كاظم جويد المحمداوي
مرثية الإمامِين العسكريين(عليهما السلام) صــحا حزنٌ وما قد كان ناما *** ولمّـا فجٌّروا صَرْحاً تَحامىبســــامراءَ قد نَسفوهُ غَدْراً *** مَقاماً كان مُذْ ألف مُقامافيا ويلَ النواصبِ مـــن عذابٍ *** جَهنمُ فيه تَستوفي الغَراماألا تبّاً لهم كيــــف استباحوا *** عليّا وابنه الحسنَ الهُمامافما صــــانوا لهم إلّاً وعهـــدا *** ولا عرفوا حَلالاً أو حَراماهمُ الشيطانُ قد باعوهُ نفســــاً *** وشَرّاً إشتَروا منـه الأثاماففــــــي الدنيا لهم عارٌ وخزي *** وفي الأخرى بها كانوا النَدامىألا قُلْ للنواصبِ كيــــــف أنتم *** اذا ما قامتِ الأُخرى قيامافهلْ تَرجون من حوضٍ شَـرابا *** وساقي الشرْب يَطلبكم ذِماماوهلْ تَبغون جَوْزاً في صِـــراط *** وقـــد جُزْتم بمبناهُ انهداماوكيــفَ اذا رســول الله أمســـى *** يُسائلكم عنِ القُربى عَلاماقتلتـــــــــمْ عِترتي بَغــياً وكُرها *** وفي حَقٍّ لهم ثرتمْ خِصامافهــــلْ تَبـــغونه فيكــم شفيـــعا *** وقـــــد عِثْتمْ بأهليهِ انتقاماومـــــا أوليتموا ماجـــاء حِفظاً *** ولا صُنتمْ لِما عَهِدَ احتراماوها أنتم بســــــــامراءَ رُمتـُـــم *** لِما في العُروةِ الوُثقى انفصامابجُرْمٍ فيــــهِ مــــن نُكرٍ أَتيتــــمْ *** كما لم يُؤتِهِ القومُ القُدامىولا فــــــــــي مِثلِهِ الأَيّامُ جاءَتْ *** من الأَحداثِ إذ جاءَتْ جِسامافـــلا هدَأَت لكــــم بــالٌ وحـــالٌ *** ولا نَعُمَتْ لكــم عَيـنٌ نَعامىفيـا يوماً بـــه نســــفوا ضريحا *** مضـــى فَقدٌ بنا فاقَ انعدامافجفنُ العينِ مـــــــن دَمعٍ تَهَرّى *** وموقُ القلبِ من نَزْفٍ تَدامىوفينـــا الروحُ لمْ تُبقِ سَــــلاماً *** بهـا حَربٌ اذا أبقتْ ســـــلاماوأَمّــا الجســمُ لم يغدو كَجســـمٍ *** وفيهِ الجَوفُ قد عَدمتْ قَضاماعلـــــــى ضُمُرٍ وتغييرٍ تَبَــــدَّتْ *** بنا الأجســــامُ تَمنَحُنا السُّهامافلا تَطلبْ مـــــن الأجسامِ حُسناً *** فقد وَلَّتْ ومـــــا عَرِفتْ قَساماوليسَ الكونُ أَحسنَ منـــهُ حالاً *** بذاكَ اليـــــــومِ إذْ ذَرَّ السُخاماهيَ الأَجواءُ فــــــــي كَمَدٍ تَرَدَّتْ *** يُزَجّي بّعضـــُها بَعضـــاً قَتامافلا شَجَرٌ بهـــــــــا قد فاحَ يَهفو *** ولا هَبَّتْ بهـــــا ريحُ الخَزامىولا سُحُبٌ علـــــى الأمطارِ تَدنو *** وقد بَعُدَتْ تُســــاقيها الجَهامافيــــا كلُّ الأُلــــى دانــــوا عدوّاً *** ألا هبّوا احتجاجاً واعتصـامافسيروا في الشوارعِ في حشودٍ *** وزيدوا في حشودكمُ.. زُحاماولَطمـــاً فـوقَ رأسٍ، فـوقَ خَــدٍّ *** وحتّى يَشتكي الجسمُ اللِّطاماوضمّوا صــــوتَكم اذ ذاك صَوتاً *** وضجّوا في هتافٍ .. وا امامافَما بَعدَ الرزيةِ مـــــــــن