أحمد لعيبي
من أقصى حدود الوطن اكتب لك يا اول وطن عرفته في حياتي ..
صباح مثل عينيك..
ومساء يشبه إبتسامتك ..
من شدة النعاس حلمت انك معي دون ان انام ..
يا لك من انثى تأتي بالنعاس كي اراها قبل الحلم ..!
وانا أمسك بقلمي وبندقيتي لأكتب لك رسالتي تذكرت كل شيء فيك ولا اعلم اني عندما اتذكرك هل لاني نسيتك..؟ ام لأني اشتاق لك فوق ما تتصور السواتر ورصاصها وبنادقها ودماء الرجال فوقها..!
لا زلت اتذكر اول لقاء بيننا ...
اول سمكة وضعت بيني وبينك ..
اقداح الشاي التي تناثرت ..
وعطر القهوة الذي فاح في زوايا الغرفة...
ودموعنا التي تناثرت ونحن نستمع لحديث الشهداء ..!!
منذ تلك الدمعة تلاصقت ارواحنا كما تتلاصق الان اجسادنا في سواتر المعركة..
بكل قلقي الذي صار مثل ندبة في وجهي
وبكل خوفي عليك الذي صار قطرة الحياء التي على جبيني ...
بكل هذا وذاك اكتب لك والدخان يملأ المكان وحبك يملأ الزمان وينتشر في ذرات روحي ...
دعوت لك دعاء السواتر وتوسلت الله بذلك الساقي واخيه العطشان ان نكون معآ ..
الوطن يا بلسم جراحي يشبهك ..ربما كان مثلك قبل ان اعرفك..حزينا ..وحيدآ ..مخذولآ..لكنه قوي ..
لذلك مددت كفي له ولك ..
ووهبت منحري له ولك ...
وتعبدت بشروكَيتي حول حدوده وحولك...
انا يا ظلي لا اخاف من الموت ولا اخاف من الساتر ولا اخاف من الرصاص...
لكن اخاف على وطني الذي يشبهك ..
واخاف عليك يا شبيهة الوطن ...
اردت ان اقول لك كم اتمنى ان اتلطخ بدمي كما تلطخت بحبك ..
اردت ان ابوح لك بإن حبك سر شهي لا يشبه اي سر سوى سر الوطن الذي لا نبوح به للاغراب ..
غدآ سأكتب لك قصيدة الفجر والنصر والفخر والنحر
قصيدة حروفها مقدسة مثلك وكلماتها تشبه ال فدوة التي تقوليها ...
كوني بخير يا انثاي التي تشبه بغداد في طلتها وسيأتي الفرح رغم كثرة الجروح..
ستنتصر بغداد على اعدائها وستنتصرين على حزنك ..
واعدك انني سأعود كي نكون معآ ..
حتى وان استشهدت فأنا ذهبت من اجل الوطن الذي تشبهينه ويشبهك...
انا يا سيدتي حزين مثل وجهك السماوي ..
مثل البسمة التي تملأ روحي وانا احدق بوجهك..
يملأ روحي البياض مثل خصلات شعرك لحظة زمننا المسروق ..
يا أبنة الجنوب والرب ليس له جنوب سوانا .
يا هبة الله وهدايا الله للفقراء كبيرة ..
يا نغمة فيروز والدنيا صبح مشرق ..
يا عيد نوروز والناس تقف على الجبال في آذار..
يا لحظة عشق..
وهمسة صدق ..
وليلة برق ..
وساعة حرق..
يا غرب ياشرق..
يا اجمل حروف النطق..
من انت يا سيدة الروح كي ارتجف بحضنك وانا اتعرق..
من انت يا مفترق الطرق كي اقف في باحة عينيك ولا اتحرك..
ما بال عيونك تعمل مثل اشارات المرور في وجهي اذا نظرت فيهن ..
يا اول محطة من محطات العشق
يقف فيها قطار العمر...
يا اول لحن ومفردة اقرأها (يا زلف يتهاوة وي الليل باطراف الكصيبة )
يا اول (اعبر على جفوني بحلم بس كون عينك سالمه )..
يا ليلة العيد في بغداد وضواحيها ..
يا ليلة العيد (أنستينا..وجددتي الامل فينا)..
يا فرحة العمر وكل العمر كان بدون عينيك هباء..
يا ..
اجمل الاناث وكل النساء..!!
ساعود قريبا حاملآ غصن الزيتون وذرات تراب الوطن هدية لعينيك ..
سيكون وقت لقاءنا الظهر بتوقيت العراق الذي لا يموت ..!