· عبد الكريم الجيزاني
يا راحلاً لو بعدَ ذاكَ تعــــــودُ لهفتْ اليكَ جوانـــحٌ و كبــــودُ
نامــــت جَوارِحُــكَ اللِغـاب و لم تنم آثارُكَ الجُلى فهُنَ شهودُ
يا أيها الرجلُ المجدّ فضائــلاً دونتَها وبَأصــــغريكَ تَــــرودُ
فكشفت أوهاماً ورمتَ حقيقةً حتى قَــلاكَ مُعانِدٌ و حَســـــودُ
وطَفقتَ في الأقطارِ أيَّ مُكابدٍ هَمّاً وقد أزرى بِــــــكَ التسهيدُ
ونشرتَ آثاراً لآلِ مُحمدٍ (ص) فجـرى لـكَ الـتحميدُ و الـتمجيدُ
يـــا أيـــها الرجلُ الوقورُ تحيةً فَقد إصطفاكَ لـــــِقُربِهِ الَمعبودُ
فـارقَتنا جَسَداً وروُحـــكَ هاهُنا كَالطيرِ تعلو في السما و تَعــودُ
ولقد تَطيبُ الذكرياتُ لِسامــــرٍ طوّى الضُلوع و فِعلُه محمــود
هل تذكر النجف الاشمَ ودوحةً غضّتْ فرقَّ لِوادييها العُـــــودُ
و مسارجاً ومنائِراً لمّـــا تــزل تشـــدُ و يغمرُ ضــوئَها التوحيدُ
والروضةُ الشــماءُ في جَنَباتها حـشدٌ يطــوفُ وتستقلُ حشـــودُ
والذكرياتُ ولو أبحتُ ببعضِها فـــــي حـــــوزةٍ لتبينَ المقصودُ
قد كنتَ في كَنَفِ الحكيمِ مؤهلاً بل أنتَ في صعبِ الطريقِ عَضيدُ
تــــلكَ الديارُ وإن تَغرَّبَ أهلُها ظلمـــــاً فـــإن حماتهُنَ أســــــودُ
هيهــاتَ أن تُحنى الرقابُ لِذِلةٍ فالسيفُ أحجا و الصمودُ نشيـــــدُ
قل الزمــانَ و إن بَدت أنيابهُ أيحطُ من صرحٍ بناهُ الصيدُ
أبداً وربِكَ لاتكونُ كما يرى سلمانهم اوضــاغِنٌ و حَقودُ
فالحشدُ فرعٌ من بقيةِ هاشـمٍ لبـى الـــندا ولِــــوائهُ معقودُ
فلوثبةُ البطلُ الذي في عِرِقهِ ملء الدماءِ بـوارقٌ و رعودُ
فأصبها نـــاراً تميَّز غيضُها حتى جلت تلكَ الغُيومُ الـسودُ
يأبى الضميرُ بأن نــــصافحَ رِمةً يوماً ليضحى للأباةِ نَديدُ
فليسأل التاريخَ عن تلك الضُبا كانت لــــها أرض الالهِ تميدُ
فــيها ضراغمةٌ تعضُ نواجذاً تطوي الأذى عن شعبها و تذودُ
فتقبلوا منا اعتذاراً ســـــادتي رغم الشدائدِ ماعدانا السيدُ
مادام داعشُ قـــد تجرأ خِلسةً في ظنهِ يسبي النسا و يسودُ
سنظل نرمي بالسهام نحورهم ندمي المحاجِرَ تارةً ونعيدُ
واللهِ مــــاعشنا الحياة فـــــإننا نثرٌ يشقُ على العِدا وقصيدُ
https://telegram.me/buratha