احمد لعيبي
بسم اول الملح وآخر الخبز اكتب لك رسالة شروكية حروفها متهدلة وكلماتها ممزقة الثياب ..
في هذه الارض التي احببتك على سطحها اليابس وتحت سقف هذه السماء المغطاة بالغيوم البيض التي تمشي معي دون مطر كأنها ظلك..!
صوت المذياع يقول ان الحرب قائمة ومفروضة مثل حبك واصوات المغنين تتجه صوب السواتر لتنشد (احنه مشينه مشينه للحرب) ..
لازلت اخوض حرب حبك وكل حرب بعدها لا تهم رأسي ولا قلبي لاني اصبحت بلاهما وانا معك..!
الرصاص يتناثر قربي مثل علبة الجكليت التي نثرتيها بوجهي عندما عدت جريحا من الحرب
وادركت يومها ان غلاف الحلوى من يدك يعادل الف ضماد من يد غيرك...
اتذكر يومها عندما قلتي لي بهمس (انا احبك)..
يومها نهضت من سريري راكضا صوب بندقيتي واردت الذهاب للحرب مرة اخرى كي اجرح واجرح واجرح من اجل (احبك)تقوليها مرة اخرى ..!
وها انا ذا اقف مرة اخرى على الساتر وكأن قدمي تقف بفضل حبك رغم التعب والرصاص والتراب ..!
واتذكر قولتك لي وانت تقولين (انت كل الرجال ..اذا حضرت حضر الكل ..واذا غبت عني فكل العراق على الساتر..)!
اتذكر حوارك معي وانت تقولين بابتسامة
(كل الذين تغزلوا بي اهانوا انفسهم ..وكل الذين ارادوا ان يتقربوا ابتعدوا وغادروا وهم لايشعرون..فانا يا فجر ايامي واحلامي وشعري لا ارى احدا سواك ..)
لقد اصبحت محيطات من حولي يابسه ..
ولقد صرت انا بلمسة يدك اتبلل من الماء والثلج رغم عطش شفتيك...
اثوابي القصيرة طولتها ..الواني المتشتته جمعتها تحت ظل عينيك..ولن اسمح لعين غير عينك ان ترى الواني ...!..
دعك مني ومن تمردي ومن اقوال الاخرين عنك ..
دعك من فوضى المرور حولك وانت بلا سيارة .!
اترك اقداح الشاي وفناجين القهوة وصوت البعوض المزعج حولنا..
هات يدك ..هات قلبك ..يالله ما اكبرهما وما اضيق عيون الشامتين..!!..!
ما بالك صرت تسكنني حتى في تقاسيم وجهي وتجاعيد يدي وخصلات شعري ...
ألم تقل لي يوما انك ممتلئ بي رغم العطش ورغم جفاف محيطات من يصطادون بالمزاج العكر والنية العكرة والقلوب اليابسة ..!)
هذه كلماتك لازلت اتلوها مثل قصيدة منسية في جيب اديب مغبون لا يعرفه احد سوى ساعي البريد..
كثيرا ما احلم بك ..
وكثيرا ما توقضني الرصاصة قبل قدومك..
كثيرا ما اتمسك بك مثل بندقيتي ..
ويأتي الانفجار فتتشابك الايادي كي لا تضيعين مني وسط زحمة الطرق ..ووحشة الناس ..
الحرب يا حبيبتي تأتي كل يوم مرة في الساتر فتجرحني رصاصاتهم ..
ومرة تاتي على شكل حب فتقتلني ..!
انا يا كل كلي لا افقه من لغة الحرب سوى حبك ..
ولا اعرف رائحة للبارود غير رائحة شوقي واحتراقي اليك...
سيتعافى الوطن مثل عينيك بلا كحل..
وسبتسم دجلة مثل شفتيك بلا احمر شفاه..
وسنحصد القمح غدا
كما نحصد رؤوس الدواعش اليوم ..
وساظل احبك..
وسننتصر ..
وسينتصر العراق رغم وحشة الطريق..
رغم وعود الملاعب وكثرة الفيضانات والقنصليات ..
سينتصر العراق ..
رغم كثرة الجيوش المتكالبة عليه
ان كانت جيوشا حربية او الكترونية ...
والباقي هو الوطن
وحبك ..
وبعض الامنيات ..
https://telegram.me/buratha