده تقدماً وتاخراً، ولكن أن يوجه الإعلام بهذه الطريقة فإننا صراحة نعتقد إن ثمة أزمة مفتعلة تضاف إلى مجاميع من الأزمات التي تفتعل من أجل هدف أبعد منها وينصب على إيجاد أرضية شعبية ناقمة بدل ان تكون متفاعلة، فإذا ما أضيف إلى ذلك مجموع الظرف العام فلك ان تحصد النتيجة.

الحقيقة التي استقيتها من مصادر عدة هي كالتالي:

أولا: إن قانون الإجتثاث لم يعد بعد من قبل الحكومة ولا من قبل رئاسة الجمهورية بعد، وإنما ثمة أفكار يتم تداولها بين الكتل، وقد طرحت جبهة التوافق عبر طارق الهاشمي مشروعاً فتم رده من قبل الدكتور عادل عبد المهدي، وحاول زلماي ان ينشأ ورقة حملها أحد النواب وحاول ترويجها فلم تقبل، وكان هدف زلماي ان يأخذ في آخر يوم سفره موافقة لورقته حتى يدخلها في سجل دبلوماسيته ولكن لم يوفق في ذلك، وقد اعد الدكتور عادل عبد المهدي ورقة تحت اسم المساءلة والمصالحة تم التوافق في هيئة الرئاسة على غالبيتها، وهي منسجمة مع الدستور من جهة ومع وجهة نظر الائتلاف العامة إلى حد بعيد ولكنها لم تأخذ توقيع الائتلاف العراقي بعد.

ثانياً: إن هيئة الاجتثاث أعدت قانونا حاولت به رفع سقف الاجتثاث ليكون محصوراً فقط في اعضاء الفروع فما فوق، وبالتالي ليكون عدد من يدور حولهم الاجتثاث 1200 شخصاً فقط فيما يجب على الدولة ان تدفع رواتب وتقاعد ومستحقات لأعضاء الشعب فضلا عن اعضاء الفرق، وقد تم رفض هذا القانون من قبل الائتلاف بشكل سريع، وكذلك من قبل لجنة الاجتثاث في مجلس النواب.

ثالثاً: إن أي جهة في العراق لا تملك حق التشريع إلا مجلس النواب، ومجلس النواب فيه من فيه ما يمكن لنا ان نسمع منهم أصالة في الموقف وجدية في الحفاظ على القيم والمبادئ التي تتعلق بالموقف من البعثيين، ولا يحتاجون في كل مرة لكي يقدموا دليلاً على جديتهم فلقد خبرناهم بما فيه الكفاية، ورغم إن الكتل البرلمانية فيها أعداد كبيرة ولكن من يحسمون مواقفها هم ثلة من هذه الكتل، ونعرف أي مجموعة منتخبة لهذا الغرض.

رابعاً: إن ما صدر عن الحكومة هو ديباجة لقانون، وما قرأه الناس هو ديباجة لقانون يجري إعداده الان، وليس القانون نفسه، وتوقيت الاعلان عن ذلك أن يقترن بانعقاد القمة العربية من الواضح أنه يهدف لاطلاق رسالة سياسية واضحة المعالم وهدفها تحصين الموقف الدستوري العراقي ومنع المماحكات التي يمكن ان تدخل بها بعض الوفود العربية، ولأن العراق ليس بحاجة إلى توتير الأوضاع مع أي طرف يمكن لهذا الاعلان ان يقطع دابر من سيحاول بتأثير من البعثيين أو غيرهم التأثير على مهمة الرئيس الطالباني في القمة العربية.

هذه خلاصة من موقف يبدو لنا من خلاله أن ما يقدم لنا من تسريبات يجب ان لا يسقطنا في الفخ، فدائماً وراء الأكمة السياسية ما يجب الحذر منه.

