رأي في الأحداث

ماذا قال الشيخ جلال الدين الصغير عن العدوان الثلاثي على سوريا


تمخض جبل ترامب فولد فأرا فجر اليوم في سوريا!!

 

اقل ما يمكن ان يقال في شأن الهجوم الثلاثي فجر اليوم على سوريا ان تمخض الجبل الترامبي لم يسفر الا عن فويسقة كما يحب العرب ان يسمون الفأرة، فبعد الجعجعة والتهديد والوعيد لم نر الا هجوما بائسا ما ان ابتدأ حتى انتهى، مع مسارعة البنتاغون الى التصريح بان العملية قد انتهت وانهم سينشطون في مفاوضات جنيف!!

من تابعني خلال الايام الثلاثة التي مضت، يعرف اني قد اشرت الى ان امريكا لو اتجهت لتحقيق ضربتها عبر الهجمات الصاروخية فانها لن تجد اهدافا حقيقية يمكن ان تحقق فيها وعيدها فبنك المعلومات الهزيل للاماكن التي استهدفوها والذي اعلنوه يثبت ان كل ما جرى ما هو الا ضربة لحفظ ماء الوجه ولاقناع السعوديين والاماراتيين بان اموالهم التي اخذتها الضباع الثلاثة الامريكية والفرنسية والبريطانية قد تم استخدامها على اتم وجه وعليهم ان يقدموا المزيد من المال لو ارادوا المزيد من الضربات.

مع متابعة اولية لنتائج ما جرى استطيع ان اقول ان طلائع الذل الامريكي واضحة تماما على المستوى الميداني والاستراتيجي، ومع ان الامريكان قد تحدثوا عن ان من واجههم هو الدفاع السوري غير ان اسقاط ما لا يقل عن عشرين صاروخا قبل بلوغها اهدافها يمثل خزيا بكامل معنى الكلمة، ورغم انهم توعدوا بانهم سوف يستخدمون صواريخ جديدة وتتميز بالذكاء الذي سيبهر الروس لم نلاحظ الا صواريخ توماهوك المجنحة، وقد استهدفت اهدافا هي في الغالب مما تم اخلاؤه سلفاً، فما من عاقل سيقول بان السوريين ابقوا اماكنهم الحيوية تعج بالغنائم للعدوان المرتقب؟!

وعلينا ان ننتظر عدة ساعات لتنجلي حقيقة الغبرة ولكن كل المعطيات التي وصلتني من سوريا تؤكد ان غنيمة الضباع الثلاثة لم تكن الا الاموال الخليجية اما ما حصل على الارض فهي في احسن صورها فشة خلق بالتعبير السوري ليس الا، فبعد الجعجعة والغبرة التي اثارتها تغريدات الاحمق الامريكي لابد من ان الهواتف الخلفية كانت تشهد توسلات في ان يفسح المجال لبعض الضربات من اجل حفظ ماء الوجه، وما اجزم به ان ما حصل فجر اليوم لن يختلف عما سبق ان حصل ابان استهداف الصواريخ والمجنحات الامريكية لمطار الشعيرات والذي قالوا انهم دمروه بالكامل وتبين انهم اصطادوا فيه بعض الحمائم!!

في تقديري ان امريكا فضحت نفسها على اكثر من صعيد، فهي اكدت كذبة السلاح الكيمياوي اذ لو كانت واثقة منه لانتظرت وصول البعثة الاممية اليوم والتي يمكن لها ان تظفر بشكل سريع بادلة على حصول الاعتداء الكيمياوي من عدمه، وما اراه انهم استعجلوا الضربة قبل وصول الفريق الاممي ليغلفوا فضيحتهم في هذا المجال.

الامر الاخر اثبت الامريكيون انهم يتمتعون بقابلية كبيرة لبلع الطعم الروسي المصر على اذلالهم واخراجهم من المعادلة او سحب البساط من تحت اقدامهم وتحويلهم الى طعم يتعاملون معه لمزيد من الاذلال لما يسمونه بالتفوق الامريكي العسكري، اسقاط الصواريخ في واقعه فضيحة للسلاح الامريكي، وفقر بنك الاهداف هو اثبات لفقر اجهزة المخابرات الامريكية، وعدم تحقيق هدف سياسي يذكر هو اثبات لهزيمة سياسية كبيرة.

وما من شك ان كل هذه الامور وغيرها مما يخفى، مع انها قوّت النظام السوري وحلفاءه لان الضربة التي لا تميت تقوّي واثبتت عجز الامريكان من تلافي التدهور الحاصل في نفوذهم الامني والسياسي في المنطقة وفقدان الثقة المتنامي بمصداقيتهم، غير ان كل ذلك له ما بعده، وما اعتقده ان الروس سيمتلكون جرأة اكبر من ذي قبل لنقل المعركة بين الطرفين لمستوى اعلى مما كان.

نصيحتي للقيادة السورية وحلفائها ان يتوجهوا الى المذبح الحقيقي لحلفاء امريكا، واعني بذلك بقايا الارهاب لا سيما في العاصمة ولم يتبق الشيء الكثير حتى يمكن للسوريين وحلفائهم ان يعلنوا عن الانتصار الكامل على الارهاب في العاصمة فما بقي الا الحجر الاسود والقدم وببيلا ومخيم فلسطين وهذه اسهل بكثير من الغوطة، ومع الخيبة الكبيرة التي ستحصل في قلوب الارهابيين نتيجة لنتائج هجوم اليوم، يجب استغلال الظرف للانتهاء من تطهير دمشق من حثالات عملاء النفاق الاعرابي السعودي والاماراتي والقطري، وهذا هو افضل رد على العدوان.

حقيقة نفسي تتمنى وباشتياق كبير ان انظر لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد الان، ولاقول لهم ولمن وراءهم ومن يتقدم عليهم بعد الطز عليهم: اللهم اني شامت، فهؤلاء الحمقى قد عادوا من المولد لاحمصة بايديهم ولا شعيرة في جعبتهم، بعد ان ظلوا يحلمون طوال الاسابيع الثلاثة الاخيرة بان اوبريتات الجنادرية سترتفع في سماء ملكهم، واحسب ان حالهم حال مهوالنا اذ يردح: ردونا نتشاقى وياكم.

كفى الله امتنا وشعوبنا من فتنة قرن الشيطان وكسر الله شوكة عملائهم وخدامهم

 اللهم اشغل الظالمين بانفسهم ونجي المستضعفين من شرورهم ومهد الارض لناشر راية القسط والعدل الالهي فها هي الارض قد ملأت بالظلم والجور، وعبادك في اشد الحاجة الى اليوم الذي تشرق الارض بنورك الموعود انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، بل هو اقرب مما يتصورون، والحمد لله اولا واخرا وصلاته وسلامه على رسوله واله ابدا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك