" قال الإمام علي (ع) وهو يناجي رسول الله (ص) عند دفن البتول فاطمة الزهراء (ع):
"السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك، قلَّ يا رسول الله عن صفيك صبري، ورقَّ عنها تجلدي … فإنا لله وإنا إليه راجعون فلقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فاحفها السؤال واستخبرها الحال، هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر … ".
" أَلا أيُّهَا المَوتُ الذَّيْ لَيسَ تَارِكي
أَرِحْنِي فَقَدْ أَفْنَيْتَ كُلَّ خَليلِ
أَراكَ خَبيراً بالذَّينَ أُحِبُّهُمْ
كأنَّكَ تَسْعَى نَحْوَهُمْ بِدليلِ" *
أَيا مَوتُ ما أَشْجاكَ لاهبُ أَضْلِعي
وَحِرُقَةُ آهاتي وَطولُ ذُهُولي..؟!
خَطَفْتَ حَبيبي "أَحْمداً" ثُمَّ عُدْتَ ليْ
"لِتَخْتَلِسَ الزَّهْراء" بَعدَ قَليلِ
وَكُنتُ "إِذا ما اشْتقْتُ رؤيةَ أَحمدٍ"
وَتاقتْ إِلى الوصْلِ الحَبيبِ طُلُولي
"أرَتْنيهِ" فِيْ تَبْتيلِها وَخُشُوعِها
و"أَذْكَرَنيْ تَرْتِيلُهَا بِخَليلِي"
فَضُمَّ أَبا الزَّهْراءِ "بَضْعتكَ" الَّتي
أَتَتْكَ مَشُوباً غُصْنُها بِذُبولِ
وَ"سَلْهَا" تُجِبْكَ الآهُ عَنْ كُلِ صَرخَة
مُكبَّلةٍ أَوْ كُمَّةٍ لِعويلِ
وَألْحِفْ فَكَمْ منْ لاعجٍ بِفُؤادِها
خَبيءٍ وَكَمْ مِنْ حُرقةٍ وغَليلِ
وَعُدَّ أَبا الزَّهْراءِ أَضْلاعَ صَدْرِها
وَأرْفِقْ فَمكْسورٌ بِجَنْبِ عَليلِ
وأَمْرِرْ عَلى المَتْنَينِ كَفَّيكَ وَالْتَمِسْ
مَرَارةَ حِقْدٍ أَسْوَدٍ وذُحُولِ
وَأَطْفِيءْ بِعَيْنيها تَلَهُبَّ جَمْرةٍ
بِطِيبٍ مِنْ الثَّغْرِ الرَّحِيمِ جَميل
* البيتان للإمام علي (ع).
https://telegram.me/buratha