مَلامٍ *** لِمَن شــــاءَ البُكا يَلقى الملاماولا بَعدَ المُصيبةِ مـــــن خَفاءٍ *** وقـد كَشَفَ الخَفاءُ لهم ضِماماألا إنَّ النَواصبَ قــــــد أرادوا *** بِكَيـدٍ فيـــــــهِ يَجنونَ انقسامافهاجت غضبة الشعب انفعالا *** وكـادت تُفلتُ العقــلَ الزِّمــاماوصارَ الناسُ أَسرى كُلَّ خَوفٍ *** ومـا أَمنوا وقـد فقدوا النِّظاماوبانتْ لُحمةُ الشَّــــعبِ افتراقاً *** وراحَتْ تَشتكي الناسَ الطَّغاماولولا العَهدُ الذي صَدَقوا رجالٌ *** لكــانَ الكيـــــدُ مالاقى انهزاماهم الآياتُ قـــــــــد وقفوا بعزمٍ *** كراياتٍ علـــــــــى جَبلٍ سَنامالقـــد أَمروا الجموعَ بأَنْ يَكفّوا *** فكانَ الكَفُّ فــــــــي أَمرٍ لِجامافلوذوا فـــي المراجعِ يا أناسٌ *** وشـــــــدّوا خَلفهمْ أَزراً حِزاماوصفاًّ بعـــــــدَ صفٍّ بعد صفٍّ *** بمــــا هابوا بكم زيدوا التحامافلولا أن همُ .. رَكَنــوا كحصن *** لكان العُنفُ فـــي عُمقٍ تَرامىوكانـــــتْ فتنةُ التَّفجيرِ طالتْ *** وجَرَّ اليــــــومُ شَهراً ثُمَّ عامافكونــوا رهنَ ماشاءوا مَقالا *** وفــــــي فُتيا لهم لَبّوا التزامافإنْ حاقتْ بكــــــم أزَماتُ دَهرٍ *** فلا تَنسوا لهــم خفّوا احتكامافإنَّ الخيـــــــــرَ فيهم كلَّ خيرٍ *** بِهِم شَــــــــعبٌ لنا حَفظَ التآما*********إلامَ العنــــــــــفُ ياناسٌ إلاما *** وهـــــذا القتـــلُ يانـــاسٌ حَتاماجراثيمُ النــــَّـواصبِ قد تَمَدَّتْ *** َتشعُّ الـــــــى العِراقَيْنِ السِّماماتَجَمَّعَ شَملُها مــــن كُلِّ صَوْبٍ *** ومِن صَوبٍ لهــــا جازتْ شآمافماجــــــــــتْ بالعراقيينَ قَتلاً *** تَســـــوقُ اليهِمُ الموتَ الزَّؤاماوراحتْ ريحُهـــا تَشتَدُّ عَصْفاً *** ومـــــــــا أزجتْ لنا داءً تَنامىخفافيــــشُ الكُهوفِ أتَوا إلينا *** لنـــــــــــورِ اللهِ يَبغونَ الظَّلاماوإذ عَقلٌ لنــا استعصى عليهم *** فإنَّ الجسمَ مــــــا أخلوا سَقاماومثلُ الأرضِ إذ عاثـــوا خَرابا *** ففــــــــــي أبداننا هدّوا العِظاماكلابٌ حَسبُهــــــــا تَقتاتُ نَهشاً *** بأفواهٍ لهـــــــــــــا خليتْ فِداماألا أنـــــــــــــــــا بأوباشٍ بُلينا *** رأَوا في القُبحِ حُسناً قد تَسامىبِعَزمِ الشَّرِّ قـــــــد غاروا علينا *** وماضي الحِقدِ ما لانوا احتِدامافكم في الخَلقِ قـــد حَزّوا رِقاباً *** وزادوا فـــي الأَراملِ واليتامىوما تركوا لهـــــم شَيخاً وطفلاً *** ولا حتّــــــــــى نساءً أّو أّيامىبِتفجـــيرٍ وتفخـــيخٍ وذَبـــــــحٍ *** كــــــــذا راحوا يُبيدونَ الأناماوتَهجـــــيرٍ وتسلـــيبٍ وخَطفٍ *** علــــــى طُرُقٍ بها كانوا لِئاماوقد زرعوا بهــــا الألغامَ كانتْ *** تُرائي الموتَ مَنْ جَهِلَ اصطداماولايُعزى لهـــــــــم إسمٌ ورَسمٌ *** فما ماطوا عــــن الوجهِ اللِثاماوفَخراً أَنْ لهـــم قالوا سنلقى *** رســـــــولَ الله يولِمُنــا الطَّعاماوأنَّ الله يُدخِلـــــــــــــُنا جِناناً *** بِقَتلِ النـــاس ما زدنا اصطِلاماومــــــــِن ذاكم بتفخيخٍ أَدالوا *** على الأَبدانِ كي يَشووا اللِحاماوحاشــــــا اللهَ أنْ يبدو ظهيراً *** لذي ظُلمٍ سَـــعى يَبغي اجتراماومــن عَجَبٍ لهم أَنْ قد تَراهم *** بِما وُصِموا بــــهِ ناطوا وسامافيُحسنُ قارئُ القـــرآنِ صوتاً *** وفـــــــي قُرآنهِ يولي الصِرامافلا فـــــــــي حثِّهِ القرآنُ لبّى *** ولا فيمــــــــا نهى أَبدى الحِجاماوأُذنُ الشَّرِّ فيهـــم في سَماعٍ *** فإنْ خَيراً وَعَتْ جَعَلوا صِماماويَعملُ عاملٌ منهــــم شُروراً *** وفــــــي ظَنٍّ لهُ.. بالخيرِ قامافلا تَدري صلاةً كيـــفَ صَلّى *** وصَوماً إذ بَدا تدريـــهِ صاماهي البلوى بما اعتنقوا عَمِيّاً *** مِــــــن الأَفكارِ لاتأْبى اقتحاماكَمثل ِ الخَيلِ فـي ظَهْرٍ عَصِيٍّ *** تَذودُ المَنعَ أَو تلــوي الخِطامافهتكُ العِرضِ قـد عَدّوا جِهاداً *** وقتلُ الناسِ قــــــد قالوا قِواماوأَفتوا فــــي نكاحِ الحِرْمِ حلاًّ *** وما أَبدوا بمــــا أَفتوا احتشامابأَفواهٍ تَمــــادى الفُحشُ منها *** وأَولــــى منهُ لو طَعِمَتْ شِبامالقـــــــد كالوا لنا سَبّاً وشَتماً *** مِـــنَ القولِ الذي كالوا اتَّهاماومـــــــا مِثلُ الزيارةِ أَو دُعاءٍ *** لدى قَبرٍ بهــــــا طالوا الكلامافإنَّ القبرَ قـــــــد حَسَبوهُ رَبّاً *** كذا عَقلٌ لهـــــــم بَصَراً تَعامىوإنَّ الشِّـــركَ أَنْ نوليه قَصداً *** فلا يَبغي لنــــــا نولي اهتمامافليسَ القبرُ إلا مِــــــــنْ تُرابٍ *** وما فــــي القَبرِ لايَعدو رِمامافلا نامَتْ لهــــــــم عَينٌ وَقَرَّتْ *** لنــــــــا عَينٌ يَقاظاً واحتلاماإليكمْ أَيّهـــــــــــا الباغونَ طَرّاً *** لِمَن سَمعاً رَمى أَو مَن تَصامىلَئنْ لم تَرجعوا عَمّــــــــا أَتَيتُم *** فليسَ العَذلُ قد سَبَقَ الحُساماوإنْ لم تَهتدوا عَمّـــــــا ظَلَلْتم *** ففيـهِ السيفُ تُجزَونَ الحِماماسَيَظهرُ ابنُ مَــــن طُلتمْ مَقاماً *** يُطَهِّرُ رِجْسَـــــكمْ حَتماً تَماماوحتّـــــــى يَظهرُ المَهديُّ فينا *** لأخشى البدءَ لن يلقى الخِتاماوقــد أَخشى وَليداً صارَ شيخاً *** وفيهِ العَقلُ مــا اجتازَ الفِطامافَيبقـــــــــى جُرحُنا يَزدادُ نَزْفاً *** ونــــارُالحِقدِ تَشتَدُّ اضطراماوأَمــــــــا بالذي اغتالوه فَجراً *** وحالوا قُبَّةً فيـــــــــــهِ رُكاماقِباباً في قُلوبٍ قـــــــــــد بَنَينا *** بَديلاً للتــــــي صارتْ حُطاما
https://telegram.me/buratha