الشعر

مرثية أخر الأحزان. في الذكرى السنوية لرحيل العلامة الأستاذ الدكتور احمد الوائلي

3714 20:52:00 2012-05-24

 

 

        -1-

 

منذ أن ترجلت بعز

من يبّاب السفر

لتحل ضيفا على ارض هذا الوطن

ونحن نتوسد لجة الصمت ..

نفترش الأرصفة

نجلي هواجس عصف هذا الخبر :

- لم شددت العزم على الرحيل ثانية

بعدما انتظرناك طول العمر ؟

فيا لعرفانك :

لمّا  تمنيت..

أن لا يخفت لك أخر رفيف  للجفن

 ألا أن يرفل جثمانك في مثوى الوطن

فيا لشموخ هذا الوطن،

ويا لهنيئات بطائح أرضه بهذا الأثر

يا لزهو العراق ببريق رجاله

الذين غدي جفنه بهم يكتحل

 

                            -2-

منذ أن غادرت هذا الوطن،

ونحن نتوسد لجة الصمت

نناغي طيفك

عس أن تتعجل بعودتك

بعد ذاك العمر

فيا لخواء الحلم،

يا للأمل الذي به العيون لم تكتحل

يا للمّ الشمل الذي بفراقك لم يكتمل

يا للفراق ثانية،

 وأواره الذي ظل

 يلهج بزلال المقل ،

وفرقعت جمرتا الدمعتين

اللتين تساقطتا

الأولى : لمّا نثرنا هالات الفرح ،

 وزينا عشية عودتك الميمونة

 بقفف الحناء ،

 وآلاء شموع ( الخضر )

والثانية : لمّا لثمنا غبار قافلة نعشك ،

وهو يعانق القباب الطاهرة بالقبّل

يا لشمم الصدور التي تقرحت ،

وهي تطوف برفاتك الحنينة

بأرض ( النجف )

يا لنوح المنابر التي بالسواد اتشحت ..

يا لفيض تكبيرة المآذن المستكينة ..

لما شاع الخبر!

وأنا .. والجميع نتنادم،

ننثني ، نقتسم حبات الصبر

نتنفس تباريح صوتك الصادي

لمّا آزرت به الوطن المستجير

على منحر الزمن

يوم كان الحوت..

يقضم حبات المسبحة

ليرش علينا فاجعة المحن !

 يا لهدير صوتك

عندما تمادى التنين،

 وحفنات التتر..

ليقلم بأظافر الشهداء

 أشجار ليمونه!

يا لصوتك الثائر..

لمّا راح الطاغوت

يشكمنا لجام ورم الأسى

ليلبسنا فوطة الملامة

وجلباب الدمعة السقيمة!

وأنا ، والجميع نتنادم ..

 ننحني على عكاز هذا الخبر ..

- من يا ترى من بعدك

سيرطب عذق دمعتنا الحميمة؟

وأنا، والجميع نتنادم..

 تعتصرنا أنات  العمر ..

يا لسدر الطيب الذي غرسته

في نفوسنا بعد مصابنا بذاك الأثر

يا لضوع المسك الذي خلفته

في  مجالسنا الحبيبة

فخبرنا يا من اعتلى أبهة أساطيل الرحيل

يا من عزم ثانية على السفر:

كيف نداري دمعتنا اليتيمة

كلما طيفك من أمامنا عبر؟

فآه  من غدر الزمن..

وآه لمرثيات أخر الأحزان..

بعد ما الوطن بالنصر قد اكتمل

ـــــــــ

26/5/524

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عامر البطاط
2012-05-27
رحمك الله ياسيدي الوائلي انك الصوت الوحيد الذي ظل يهدر ويصدح بذكر ابي عبدالله الحسين في زمن ارهاب البعث ومحاولتهم امحاء ذكر الحسين واسكاتهم وقتلهم لكل من يذكر الحسين الا انت يا علم الشيعة والمذهب فكنت مدرسة وجامعة تعلم من خلالها شيعة العراق ولم ينسوا بفضلك واقعت الطف وعلوم المذهب فالكل كان يستمع لمحاضراتك في البيوت والمقاهي وسيارات النقل وحتى في وحدات الجيش في زمن حاول فيه النظام البعثي الطائفي منع كل ذكر للحسين وأل محمد(ع)وباقسى الوسائل والاجرام الاصوتك كان عصيآ عليهم لولك لما عرف جيلنا أي شيء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك