اقام الاتحاد العام للادباء والكتاب في محافظة ميسان يوم أمس الخميس مهرجان الكميت الشعري الثقافي الثالث تحت شعار (ميسان والكلمة أفق ثقافةٍ وراهن ابداع) بالتعاون مع وزارة الثقافة.
وقد افتتح المهرجان بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح على من رحل من الشعراء والادباء استذكارا لكل الراحلين.
كانت كلمة البدء للشاعر فراس طه الصكر رئيس اتحاد ادباء ميسان التي رحب خلالها بالحضور واثنى على جهود الادباء لانجاح مهرجان الكميت بدورته الثالثة متجاوزين العقبات والاخطاء التي حصلت في المهرجانين السابقين.
فيما كانت كلمة وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي مختلفة حينما قدم مقارنة بين شعراء السلطة وشعراء الثقافة والوعي اذ قال (ثمة شاعر يعيش الحياة ويستمتع بها، وآخر يشتبك معها ويتمرد عليها، ثمة شاعر يدع الايام تمر مرور الكرام وآخر يستوقفها ويسائلها ولا يأمن جانبها. وهناك شاعر يلبس ثوب السلطة ايا كان ذلك الثوب ويتلون بلونها، وآخر يبتكر لونه الخاص واخدوده الخاص على الارض ومن ثم يبقى في الذاكرة حتى لو لم يكن له ضريح بيننا او مزار في بقعة مكانية محددة) مشيرا بذلك الى الشاعر الكميت الذي خلدته الذاكرة ولم يعرف له قبر لغاية اليوم. كما اشار الى مصير الشاعر الكميت والذي هو مصير كل مثقف واديب ومبدع يدافع عن قضية وطنية ويحمل رسالة فكرية تنويرية عبر التاريخ.
كما قال الاتروشي في كلمته (نحن امام اقلام كثيرة ومبدعين كثر ربما يتوجسون خيفة من السلطة والمسؤول فيوجهون قلمهم لمصلحة او موقف دون ان يكونوا مقتنعين بذلك) مشددا على ضرورة ان تمنح السلطة للمبدع مطلق الحرية وان تمنح الهامش الاكبر للمبدع المختلف قبل المبدع المؤتلف على حد قوله، مطالبا الشاعر والمثقف ان يكون شجاعا وان يحفر اخدوده الخاص في الارض من اجل تنمية وبناء العراق الجديد.
كما قال وكيل الوزير (ان المسار السياسي في العراق والمسار الثقافي بحاجة فعلا لمثقفين حقيقيين يثرون ويغنون الحياة المعرفية لدفع العملية السياسية والتنموية الى الامام) مشيرا الى بعض المشاريع القانونية والحقوقية التي تطرح في الساحة العراقية والتي هي بحاجة الى دراسة والى طرح آراء المثقفين، اذ قال الاتروشي (ينبغي ان يكون للمثقف الرأي الواضح والاساسي والمؤثر في بعض المشاريع القانونية والحقوقية والتي كان آخرها قانون الاحوال الشخصية الجديد الذي طرح في الساحة العراقية، فهو بحاجة ماسة للرأي الواضح والجريء حول مدى قدرته على طمأنة حقوق المرأة ومدى قدرته على ان يكون سندا لاعادة اللحمة العراقية) مؤكدا ان القانون يسبب اشكاليات كثيرة ويؤدي الى تعميق البعد الطائفي في المجتمع العراقي لاسيما وان قانون الاحوال الشخصية العراقي لعام 1959 يعتبر احد القوانين المتطورة في المنطقة.
كما اشار الى ماتقدمه وزارة الثقافة من دعم مستمر لمختلف المهرجانات التي تقام في مختلف المحافظات مثل مهرجان المتنبي والجواهري والكميت ومصطفى جمال الدين، كما كان هناك دعم لمهرجان السلام والتآخي الذي اقيم في اربيل من خلال دار الثقافة والنشر الكردية التابعة لوزارة الثقافة بهدف توزيع النشاط الثقافي في كل المحافظات لتنمية الثقافات المحلية القائمة على التنوع والتلاقح.
