صادق درباش الخميس
جلجلْ دويا ً كصوت الرعْد كالحمم ِ ... إن العراق بلاد الله في الامم ِ
ارضٌ بها اولياء الله قد بعثوا ... فعانق النور بين الارض و السدم ِ
ارض الحضارة منها الفجر انطلقا ... والشمس لولاه لم تشرقْ ولم تعم ِ
هذا العراق عرين الخلد مسكنه ... قد اسبغ الكون بالرايات و القلم ِ
لملم جراحك يا ارض السواد وقمْ ... و ليسرج الدهر خيل الغدر والالم ِ
هيهات يربيك جيش الدهر اجمعه ... يا مواطن السيف و الفرسان والشيم ِ
كل الجباه على ارضيك قد سجدت ... بالطوع والكره و الاقبال والعدم ِ
جل القواطع في اغمدها صدءتْ ... الا حسامك لم يغمدْ ويلتثم ِ
لا يرتقي المجد من تهوى عزائمه ... فالمجد تحت ظلال الصارم الخذم ِ
على ثراك بنى القانون احرفه ... يا منبع العدل و الميزان من قدم ِ
سحر اليراع و نقش الطرس مولده ... من بطن سومر صخب الطلق والهمم ِ
انجبت شعبنا علا الافلاك بيرقه ... بالعلم والبيض والايمان والشكم ِ
اليس في بابل الالباب قد ذهلتْ ... من الجنائن و الامواج في القمم ِ
ربى المآثر و التاريخ في اكد ٍ ... و ملك اشور في الايام كالوشم ِ
فينا سمت راية الاسلام خافقة ً ... حيث امتطينا خيول النصر و الشمم ِ
خيل المثنى سنى التاريخ يعرفه ... و القدس لولا صلاح الدين لم تدم ِ
أيّ الاماكن لم تشهدْ بيارقنا ... بل أيّ شبر ٍ عليه الحكم لم يقم ِ
نحن الذين بنينا العلم مدرسة ً ... يبقى العراق منار العرب و العجم ِ
حبيت يا امة الامجاد من الق ٍ ... و يا عطاءاً هما كالغيث بالنعم ِ
عدْ مجدنا التالد المشهور رايته ... ايام كنا نطوف الارض بالقدم ِ
ايام كنا ملاذ الناس اجمعهم ... دار السلام و دار العشب و القيم ِ
كل العيون عوادي الدهر ترقدها ... الاعيونك لم تغمضْ ولم تنم ِ
لله درك يا ارض النخيل فقد ... جاوزك عن شعلة الاحسان بالجرم ِ
صبرا على العاديات الناقمات بنا ... ليل الحوادث في الاصباح كالحلم ِ
بحر المنايا برغم الآه نفلقه ... ففي يدينا عصا موسى و غلظ فم ِ
و انت طودٌ على جنبيك قد قبرتْ ... ريح البلايا وحقد الشر و النقم ِ
و ليشهد الكون و التاريخ مقولتي ... بصرخة توقظ الاموات من ْ رمم ِ
لولا العراق لكان الناس في جهلٍ ... يكابدوا العيش بين الكهف والصنم
https://telegram.me/buratha