هل إن الاعتداء الذي كان مدبراً ضد سماحة الشيخ الصغير جاء متزامناً بطريق الصدفة مع حدث اغتيال السيد رياض النوري في النجف؟
وهل إنتخاب شخصيتين لها رمزيتها الخاصة (رغم الفارق) في تيارين حاول الكثير من أعداءنا أن يجعلوهم يتحاربون لكي يتم مخطط قتال الشيعة للشيعة بعد أن فشل مخطط قتال السنة والشيعة جاء على طريق الصدفة؟
وحده الأحمق من يفكر إن هذه الأمور جاءت محض صدفة.. ووحده الأحمق من يظن إن الآمور جرت بدون تخطيط، ولا وجود لجهاز يدبّر الفتن العظيمة التي يراد للأمة أن تعيش سعيرها وتحترق بنيرانها.
رغم عدم ايماني الشديد بنظرية المؤامرة، ولكني أعترف إن هذا الأمر وهذه المرة لم يك ليمر بصدفة عابرة، خلقها مجرم أحمق هنا وتجاوب معها مجرم أحمق هناك.
كنت جالساً متسمرا أمام التلفاز لعلي أسمع خطبة سماحة الشيخ الصغير، قلبت الفرات والعراقية فرأيت صورة سماحة السيد صدر الدين القبانجي في نقل مباشر من جمعة النجف، دخلت إلى البالتوك لكي استمع لخطبة الجمعة في غرفة نور الغدير التي اعتادت أن تنقل خطبة الشيخ الصغير مباشرة من الجامع، ولكني قلقت جدا حينما قيل لي في الغرفة لا توجد صلاة جمعة اليوم في الجامع، ولكن البيان الذي صدر من مكتب سماحة الشيخ الصغير بيّن لي حقيقة ما يجري، فهنا يعتدى على الشيخ الصغير وهناك يعتدى على السيد النوري، والمطلوب أن يتم تشديد الحماس ما بين أنصار الفريقين ليستعر القتال وجريان الدم بين الطرفين، وحتى تبان الحقيقة يكون الدم قد بلغ للركب.
البعثيون الذين حاولوا بكل الطرق أن ينحتوا أسطورة نزاع البدريين مع الصدريين، وفشلوا دوماً، وبعد أن أيسوا من أن يخلقوا نزاع الشيعة مع السنة في تحالفهم المشؤوم مع مجرمي القاعدة، عادوا مرة أخرى ليركبوا موجة الأحداث وليحاولوا أن يعمّقوا الجراح، ولهذا لم أستغرب أن يأتينا سيل من التعليقات المتزامنة التي تحمل بدر المسؤولية فيما حصل للسيد رياض نوري رغم إن عمه هو أحد الكوادر الرئيسية في بدر والمجلس الأعلى.
المؤامرة واضحة ولا تنتظر إلا الحمقى لكي يتقحموا في استدلالاتهم لكي يقع الأخ في أخيه، ولكي تدور الدائرة على الجميع... ترى هل من مدّكر؟!
محسن علي الجابري
وكالة أنباء براثا
https://telegram.me/buratha