محسن الجابري

وكالة انباء براثا (واب)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحسني
2008-02-11
ان هنالك الكثير من المظلومين بتسميتهم بالبعث لانهم بعثيون فقط بالاسم ولكن يوجد من يستحق الموت لانهم صداميون قتلوا واحرقوا وهجروا ومازالو لهذه الحظة هم الاساس للقاعدة في بلادي 000 ارجوا من اخواني ان يفرقوا بين البسطاء والعناء 00000 وشكرا لكم
صباح الكناني
2007-07-01
اود ان اقول شيء يمكن ان يكون خاف على البعثيين في سوريا والاردن ايها البعثيون الموت لكم ولمن يحميكم من غضبه الشعب الذي سيسحقكم بالاقدام ان عاجلا او اجدلا فالويل ثم الويل لكم ولا تمنوا انفسكم بقرارات وقوانين تؤثر امريكا بها على الحكومه ارجعوا الى العراق وسترون ما الذي ينتضركم
ابراهيم العتابي
2007-05-26
ان قانون المسائله هو خيانه لدماء الشهداء تتهافتون لمصالحة البعثيين وهم يقتلون اهلنا كل يوم انها مهزله ودصقوني يا اخوتي ان كل من يسمح للبعث الفاشي بالعوده او من يساعد على تأهيله سيحصد لعنة التاريخ واريد ان اسأ الاخوه في الاتلاف لماذا اختفت مفردة البعث في خطابكم وحلت محلها مفردة الصداميين والتي اسمعها باستمرار على الفضائيه العراقيه والفرات وفي كلماتكم اهي صدفه بالتاكيد لا البعثيين يجب ان يحاكمو كما كما هو الحال مع الجزب النازي وهم ملاحقون حتى يومنا هذا واذا كانت هي رغبة الامريكان اعلنوها امام النا
المهندس زيد الياسري
2007-05-17
اقسى هزيمة يتكبدها الانسان حين يتبنى افكار ومطالب قاتله وذا كانت النازية قد اجتثت بمحاكم نورنبرك ولم تلغى عقوبة الاعدام في المانيا الا بعد اعدام اخر شخص كان يعمل بالموسسة القمعية النازية بعد مرور اربعة عقود من الزمن لاندحار النازية ... فان قانون المسائلة والمصالحة ستمثل القشة التي تقصم ظهر الائتلاف العراقي الموحد والدماء لما تجف بعد ... ان اسمع السنيد يدافع عن البعثيه ويقول بانهم تعرضوا لعقوبات جماعية ودماء الشهداء تنقل على الفضاء مباشرة لا يمكن ان يتحمله اي عقل او منطق
صباح المالكي
2007-05-15
ماذا خلف البعث منذ سيطرته على الحكم لحد سقوطه واندحاره غير الخراب والدمار والقضاء على كل ما هو نقي وجميل وتبديد الثروات وتهجير العقول وسحق الكفاءات واذلال الشرفاء .ولماذا هذا التحابي لاوباش قتلة مجرمين او صناع الطاغوث والمطبلين والمصفقين او الناعقين في ليلهم ونهارهم لفرعون العصر . هؤلاء السبب الرئيسي في بناء كيان الطاغية وهم اليوم يحنون لايامه ويعملون على اعادتها ولو بطريقة اخرى وبرموز غيره .وهذه الحملة واحدة من اساليبهم القذرة المعروفة في الاشاعات وصنع الازمات فلا تولوهم الادبار .
ابو سجاد المنصور
2007-05-03
أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثييأذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثييأذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيينأذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين..أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثييأذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.نأذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين..أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.أذا أردتم عراق آمن فأقضوا على البعثيين.
محمد المالكي / مدينة الصدر / العراق
2007-04-21
انا اقول لماذا يمنع الحزب النازي حتى هذا اليوم من الحياة السياسية في المانيا بينما تتباكى امريكا على البعث النازي في العراق لماذا هذا الاهتمام بالجلاد وترك الضحايا يتسكعون في احياء بغداد ،لماذا يريدون ارجاعهم الى الحياة السياسية وايديهم ملطخة بدماء العراقيين في عهد صدام وعهد امريكا الاسود لماذا ولماذا الاتسمع صراخ الثكالى والايتام يامحسن الجابري ؟؟؟؟؟؟
