تعقيباً على الاستفسارات الكثيرة واللغط الكثير الذي دار حول اقبال عدد من مجرمي داعش الى منطقة البو كمال عقب اتفاق اجلائهم من القلمون غرب سوريا كتب سماحة الشيخ يقول:
حقيقة يتملكني الاسف الشديد لما اسمعه من اراء وتعليقات احتدم النقاش فيها بين المؤمنين حول خبر انتقال مجموعة من مجرمي الدواعش الى البو كمال، واسفي يرتبط بطبيعة وقوع وعي المؤمنين بفخ تافه نصبه اعداءهم عبر صياغة معينة لخبر انتقال مجرمي داعش الى منطقة البو كمال، ومع الاسف الشديد ان اجد الكثيرين قد فقدوا التعامل مع البديهيات المرتبطة بالحدث وراحوا يتماوجون كما اراد العدو لهم ان يتماوجوا فيشككوا باخوانهم ويسيؤوا الظن بما كنت احسب انها ثوابت لا يمكن ان تتزعزع.
الخبر يقول بان مجموعة من داعش تم الاتفاق على نقلها من منطقة اشتباك اخوتنا في حزب الله الى منطقة البو كمال، وتم الايحاء الخبيث بان اخوتنا في حزب الله هم من وافقوا على ان ينتقل هؤلاء الى منطقة البو كمال، مع اثارة مخاوف كبيرة من داعش التي تتحشد على الحدود!! مع اننا نبهنا قبل اسبوع بان العدو سيحاول ان يسلبكم افراحكم من انتصار تلعفر وحذرنا من الوقوع بافخاخه التي سينصبها لوعيكم
فهل يستحق الامر فعلا كل هذه المخاوف والهلع والتشكيك باخوانكم في حزب الله؟؟
اولا المجموعة قوامها ٣٥٠ داعشي، فهل الرقم مرعب الى هذه الدرجة التي جعلت الجميع يشكك بثوابت معادلات الميدان التي ركزها ابطال الحشد المبارك؟
ثانيا: هل ان من الجديد ان تتحشد قوى الاعداء في منطقة البو كمال وما اليها وهي تفعل ذلك منذ سنين؟
ثالثا: هل ان منطقة البو كمال هي الخطر الماحق الذي يتهددنا ونحن من دحرنا داعش في كل الانبار وفي عاصمة خرافتهم؟
رابعاً: هل ان اخوانكم في حزب الله هم من اختاروا لداعش هذا المكان دون سواه؟ ام ان عدوكم لديه مساحات شاسعة وهو من يختار الموقع الذي يريد ان يستقر فيه؟ فالحزب كجهة مفاوضة لها حق المطالبة بجلائهم عن الارض التي كانوا فيها ولكن ما شانهم في المكان الذي ستذهب فيه القوة المعادية بعد ان يخرجوا من سيطرة قوة الحزب التي جعلتهم يتفاوضون ليهربوا بجلودهم منها؟ ومن الطبيعي ان داعش تنتخب هذا المكان لانه تحت سيطرتها ومنطقة من مناطقها.
حقيقة امر مؤسف جدا ان يضع المؤمنون وعيهم مجمدا عبر مادة الخبر التي يقدمها لهم العدو دون ان يتعاملوا معه باساسيات بديهية لا اقل من جهة "فتبينوا" التي اوصاهم بها القران الكريم.
انا اعتقد ان الخبر كان يستهدف امران الاول ان يصيبكم بمقتل في الوعي يسلب عنكم لذة الانتصار في تلعفر.
والثاني هو ان يحاول ان يسدل الستار على ما جرى من مؤامرة اشتركت فيها الاطراف التي عملت على ان تنجو قوات داعش في تلعفر من المقصلة التي اعدتها لها قواتنا الامنية وحشدنا المبارك في تلعفر، والا هل تساءلتم لماذا حسمت معركة تلعفر بهذه السرعة التي فاقت تصورات اشد المتفائلين؟ ولماذا خلت صور تلعفر من اثار هزيمة العدو اللهم الا الدخول السريع للمناطق؟
ما يراد منكم ايها المؤمنون ان تشككوا بكل شيء وتسقطوا من وعيكم كل البديهيات وتترنحوا مع كل خبر يقوده اليكم فاسق مجهول لكي تكونوا على استعداد للفتن المقبلة عليكم من المشروع المعادي الذي سيداهمكم لمرحلة ما بعد داعش ومن ثم لتطيحوا بكل الاخلاقيات التي بينكم فيشكك بعضكم ببعض ويتبرئ بعضكم من بعض وتزال الثقة فيما بينكم وبين قدواتكم وتنعدم الرغبة في نصرة اي خير لكي تسقطوا من بعد ذلك بانياب المشروع الذي تعمل الدول المعادية لكم ولمرجعيتكم ولامالكم وطموحاتكم على تقديمه لكم في فترة الصراعات الانتخابية القادمة، فاتقوا الله في انفسكم وفي امتكم وفي دماء شهدائكم فوالله انتم امام عدو لا يرحم وان لبس مسوحاً جديدة وصاغ نفسه بصياغات جديدة لن تخفى على الاريب منكم ولا تنعدم رؤيته على من تملكته بصيرة الاسترشاد بالهدى
ولا حول ولا قوة الا بالله
https://telegram.me/buratha