حينما نبّه سماحة الشيخ الصغير في الأسبوع الماضي إلى إن حملة من الأكاذيب والإشاعات والتهم الباطلة والافتراءات ستقبل على الساحة كون الساحة تارة تقبل على انتخابات وسمة ساحات الانتخابات هي خلط الأوراق لتضييع الحق بالباطل وتلوين الباطل بلون الحق، وأخرى لأن الساحة فيها تقدم كبير في العديد من الاتجاهات، ومع هذا التقدم ثمة الكثير من الخاسرين والفاشلين الذين لن يجدوا سبيلاً لتعويض خساراتهم إلا من خلال ركوب موجة الكذابين أو شحن همم المفترين كي يعطوا الساحة الكثير منها، وبغض النظر عن هذا الاتجاه أو ذاك فمن الملاحظ إن تنبيه سماحة الشيخ كان في محله تماماً.
فالساحة الاعلامية تشهد الكثير من الشحن في المادة الإعلامية المثيرة، وفي جعبة الصادقين الكثير مما عليهم أن يقولوه ولكن في جعبة الكذابين الكثير أيضاً مما يجب ان يقيؤوه، وليس هذا بالغريب، ولكن سيكون الغريب ان يقع الإنسان الواعي في مطبات حملات الكذب والترويج بالباطل، مما يجعلنا حقيقة أمام مهمة الانتباه والتنبه والحيطة والحذر لاسيما في ساحة الانترنيت حيث الأسماء المستعارة والواجهات غير المعروفة والكلام (البلالالالالالالاش) الذي لا ثمن عليه.
وعودا على تنبيه سماحة الشيخ الصغير نجد أن علينا إلتزامات أساسية كأناس آمنوا بجملة من المثل والقيم وانتمينا إلى خط سياسي وجدنا فيه الكثير من الصدق والصراحة والوطنية والاخلاص، خاصة وإننا نجد إن حملة الأكاذيب هذه كانت قد انطلقت منذ فترة ليست بالقليلة ومسّت الكثير من رموزنا وقياداتنا التي لو خرجت من الساحة فإننا لن نجد الكثير مما يمكن التعويل عليه، ولعل ادنى غطلالة على العديد من المواقع التي جعلت نفسها حاضنة لكتابات أعداء العملية السياسية سنجد إن السيد عبد العزيز الحكيم والمالكي والشيخ الصغير والدكتور عادل عبد المهدي والسيد عمار الحكيم هم أبرز من كانوا هدفاً لسهام هؤلاء الأفاكين، ورغم تنوع التيارات التي ينتمون إليها، وتنوع المواضيع التي يطرحونها، إلا إننا لن نستغرب إن وجدنا القاسم المشترك البعثي يساهم في غالبية من كتب، فيما يشترك القاسم الخاسر المشترك في خانة أعمال الجميع، ولعل من أولى الالتزامات بعد تحري الصدق والموضوعية هي ان لا ندع هؤلاء وغيرهم مما نتوقع ان تطالهم الهجمة لوحدهم، خصوصاً وإن هؤلاء عرفناهم أنهم لا يعيروا اهمية لمن يشتمهم ويفتري عليهم، ولكننا يجب أن نساهم في رد الأذى عنهم وتبيان الحقيقة عنهم، فهؤلاء يسبحون مع الموت ويتعاملون مع ألغامه في كل لحظة من مراسهم السياسي، ونحن الذين شاءت أقدارنا أن نكون في منأى عن هذا الشر علينا ان ندفع فاتورة الالتزام تجاه النهج الذي التزمه هؤلاء، خصوصاً وإن هؤلاء الأفاكين لم يدعوا أي ذمام يربطهم ويجعلهم يخجلون مما يكتبون، فعلى سبيل المثال الحملات التي اطلقت هذه الفترة من موقع كتابات وغيره على سماحة الشيخ الصغير تحديدا، اوضحت أن عملية الاستهداف تشكو من شدة حراك هذا الرجل، وإلا لماذا يستهدف بهذه الطريقة، فلو أن كاتبا من كتاب وكالة أنباء براثا كتب، او ان خبرا نشر في موقع الوكالة كان الانتقاد يوجه مباشرة إلى سماحة الشيخ دون الكاتب، فكل الكتاب في نظرهم هم سماحة الشيخ، رغم انه كتب لنا أكثر من مرة ونشرنا ما كتب بأنه لا دخل له بالوكالة، بل إن تشابه الاسم يحمله أعباء هو في غنى عنه، ورغم إننا نتحمل جانبا من المسؤولية في هذا المجال، ولكن اعتقد أن الاستهداف هو للإثنين معاً، وأيا من كسب تبقى سهام القوم رابحة.
كتاب موقع كتابات من هؤلاء سوّقوا كتاباتهم حتى لو على طريقة (عنزة وإن طارت) فالشيخ الصغير الذي هاجر من العراق عام 1979 اعتبروه من خريجي معهد القائد المؤسس عام 89 في بغداد، وعشيرة سماحة الشيخ الصغير (بني خاقان) المضرية اليمنية اعتبروها فارسية صفوية، والصوت العالي في الوقوف إلى جنب القانون ضد الخارجين عنه اعتبروه صاحب مليشيات وجيوش، والخادم المخلص للمرجعية اعتبروه المتصدي لهدم المرجعية والرجل الذي لم يتحدث في يوم من الأيام بشهادة علمية (بل أشهد أنه في قناة البغدادية مرة ظل يرد على المذيع الذي يلقبه بأنه دكتوراً وهو يقول له إني مجرد شيخ ولست بدكتور) جعلوه مزور لشهادة الجامعة وما إلى ذلك، ورغم إن اللهجة البعثية تسم كل هذه الكتابات، ولكن نحن علينا إلتزام تجاه الخط الذي ينتسب له سماحة الشيخ وإخوانه في المجلس الأعلى وحزب الدعوة وكل شرفاء العراق الذين أثبتوا إنهم أكبر من دناءة وصغر أعداء العراق، وأكبر من أن تطالهم قذارت الفاشلين وعبثهم بلا طائل من وراء ستار البعثيين.
لا نستغرب من أمثالهم أن يكونوا بهذه الضحالة ولن نستغرب من قادتنا ان يكونوا عرضة لهذه السهام، فالسماء هي التي ترمى والزبد هو الذي يذهب وأما خدمة الناس وما ينفعهم فإنه هو الذي يمكث في الأرض، ولن نستغرب منهم أن هؤلاء القادة لا يصيخون السمع لشاتميهم، ولن ينزلوا لمستوياتهم، ولكن سنستغرب جداً إذا ما قال الكذابون صدقاً أو إذا ما اجتمع رعاع البعث وخادميهم في بيت صدق أو في موقع صدق.
محسن علي الجابري
ثلمة العمارة ـ النجف الأشرف
https://telegram.me/buratha