محمد
2007-03-30
يجب العفو عن البعثيين وبالشروط التاليه ان يتبرؤا من البعث وافكاره ان يقدموا اعترافات على ماعملوه ان يعتذروا للشعب ان يقبل الشعب اعتذارهم باستفتاء او المحاكمه بعد ذلك التعويضات بعد ان يعوض الضحايا والمتضررين كلهم ياتي دورهم
ابو اسامة
2007-03-29
قالت الدولة انه تم تقديم مسودة قانون المسالة و ... لمجلس النواب هكذا وليس افكار وبلغوا القمة العربية ذلك ياسيدي ان ذلك الم في النفوس الم لا يمكن ان تسيطر عليه مسكنات الالم
عراقية
2007-03-29
الوجوه البعثية المجرمة تجدوهم خارج العراق وأمثالهم لايريد أن يشترك في الحكومة يخافون على حياتهم من الأنتقام .والبقية رأيتهم في دوائر الأقامة وشهادة الجنسية مازالوا في عملهم .لانتسرع ننتظر ونرى ماذا يحصل .أي توصيات أو تعديلات الشعب لايرغب بها من الممكن أن يسقطها .
ماجد محمد
2007-03-28
حقيقة الأمر أننا لم نسمع تكذيبا باتا وواضحا ومباشرا من قبل لا مجلس الرئاسة ولا مجلس الوزراء بل أن الخبر تناقلته بالشرح شبكة الأعلام العراقية فأيهما نصدق ؟ أن هكذا مواضيع لا تترك للتأويل والإختلافات بل إن واجب الناطق بأسم رئاسة الوزراء توضيح هذا الأمر الحساس بدل أن نسمع منه تصريحات أقل شأنا !! نحن مواطنون نقرأ براثا وأخبار براثا ولكن كم عددنا ؟ آلاف ؟ مئات الآلاف ؟ مليون ؟ فكم بقى من الشعب لم يقرأها ؟ إن هكذا مطبات لا يتحمل وزرها الكاتب أو المواطن بل من تستر على الأمر ولم يعلق عليه أليس كذلك ؟؟
عراقية
2007-03-28
مهما يكن القانون فالمفروض من الحكومة المنتخبة عدم الاسراع والبث بامور تهم العراق كله باستعجال وجاء توقيت هذا القانون مع القمة العربية ورحيل زلماي والذي تؤكد انه المهم لدى الحكومة كسب رضا الامريكان والعرب الاعراب على حساب الشعب العراقي ولو يهتم السيد رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية بمنع سفر المجرمين والمرتشين لكان انفع للعراق .. ارجو النشر يااخ محسن
ابو بدر الناصري
2007-03-28
شكرا لمحسن الجابري على هذاالتوضيح وهنا نقاط مهمة وهي ان البعثيين اذا مااغلق الباب عليهم منقبل هيئة اجتثاث البعث فقد دخلو ا عن طريق شباك علاوي(حركة الوفاق الوطني ) والشباك الثاني لاولادهم (حزب الفضيلة )احد كتل الاتلاف سابقا وفرع الاردن حاليا في البرلمان .......وماكو بالسلف خيير بس علوان وفخير ...يعني نروح ونرجع ماعندنا كوادر بس البعثيين لو ماهم تضيع الدولة حسبناالله ونعم الوكيل
ابو نور
2007-03-28
كفى مجاملات يا حكومتنا الموقرة فلقد طفح الكيل .
أبو ليث
2007-03-28
أنا أتفق مع الأخ الكريم محسن الجابري, وقد سبق وكتبت تعليق عن مقال للأخ الكريم وداد فاخر بأنه من غير الممكن للأيادي التي وقعت على إعدام الطاغيه أن تعيد البعث. ولا أريد أن اطيل أكثر. ولكن أقول لعن الله فكر البعث الذي ما زال يزجنا من أشاعه لأشاعه لكي تعم الفوضى.
ضياء
2007-03-28
السلام عليكم المشكلة في قياداتنا حسب اعتقادي انهم لايوضحون للشعب مايجري خلف الكواليس وكذلك الاعلام الضعيف المشتت وغير المؤثر مقارنة بأعلام الاعداء ولقلة الوعي القانوني لغالبة ابناء الشعب (وانا واحد منهم)ولهذا تستغل باقي الكتل المنافسة نقاط الضعف هذه للتشهير والتصيد بالماء العكر ومحاولة كسب الرأي العام . فعليه نرجو من الأتلاف وضع ناطق رسمي لتوضيح مايلتبس علينا بسبب هكذا محاولات من الاعداء وللتصدي لهم وبارك الله بجهودكم
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك