اتصل بي قبل قليل أحد الأصدقاء من العاملين في أحد القنوات الفضائية العراقية وقال لي: اسمع ماذا يقول عدنان الدليمي عن وكالة أنباء براثا!
أطرقت سمعي إلى صوته الأجش وهو يتحدث طالباً من المتحدث ان يوصله بمدير القناة، فأبلغ بأن مسافر، فقال للمتحدث: اسمع انتم نشرتم خبر يوم امس عن ان القوات الأمريكية داهمت بيت رئيس أحد الكتل النيابية، وهذا الخبر كذب في كذب، وأنتم أخذتم هذا الكذب من وكالة براثا التي تخصصت بالكذب علي!!! وإذا لم تحذفوا الخبر الآن فإني سأقاضيكم وسأحاسبكم جميعاً!!!
ضحكت كثيراً وأنا أسمع حديثه وهو يتهمنا بالكذب، وشكرت الله سبحانه على هذه النعمة التي تفضل بها على الوكالة في أن تكون سهماً في قلوب هؤلاء الأفاكين وقتلة الشعب.
وقد قرأت خبر الأخ حامد العراقي وهو ينقل لنا ما قاله الدليمي لقناة بغداد التابعة للحزب الإسلامي عن الوكالة.
ولا اعتقد أن الوكالة بحاجة لتنفي عنها تهمة الكذب، فحين يتهمنا مثل الدليمي بالكذب فهو شرف عظيم لنا لأننا عندئذ سنعلم جيداً إننا ما زلنا على طريق الصدق والصادقين ولن نحيد عن ذلك أبداً إن شاء الله على طريقة: إذا أتتك مذمّتي من ناقص... فهي الشهادة لي بأني كامل.
الوكالة بطبيعتها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأوضاع الشارع، وهي تتلقف أخبارها من هؤلاء الحفاة المظلومين ـ سنة وشيعة ـ من الذين تلاحقهم مفخخات الدليمي وأمثاله ويتقافزون من مكان لآخر لكي يتخلصوا من اغتيالات هؤلاء الظلمة وقاتلي الأبرياء من السنة والشيعة من أجل ان يثبتوا حقيقة إن المفخخات تذهب ويذهب مجرموها والشعب العراقي بموزائيكه المتجانس هو الذي سيبقى.
الوكالة راهنت منذ البداية على أن الإرهاب الذي يشن على الشيعة ليس سنياً، وإنما هو من هؤلاء المرتزقة الذين يحاولون ان يتغطون بغطاء أهل السنة من أجل ان يعيشوا على أشلائهم، وها هي اليوم الصيحات في كل مكان من مناطق أهل السنة وهي تتفق مع نهج الوكالة، فالحزب الإسلامي سبق له وأن اعترف بأن 50% قتلهم حارث الضاري كما في تصريح عمر الجبوري منسق حقوق الإنسان في الحزب، وصحوة الأنبار تتحدث عن ملاحقة مريرة من قبل العشائر لهؤلاء التكفيريين والخوارج، والمتحدث باسم هذه العشائر يتحدث عن الدور السيء للحزب الإسلامي في الأنبار، واليوم الدليمي يكشف عن وجهه الذي ألفه السياسيين ولكن بقي متغطياً حتى عرفه العالم اليوم بعد حادثة مداهمة بيته في المنصور، فهو ببساطة صانع مفخخات وقاتل للأبرياء.
وقد آن للجميع الآن أن يعرف حقيقة العدو، حتى لا نضع أمامنا أعداء غير حقيقيين، فالشيعة الوسنة أخوة وتآلفوا على هذه الأخوة ولكن سرطان حزب البعث المجرم الذي تغطى بغطاء هؤلاء القتلة ومن بعده الكثير من الأجندات التفريقية الأجنبية يحاول ان يضع أمام العراقيين عداوات وهمية ليتم تناسي العدو الحقيقي لهذا الشعب.
أعرف جيداً إن العملية السياسية لن تتوقف، ولن ينسحب منها الدليمي لأنه هو المطلوب أمريكياً، فما صنع الدليمي أحداً كما صنعه الأمريكان، ولن يجد اخوتنا المتصدين في الحكم غير القبول على مضض ببقائه بينهم كما رضوا من قبل، لأن ما يهددهم من طبيعة مشاريع أجنبية رهيبة تحاك في الكواليس ستجد لها ارضية خصبة للنمو والتفعيل، فيما لو أراد اخوتنا المتصدين اخراج القتلة من داخل أركان العملية السياسية، فهم لا يملكون كل أوراقها لكي يتحكموا فيها، ولا زال الطريق طويلاً لكي تنظف مسيرة العملية السياسية والحكومية من رجس هؤلاء، وكم يذكر هذا بصلح الإمام الحسن ع الذي كان يعرف جيداً من هو معاوية، ولكن خيارات المضطر ليست كخيارات غيره.
أعود وأقول: إننا نفتخر ان نشتم من قبل الدليمي وأمثال الدليمي ومع فخرنا نزداد وضوحا بأن طريقنا على حق ولهذا لن نتنازل عن هذا الطريق ما حيينا.
وأذكر هنا بأن جميع اخوتكم العاملين في الوكالة لا يتقاضون أي أجر من أي جهة، فهم اجتمعوا على مائدة مظلوميتهم ومظلومية هذا الشعب فتنادوا جميعاً لنصرة هذا الشعب دونما كلل ودونما ملل، فبارك الله بجهودهم وجهادهم، وأنا اعلم إن شتائم الدليمي لهم ستحثهم أكثر على مكابدة الصعاب وستزيد اصرارهم على المضي نحو الأمام حتى يفتضح الكاذب وتعلو راية الصدق المهدوية.
وكالة أنباء براثا (واب)
https://telegram.me/buratha