( شعر : الدكتور نوري الوائلي )
تدنى الفكرُ أدراجَ الشعوب ِ = وضاعَ جماله بيد ِاللعوب
فأينَ الشعرُ قافية ونظما ً= وقولا ً يقتدي سبلَ الرقيب
وأين سموّ آداب ٍ ونثر ٍ = وحسن ِ حكاية ٍ ختمت بطيب
وأين محابر رَسَمت بتقوى = كتابات حوت طب َالطبيب
وأين الوصف ُيدعمه خيال ٌ= جميل ٌصادق ٌخالي الكذوب
فلا أجدَ البلاغة في خطاب ٍ= كأنّ النطق َمملوءُ المشيب
فهذا الأفق ُيحوي جمّ شعر ٍ = عديم الفكر ِمضيعة الغريب
فلا أدري المعانيَ في العلالي = لها ربط ٌبخاتمة ِالجنوب
فيا كتاب َ آداب ٍ وعلم = عليكم بالمفيد بلا مريب
فليس مُصابنا مرض وفقر = وعمر ضاع َيأمل ُفي النصيب
ولكنّ المصابَ ضياع ُ فكر ٍ= بأيمان ٍوتقوى في القلوب
ففكرُ الناس مبتورٌ بدهر ٍ= يقودٌ جواده عبسُ الغروب
فتاريخ ُالشعوب حصاد ُفكر ٍ= لأبناء ٍ همُ بذر ُالشعوب
فخيرُ الناس ِ همْ قوم كرام = لهم عقل ٌروى فكر َالمجيب
وشر ُالخلق زرّاع لفكر ٍ= تعارض ُنهجه سنن َالحسيب
وضيْعُ الناس ِمنْ أولى بفخر ٍ= نبات َالسوء يفسد في الخصيب
فقاد َالفكرَ جنسٌ ثم مال ٌ= وكرسي ّ يدوم ُعلى الخطوب
وأوغلت المنابرُ نشرَ حرف ٍ= والوان ٍ بها زيغ العيوب
فلا خيرا ً يُؤمل ُمن عقول ٍ= لها الشيطان ُعونا ً في الوثوب
فكم فكر على الشيطان ِ يعلو = بتخطيط ٍ لظلم ٍ أو كروب
فخيرُ الفكر مصحوب بخلق ٍ= رحيم ٍ مؤمن ٍ خالي القطوب
فما لفظ َاللسان ُ له رقيب ٌ= عتيدٌ فوقه سمع ُ الرقيب
وما يُدريكَ ما يبدو ضئيلا ً= عظيم في حسابات ِالمجيب
فلولا كانَ من قرآن ربي = لضاعت أحرفُ العربي المهيب
https://telegram.me/buratha