ثم جاءت كلمة فاضل ثامر رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق مطالبة بدعم اكبر من وزارة الثقافة لكافة المهرجانات وان تنفتح على المثقفين وتسهم في تقليل العواقب امام المشروع الثقافي. كما تمنى لمهرجان الكميت التواصل والنجاح حتى يتحول الى مهرجان دولي واحد المنابر الثقافية في عراق مابعد التغيير.
اما محافظ ميسان علي دواي لازم فمرحب بالحضور قائلا (اهلا بكم في ميسان الكلمة، اليوم نلتقي مرة اخرى ونكتب مرة اخرى ونصطحب الكميت مرة اخرى نحو آفاق الكلمة، الكلمة التي تصدح بالسلام والمحبة والحضارة).
وقد استمر المهرجان بتقديم قراءات شعرية ابدع فيها القاءا وشعرا الشاعر (حطاب الفيصلي) والشاعر (صباح الحلبوصي) وشعراء من بغداد ومختلف المحافظات.
من خلال جلستين قرأ فيها حشد من الشعراء قصائدهم الشعرية بينهم غسان حسن وخضر خميس ومؤيد نجرس، والشاعرات غرام الربيعي ومريم العطار وسلامة الصالحي ونجاة عبدالله وفرح الدوسكي. كما القى الشاعر فوزي الاتروشي بطلب من الحضور قصيدتين نالت اعجاب الحاضرين. كما تم افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية في حدائق منتجع (جنة عدن).
وقد اثنى الجميع في كلماتهم على التطور العمراني الحاصل في محافظة ميسان والتي باتت محط انظار الجميع لما تشهده من تغيير وتطور عمراني ملحوظ، حيث قالت الاديبة (عالية طالب) في لقاء صحفي (ان محافظة ميسان الجميلة التي رأيناها بحلتها الجديدة تؤكد على ان العراق دائما بخير وان المشهد الثقافي هو تكملة للمشهد السياسي وان اي اثراء ثقافي سيضيف لكل المجالات بعدا حضاريا يؤكد تأريخ العراق المهم الذي اعطى للبشرية جمعاء معنى الكلمة).
وقد حضر المهرجان جمهور من الادباء والمثقفين والشعراء وبينهم اعضاء مجلس محافظة ميسان.
وقبل ذلك بيوم اقامت محافظة النجف احتفالية عيد الغدير في العتبة العلوية والتي حضرها حشد غفير من مختلف ارجاء الدول العربية والاسلامية. كما حضرها وفد من وزارة الثقافة ممثل بوكيل وزارة الثقافة السيد فوزي الاتروشي الذي عبر عن سعادته بالحضور الى الاحتفالية خلال لقاءه مع الفضائيات بقوله (نقول للجميع ان عيد الغدير مناسبة لنقدم خلالها ماهو اكثر من التهنئة واعمق من مجرد ايات التبريك) مشيرا الى ان هذه المناسبات المفرحة تثبت ان العراقيين جميعهم بكل مكوناتهم وبكل طوائفهم واديانهم هم على ضفة واحدة ضد الارهاب. مشيرا الى ان العراقيين قادرون على التحدي وعلى صناعة الفرح ان ارادوا. كما قال (ان الامام علي اسس للانسانية من خلال مواقف تطبيقية وسلوكيات حياتية طبقها على نفسه اولا لانه وجد نفسه الأولى بالتطبيق قبل الآخرين، وهذا نموذج انساني جدير بنا نحن السياسيين في العراق ان نتعظ به ونجعله قدوة لنا ونبراسا نقتدي به).
فيما القى العديد من الحاضرين كلمات اكدوا خلالها على اهمية تصحيح مسار العملية السياسية نحو البناء والمحبة والسلام ونبذ الطائفية والفرقة.
24/5/13113
https://telegram.me/buratha